مقالات وكتاب
مبنى الركاب والمنشآت العسكرية !!

بقلم: م. مهدي الدخيل
طل علينا معالي وزير الاشغال في الأمس القريب بتصريح يلفت الانتباه الى وجود مرافق عسكرية ومدنية تعترض مشروع مبنى الركاب الجديد لا بد من ازالتها!!..
لا نعتب على الوزير كونه جديد في المنصب ولكن العتب كل العتب على الجهاز الفني في وزارة الاشغال الذي صوروا لمعالي الوزير تفاجأهم بهذا الأمر على الرغم من علمهم الكامل به منذ العام 2007.. فقد كان هذا عذرهم الأساسي الذي صدعوا به رؤوس متخذي القرار لانتزاع الموافقة على نقل موقع مبنى الركاب لتفادي تلك المرافق والمنشآت وتجاوزها لتمكينهم من تنفيذ المشروع بسرعة “في ذلك الحين”!.
معالي الوزير لقد عمل الجهاز الفني في وزارة الاشغال جاهدا على نسف المخطط الهيكلي للمطار المعتمد من قبل مجلس الوزراء في 2005 والذي تم اعداده من قبل مستشار عالمي متخصص والذي وصل بشكل علمي مدروس الى تحديد الموقع المناسب لمبنى الركاب الجديد ومساحته وطاقته الاستيعابية ومراحل توسعته التي تستجيب لمتطلبات سوق النقل الجوي ومتغيرات حركة الركاب والطائرات وفق النشاط الحالي والتوقعات المستقبلية..
وكان الاصرار الشديد من قبل جهازكم الفني على تغيير موقع المبنى وترحيله بمسافة تزيد عن الكيلومترين بعيدا عن موقعه التعاقدي الوارد في مستندات عقد التصميم الموقع، من قبلكم مع المستشار، بعذر أن تلك المرافق “العسكرية” يصعب اخلائها مما سيعطل تنفيذ المشروع.. وقد قام جهازكم الفني بتكليف مستشار التصميم، الغير متخصص في هذا المجال، في أمر تغييري غير مبرر، كلف الخزينة العامة ضعف ما كلفه مشروع دراسة المخطط الهيكلي العام للمطار بجميع مرافقة وانشطته، لعمل دراسة “محدودة” للمنطقة المحصورة بين مدرجي المطار فقط وايجاد حلول لتفادى أي معوقات عسكرية أو مدنية تماما..
وبإمكان معالي الوزير طلب نسخة من المراسلات والدراسات التي تمت للوقوف على الحقيقة الكاملة وقضاء وقت ممتع في قراءة ما ورد فيها من توصيات لا يخلو بعضها من الفكاهة.. منها على سبيل المثال لا الحصر.. الغاء مبنى الركاب القائم وتحويله الى “متحف” كأحد الحلول المقترحة لمشكلة صعوبة نقل ركاب الترانزيت بين المبنى الجديد والمبنى القائم..
من الواضح ان من أشار على معالي الوزير للإدلاء بهذا التصريح الذي يتضارب مع ما عكفت وزارة الاشغال على تسويقه يهدف بشكل مقصود أو غير مقصود الى ايقاع الوزير في حرج الغرض منه التمهيد المبكر للرأي العام لتقبل التأخير المتوقع في انجاز المشروع واخلاء مسئولية الجهاز الفني المعني عن أي نتائج غير محمودة “سياسيا أو اعلاميا”..
معالي الوزير كلنا أمل في أن يكون عهدك عهد اصلاح، فيا حبذا لو قمت بتكليف الجهاز الفني المسئول عن المشروع لإعداد تقرير يسرد لكم تاريخ ما مر به هذا المشروع من مراحل ومعوقات وتجاذب.. وتكليف من ترى من الثقات لدراسة وتمحيص هذا التقرير ومقارنته مع ما ورد في كامل محتويات ملف المشروع بعناية للوقوف على الحقيقة..
سائلا الله لكم الثبات فيما ستجدون والعون فيما ستتخذون من إجراءات للمحاسبة ومعالجة ما سبق ووضع المشروع على الجادة السليمة والسريعة للتنفيذ.
وازعم ان معالي الوزير على علم بأن مشروع مبنى الركاب الجديد البالغة قيمته نحو المليار ونصف المليار دينار لا يشمل ضمن مكوناته ساحات وقوف الطائرات ولا مباني مواقف السيارات ولا الطرق الرئيسية والفرعية الرابطة بين مبنى الركاب والطريق الرئيسي القائم.. والسؤال الملح: كم سيكلف الخزينة العامة ياترى استكمال عناصر المشروع وتشغليه؟!