شؤون دولية
أزمة اللاجئين تستنفر أوروبا.. وانتقادات شديدة لتعامل المجر «المخزي» معهم
وندد بابا الفاتيكان فرنسيس بوفاة 71 مهاجرا سوريا عثر على جثثهم داخل شاحنة الى جانب الطريق السريعة بين بودابست وفيينا، مطالبا بـ «تعاون فعال» حول «الجرائم المسيئة للإنسانية جمعاء».
وفي خضم نقاش دولي حول استقبال ملايين اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، يعارض البابا كراهية الأجانب الموجودة ايضا بين الكاثوليك، وأوصاهم بأن يوحدوا جهودهم اكثر من اي وقت مضى لاستقبال هؤلاء.
بدوره، اتهم وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس دول شرق أوروبا لاسيما هنغاريا بتبني سياسة «مخزية» تجاه اللاجئين بما يتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي.
ويظهر ذلك حجم الخلافات بين دول الاتحاد لاسيما بعد رفض بعض الحكومات الأوروبية استقبال اللاجئين ومقاومتها مقترحات الاتحاد الأوروبي للموافقة على خطة مشتركة لبذل مزيد من الجهود من أجل التعامل مع الأزمة.
وقال فابيوس لراديو أوروبا 1: «فيما يتعلق بكل هؤلاء الذين يطردون من بلدانهم لأسباب سياسية ينبغي أن نكون قادرين على الترحيب بهم.
يتعين على كل دولة أن تستجيب لذلك. فرنسا وألمانيا ودول أخرى استجابت لكنني عندما أرى دولا بعينها لا تقبل هذه المجموعات فانني أجد هذا مخزيا».
وتابع بقوله «في دول بعينها في شرق أوروبا يتعاملون بقسوة.
المجر جزء من أوروبا التي لها قيم ونحن لا نحترم هذه القيم عندما نضع الأسيجة»، في اشارة الى بناء المجر وهي جزء من منطقة شينجن، حيث يمكن التنقل دون الحاجة لجواز سفر، سياجا على طول حدودها مع صربيا لاحتواء ما تقول إنه خطر على أمن أوروبا ورخائها وهويتها.
وفي السياق ذاته، دعا وزراء داخلية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لسرعة الاتفاق على المستوى الأوروبي على تحديد موحد لما يسمى بالمواطن الآمنة.
وطالبوا بالبدء في تشغيل مراكز الاستقبال الأولية التي يتم التخطيط لها لاستقبال اللاجئين في إيطاليا واليونان بحلول نهاية العام الحالي على أقصى تقدير.
وأكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ونظيراه الفرنسي برنار كازنوف والبريطانية تيريزا ماي في بيان مشترك أمس: «إننا متفقون على أنه لا يمكننا إهدار المزيد من الوقت.
الوضع الحالي يستلزم اتخاذ إجراء عاجل والتضامن في أوروبا».
ودعا الوزراء رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ لعقد اجتماع خاص لوزراء العدل والداخلية خلال الأسبوعين المقبلين.
وأضاف: «لا يمكننا الانتظار إلى الجلسة العادية القادمة في شهر أكتوبر».
أما في المانيا، وبعد اسبوع شهد عدة احداث معادية للأجانب استهدفت اللاجئين اليها، جرت تعبئة تأييدا لهم في هذا البلد شملت وسائل اعلام وشخصيات، حرصا على إظهار وجه آخر لألمانيا منفتح على استقبال المهاجرين.
وعنونت صحيفة بيلد الشعبية الأكثر انتشارا في اوروبا «اننا نساعد» مطلقة «عملية مساعدة كبرى» من اجل اللاجئين «لإظهار ان المعادين للأجانب لا يزعقون باسمنا».
وتواجه المانيا تدفقا غير مسبوق من اللاجئين ويتوقع المكتب الفيدرالي المشرف على هذا الملف توافد 800 الف طالب لجوء خلال العام 2015.
وتصطدم حركة التدفق هذه وضرورة فتح مراكز استقبال في جميع انحاء البلاد لمواجهتها بردود فعل رافضة تصل احيانا الى حد العنف لاسيما في شرق البلاد.
وشهدت المانيا خلال الأسبوع سلسلة احداث من حرائق مفتعلة وتهديدات واعتداءات وحتى تظاهرات كما في هايديناو في ساكسونيا شرق البلاد، ما حمل المستشارة انجيلا ميركل على القيام بأول زيارة لها الى مركز لاستقبال اللاجئين في هذه المدينة الصغيرة التي جرت فيها صدامات بين الشرطة وناشطين من اليمين المتطرف.
ومن المتوقع ان تتناول المستشارة مجددا هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي اليوم.