شؤون دولية
رئيس بعثة «الأوروبي»: الكويت صوت الحكمة بالمنطقة وقوة من أجل السلام
أشاد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى البلاد السفير كريستيان تيودور بسياسة الكويت الخارجية والتي وصفها بأنها «صوت الحكمة وقوة من أجل السلام»، مستشهدا بتصريحات ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عند افتتاحها لمقر بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت الصيف الماضي عندما قالت «في ظل التوترات الإقليمية والعالمية، تعد الكويت صوتا للحكمة وقوة من أجل السلام، وهذا ما جعلنا شركاء طبيعيين في هذه الأوقات الصعبة».
ولفت تيودور، في أول لقاء له مع ممثلي الصحف المحلية منذ توليه مهام عمله في رئاسة بعثة «الأوروبي» لدى البلاد، إلى أن الكويت تعتبر حليفا مهماً للاتحاد الأوروبي في المجال الإنساني، حيث إنها تعد من أهم المانحين العرب في هذا المجال، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي والكويت أظهرا استعدادهما للتعاون في مواجهة التحديات الدولية بشكل مشترك من خلال المشاركة في رئاسة العديد من الأحداث والمؤتمرات الدولية المهمة، مثل مؤتمر بروكسل حول دعم مستقبل سورية والمنطقة، ومؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق أو المؤتمر الدولي بشأن الروهينغا.
وعن العلاقات السياسية بين الاتحاد الأوروبي والكويت، قال: يعتبر الاتحاد الأوروبي الكويت شريكا متزايد الأهمية وطموحنا هو إقامة تعاون شامل ومتعدد الأبعاد يغطي الحوار السياسي والاقتصاد والتجارة والتعاون الإقليمي.
وأضاف أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكويت قوية تاريخيا حيث لعبت الكويت دورا رئيسيا في تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي (GCC) في إطار اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لعام 1988.
وتابع أنه في الآونة الأخيرة، شهدت علاقاتنا الثنائية زخما كبيرا، حيث إن الكويت تعد أول دولة في الخليج توقع اتفاقية تعاون مع هيئة العمل الخارجي الأوروبية (EEAS) في يوليو 2016، والتي توفر منبرا لإجراء مشاورات سياسية منتظمة تغطي التحديات الإقليمية المشتركة في الشرق الأوسط وما بعده.
وأشار إلى أن الاتفاقية تنص على إجراء مشاورات في مجالات الطاقة (بما في ذلك الطاقة النظيفة والمتجددة) والأمن ومكافحة الإرهاب والتعاون الإنمائي والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
وفي المجال الاقتصادي، قال تيودور إن العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والكويت تشكل أيضا محورا مهماً للعلاقات الثنائية، حيث يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الثالث للكويت (إحصائيات 2018)، لافتا إلى أن الجانبين يشاركان في حوار منتظم حول التجارة والاستثمار وقضايا الاقتصاد الكلي في إطار مجلس التعاون الخليجي.
واكد حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز هذا الحوار دعما لـ «الرؤية 2035» الكويتية لتنويع اقتصادها، والبناء على العلاقات القائمة منذ فترة طويلة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والكويت.
وأضاف أنه في الوقت الذي نعمل فيه على توسيع المشاركة الثنائية، يظل تعاون الاتحاد الأوروبي مع الكويت متمركزا في جميع أنحاء دول التعاون من خلال شراكة وثيقة خاصة على الأجندة الاقتصادية وكيفية مواجهة تحديات التوظيف والتجارة والمالية لدينا بشكل متبادل.
وأشار إلى أن دور الكويت العام الماضي كرئيس لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وجهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في محاولة لحل الخلاف الخليجي مدعومة بقوة من الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى مشاركة الكويت والاتحاد الأوروبي هذا العام في رئاسة منتدى الأعمال الثالث بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بدعم قوي من KDIPA وغرفة تجارة الكويت والمجلس الأعلى للتخطيط والتطوير.
وذكر تيودور أنه في ديسمبر من العام الماضي أيضا منح الاتحاد الأوروبي جائزة Chaillot لحقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي إلى لوياك LOYAC، المنظمة الكويتية غير الهادفة للربح التي تعمل في مجال التطوير المهني والنمو الشخصي للشباب، وذلك تقديرا لعملها في تمكين الشباب وإثراء المجتمع المدني.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي بانتظام يدعم الأنشطة الثقافية والتعليمية في الكويت، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني المحلية، كما ذكر برعاية الاتحاد الأوروبي لمهرجانات LAPA السنوية الثانية والثالثة للفن والرقص جديرة بالملاحظة.
وقال إن الشعب الكويتي والمجتمع المدني في الكويت جزء لا يتجزأ من العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكويت، فعلى مستوى الأفراد، يوفر الاتحاد الأوروبي الفرصة للطلاب والباحثين ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من الكويت للمشاركة في إراسموس + وماري سكودوفسكا كوري أكشنز، بتمويل خاص مخصص لدعم المرشحين من منطقة الخليج.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي عزز من وجوده في منطقة الخليج هذا العام من خلال فتح ممثلية له في الكويت، ما يمكننا من تعميق مشاركتنا مع الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وعن علاقات الاتحاد الأوروبي بالعالم العربي، قال تيودور: في 9 مايو 1950 طرح وزير خارجية فرنسا روبرت شومان فكرته بشكل جديد للتعاون السياسي في أوروبا، والذي من شأنه أن يجعل الحرب بين دول أوروبا مستحيلة، ومنذ ذلك الحين، قمنا ببناء قارة تعزز السلام وتقاسم الرخاء والتنمية البشرية.
وأضاف: باختيار التعاون على المواجهة، بنى الأوروبيون في هذه السنوات الـ 66 أنجح مشروع سلام في التاريخ، وقال: تم الوصول هذا العام إلى معلم مهم في التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجيراننا العرب، مع انعقاد أول قمة أوروبية- عربية في شرم الشيخ، فبراير الماضي، حيث لعب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دورا رئيسيا فيها، وتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الإقليمية المهمة مثل عملية السلام في الشرق الأوسط إضافة إلى بناء المزيد من الروابط بين شعوبنا.
(وكالة أنباء الكويت)