شؤون دولية

أزمة اللاجئين و«الإرهاب» يطغيان على قمة الـ« G 20» في أنطاليا

16

اكتمل عقد زعماء الدول المشاركة في قمة مجموعة العشرين الـ«G20» في انطاليا التركية التي سيسيطر عليها شبح تفجيرات باريس الدامية والتي دفعت بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى الغاء مشاركته، اضافة الى رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر التي اعلنت مسبقا اعتذارها عن المشاركة لاسباب داخلية.

وبعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، توالى وصول زعماء باقي الدول للمشاركة في القمة التي تنعقد اليوم وتستمر حتى الغد. وستمثل سورية وأزمة اللاجئين في أوروبا والأمن والسلم العالميين أبرز الموضوعات المطروحة أمام الزعماء، اضافة الى الموضوع الطارئ الاكثر دموية وهو هجمات باريس التي تبناها تنظيم داعش أمس.

وقد اكدت الباحثة التركية في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) صالحه كايا ان هذه المواضيع ستأخذ حيزا كبيرا من النقاش في القمة.

واعربت كايا لـ «كونا» عن اعتقادها بأن تخرج عن هذه القمة قرارات قد تعالج هذه المسألة التي اصبحت تؤرق العديد من بلدان العالم مع استمرار تدفق المهاجرين ويكون لتركيا نصيب من المساعدات لتخفيف العبء عنها.

وأضافت كايا ان موضوع «الارهاب» يعد من المواضيع الساخنة المطروحة على طاولة القمة، مبينة ان تركيا لا تزال تعاني مخلفاته بعد سلسلة من الهجمات «الارهابية» وعدم الاستقرار الامني الذي اعقب نتائج انتخابات السابع من يونيو الماضي واستمراره نحو خمسة شهور.

واعتبرت ان «الارهاب» لم يعد هما تركيا بالدرجة الاولى فحسب وانما عالمي، داعية الى تضافر الجهود الدولية لمواجهة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) احد اكبر التنظيمات «الارهابية».

واوضحت الباحثة التركية ان القمة ستركز بطبيعة الحال على الاقتصاد العالمي والتشخيص لأهم الأزمات التي تشكل تحديا للتنمية على مستوى العالم، مشيرة الى اهمية شعار القمة «الاستثمار والشمولية والتطبيق».

وعددت كايا مواضيع أخرى مطروحة للنقاش في القمة منها قضايا الطاقة والاستثمار وتوفير الامن الغذائي والبنى التحتية ومساعدة الدول الاقل نموا خاصة في قارة أفريقيا وبعض دول آسيا ومسألة التجارة الخارجية وتسهيل اجراءات التصدير لتلك الدول والاستيراد منها.

واشارت الى موقع تركيا الجغرافي واستثماراتها في مجال الطاقة رغم عدم توفر مصادر للطاقة تمكنها من ان تكون جسرا تمر به الطاقة من أهم مصادرها الى أهم مستهلكيها مع امكانية ان تصبح مكانا آمنا ومستودعا ضخما للطاقة العالمية.

واضافت ان قادة مجموعة العشرين سيناقشون ايضا البطالة وخلق فرص عمل قد تكون تركيا احدى الدول المستفيدة من هذا البرنامج خاصة بوجود اجواء مستقرة بعد الانتخابات الاخيرة، معربة عن املها في توقيع عدد من الاتفاقيات الرامية لإيجاد فرص عمل جديدة.

ولفتت كايا الى ان ازمة اليونان المالية ستكون حاضرة في القمة خاصة في مجال الديون والقروض التي تمنح لها ووضع خطط واستراتيجيات أكثر نجاعة لأي دفعات مالية قد تمنح لها في المستقبل اضافة الى وضع آلية لسداد الديون المستحقة عليها.

واشارت الباحثة التركية الى ان روسيا مسألتها أكبر حيث زاد تدخلها في سورية من تفاقم أزمتها الاقتصادية وهي تشارك في هذه القمة بعد أن تغيبت عن آخر قمة للمجموعة في استراليا العام الماضي.

يذكر ان مجموعة العشرين تأسست عام 1999 في واشنطن وتضم دول الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا والمانيا والهند واندونيسيا وايطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العضو العشرين المكمل للمجموعة.

وتشكل دول مجموعة العشرين نسبة 85% من حجم الاقتصاد العالمي ويبلغ حجم التجارة في ما بينها 75% من اجمالي التجارة العالمي.

إغلاق
إغلاق