أخبار
ندوة المشروعات الصغيرة.. ناقشت دعم الشباب الكويتي المبادر
تركزت ندوة المشروعات الصغيرة، التي عقدت على هامش أعمال المؤتمر الـ 36 لاتحاد طلبة الكويت في الولايات المتحدة، على كيفية مساعدة الشباب لإطلاق مشروعاتهم الناشئة.
وفي بداية الحديث، شكر مؤسس ومدير شركة «بريلنت لاب» ندا الديحاني شركة «زين» على رعايتها للمؤتمر، موضحا محاور الندوة والنقاط الرئيسية التي سيشارك المتحدثون فيها، حيث قال إن نجاح المشروعات الناشئة يعتمد على 3 عوامل رئيسية، أولها يتمثل في صانع السياسات ممثلا بالجهات الحكومية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتناوله بالشرح والتفصيل الوكيل المساعد لشؤون الدعم الفني والتخطيط في وزارة التجارة والصناعة ناصر المطوع.
وبين الديحاني أن العامل الثاني، يتمثل في رأس المال، لافتا إلى أن الشريك المؤسس في شركة «فيث كابيتال» والمدير في شركة «فلاورد» عبدالعزيز اللوغاني، هو من سيتحدث بالتفصيل عن هذا العامل.
أما العامل الثالث فهو فريق العمل المهم للتقدم بالمشروع من خطوة لأخرى، موضحا أن الشريك المؤسس لشركة «Coded» أحمد معرفي، هو من سيتولى شرح هذا العامل وتوضيحه.
تحسين بيئة الأعمال
من جانبه، تحدث ناصر المطوع عن دور وزارة التجارة في تحسين بيئة الأعمال، وذلك عبر إنشاء مركز الكويت للأعمال، حيث اختصرت هذه الخطوة الإجراءات اللازمة لاستخراج التراخيص وإنشاء الشركات، حتى اصبح تأسيس الشركة لايحتاج إلى جهات أخرى غير وزارة التجارة، ويمكن أن تتم المعاملة في يوم واحد وزيارة واحدة.
وأشار المطوع إلى أن التوجه العام لاستراتيجية «التجارة» يتمثل في تقليص الأوراق وعدد الزيارات للمراجعين، حيث عملت الوزارة على تعديل التشريعات الحالية لمواكبة هذه التطورات، لافتا إلى أن الخدمات التي تطلقها الوزارة بشكل دوري، تعد بمنزلة «رأس جبل الجليد».
وأضاف «نحن نتحدث الآن عن تسهيل تأسيس وترخيص الشركات، ولكن القادم يتعلق بباقي التفاصيل والتعاون مع نحو 83 جهة حكومية، مثل البلدية والمطافئ والتأمينات والداخلية وغيرها من الجهات الحكومية التي تشرف على الأعمال التجارية».
وأوضح المطوع أن «التجارة» تقوم بتحولات رقمية كبيرة مع الجهات الحكومية المختلفة، عبر ربط أنظمتها مع الوزارة ودمجها بما يخدم المواطنين والمراجعين، مشيرا الى أن هذا الأمر كان حلما قبل نحو 3 سنوات، ولكنه الآن بدأ يتحول إلى حقيقة من خلال الجهود المبذولة، لافتا إلى أن هناك تواصلا حاليا مع وزارة العدل لتكون عملية التدقيق التأسيسي «أونلاين» من دون أي زيارة أو مراجعة للوزارة.
الاستثمار الجريء
من جهته، قال عبدالعزيز اللوغاني إن شركة «فيث كابيتال» معنية بالاستثمار الجريء في القطاعات الناشئة، مشيرا إلى أن الكويت متميزة بمركزها التجاري منذ مئات السنين، ففي السابق كان الأجداد يذهبون للتجارة بالبحر، وهو أمر عزز في الأجيال الجديدة روح الجرأة الحميدة في الاستثمار والتجارة.
وأضاف: أنا من جيل أجهزة حواسيب «صخر»، وهي كانت منتشرة في العالم العربي خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي، حيث برزت في توفير أجهزة الكمبيوتر والألعاب ونتج عنها بداية نهضة الـ «software» في العالم العربي.
وأشار إلى انه خلال الـ 20 عاما الماضية، اصبح هناك وعي بالمشروعات الصغيرة على كل المستويات، لافتا إلى أن مفهوم المتجر التقليدي يتغير يوما تلو الآخر، وأن الشركة الناشئة أصبحت توفر فرصا للعمل وتغطي مناطق جغرافية واسعة لخدمة المستهلكين، وهي مفاهيم لم تكن موجودة قبل 10 سنوات وأصبحت الآن راسخة في ذهن كل شاب، متمثلة في: كيف أعالج مشكلة وأربح منها وأؤثر بشكل إيجابي في المجتمع؟ ومفاهيم خلقت معرفة لدى الأشخاص بمعنى الاقتصاد المعرفي.
وأوضح انه مع دخول عالم الهواتف الذكية، بدأت فكرة التجارة الإلكترونية في الانتشار عند المستهلكين، مشيرا إلى أن حجم الاقتصاد الرقمي يبلغ 303 تريليونات دولار، ويشارك به نحو 400 مليون نسمة، بمعدل 5% من المستهلكين على مستوى العالم يشترون احتياجاتهم عن طريق الإنترنت، و1% فقط على مستوى الوطن العربي يشترون عبر المتاجر الإلكترونية، ليبلغ حجم الاقتصاد الرقمي بالعالم العربي 25 مليار دولار.
وبين اللوغاني أنه يتم إنفاق نحو 21 مليار دولار على شراء تذاكر الطيران عبر الإنترنت في الوطن العربي، مشيرا إلى أن سبب تفضيل المستهلكين شراء التذاكر عبر الإنترنت وليس شراء الملابس، هو انه يفضل أن يشاهد المنتج بعينه قبل الشراء وهو أمر لا يتوافر عند شراء المنتجات، ويتوافر عن شراء تذاكر الطيران.
مستقبل التجارة الإلكترونية
وبالحديث عن مستقبل التسوق الإلكتروني في المنطقة، يقول اللوغاني إن هناك فرصا حقيقية موجودة أمام الجميع، متوقعا انه خلال الـ 5 سنوات القادمة سيتزايد حجم الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط بأكثر من 30%.
وأضاف: بأيدينا سنغير القطاعات التقليدية، مثل بناء المصانع، الزهور، العقار، المواصلات، الخدمات المالية، حيث رصدنا في هذه قطاعات فرصا كبيرة للنمو والتطور، ولكن مازالت هناك مجالات أكثر يمكن أن نعمل بها، فنحن حتى الآن لا نعلم الكثير عن الذكاء الاصطناعي والألعاب ثلاثية الأبعاد.
وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها بمجال التجارة الإلكترونية، متمثلة في كيفية إقناع المستهلكين بشراء جميع احتياجاتهم عن طريق الإنترنت، وتوفير جميع المتطلبات لهم لتحقيق هذه المعادلة.
شركة فلاورد
وبالحديث عن سوق بيع الزهور عبر الإنترنت، قال اللوغاني: قبل الاستثمار في شركة «فلاورد»، تابعنا صناعة الزهور بشكل دقيق من خلال مسح السوق وحجمه البالغ 1.5 مليار دولار على مستوى الخليج، كما درسنا الأسعار الموجودة في المتاجر التقليدية ووجدنا فجوة كبرى بين قيمة البيع وقيمة الشراء.
وأضاف: «بالعزيمة والإرادة، أصبح لدينا خلال عامين مركز متقدم بالسوق الكويتي في مجال بيع الزهور عبر الإنترنت، وأصبحنا متواجدين في عدد من الدخول الخليجية، ولدينا خطط للتوسع في دول جديدة بالمستقبل القريب، حيث نتوقع انه خلال 3 سنوات مقبلة، سنحقق مركزا متقدما في هذه التجارة، وقد نصبح بالمرتبة الأولى خليجيا».
التحول من الفشل للنجاح
بدوره، قال أحمد معرفي إن قصته بدأت قبل 7 سنوات عندما كان طالبا في الولايات المتحدة، مشيرا إلى انه مر بتجارب جميلة عمل خلالها مع الاتحاد لمدة عامين، وكان لديه طموح عندما عاد إلى الكويت، ولكنه كان بين خيارين لم يعرف التوجه، فهل يؤسس مشروعا، أم يتجه للعمل بالقطاع الخاص.
وأضاف معرفي: قررت أخذ مساري الأول الوظيفي الطبيعي، حيث توظفت في شركة نفطية خاصة، وبنفس الوقت أفكر في بدء مشروع خاص، ثم توظفت في شركة «زين» لفترة معينة، واكتسبت خبرة منها، وفي الوقت نفسه أطبق ما أتعلمه في مشروعي.
وتابع: قمت بتأسيس مشروعين عبر الإنترنت، ولكن للأسف فشل المشروعين، ثم بدأت في التفكير مع شريكي هاشم سليماني عن السبب، واكتشفنا أن نقص خبرتنا في لغة البرمجة، كان سبب فشل المشروعين، فوجدنا أن الخطوة الصحيحة تتمثل في تأسيس أكاديمية تختص بالبرمجة، لنساعد الشباب الكويتي وجيلا من المبرمجين العرب، على كيفية خلق مشاريعهم وبرمجتها بأفضل السبل.
وأوضح انه تم تأسيس الأكاديمية، حيث يتم تدريس 7 لغات برمجة في نفس الوقت من خلال دوره مكثفة، مشيرا إلى انه تم تخريج اكثر من 300 مبرمج كويتي من دون الاعتماد على الشركات التي تأخذ مبالغ عالية، بالإضافة إلى إقامة معسكرات تدريبية في دول الخليج.
موقع «بربح»
وبالحديث عن موقع «بربح»، قال معرفي انه يعطي الفرصة والمهارات والأدوات للحصول على فرص عمل جيدة، مشيرا إلى انه يساعد أكبر عدد من الشباب العربي والخليجي على إنجاز مشاريعهم وأفكارهم بأسرع وقت ممكن، حيث كان ينقص الشباب كيفية تحويل أفكارهم إلى واقع.
وأشار إلى أن هذا المشروع يهدف إلى خلق مجتمع قادر على الإنتاج والإبداع وصناعة الأكواد والمواقع والتطبيقات التي تحل المشاكل في العالم العربي، ومن خلالها تمكنا من مساعدة شباب كويتي بالتغلب على مشاكلهم وتحويل أفكارهم إلى واقع.
(الأنباء)