مقالات وكتاب

مُخطَّطُ المالكيِّ للإنقلابِ على الشَّرعيَّةِ وإسقاطِ الحكومةِ العراقيةِ

45

يرى الكاتبُ العراقي ( كاظم الرماحي ) أنَّ التركة الثقيلة التي ورثها رئيس الوزراء العراقي ( حيدر العبادي ) من سلفه جواد / نوري المالكي – وكلاهما من دهاقين حزب الدعوة الإرهابي الفارسي – لم تكن ثقيلة فقط ، بل هي جبال من المشكلات التي تعصف بالعراق من شماله الى جنوبه، محافظات سقطت بالكامل في يد تنظيم داعش وانهيار أمني تام ، وأزمة مالية خانقة ، وانعدام الخدمات العامة الضرورية ، ومشكلات سياسية و تدخّلات فارسية ( إيرانية ) في الشُّؤون الداخلية ومراكز صناعة القرار العراقي ، والأسوأ والأخطر من ذلك كله هو الدور التخريبي الذي يلعبه الإرهابي الشيعي وعميل النظام الفارسي الفاشي الذي ينتمي إلى حزب الدعوة الإرهابي الفارسي جواد / نوري المالكي للإنقلاب على الشرعية وإسقاط الحكومة العراقية والعودة لإدارة البلد بنظام رئاسي جديد دعا إليه نواب كتلته بعد تغيير الدستور .

ولطالما أطلق العديدَ من الساسة والناشطين تحذيرات من خطورة مخططات المالكي الذي لاحدود لجنونه وإجرامه وإرهابه ، لكن الكثيرين لم يأخذوا الأمر على محمل الجد ، واستمرّ المالكي يحيك مؤامراتهِ الشيطانية ويُدبِّرُ مُخطّّطاته من موقعه كنائب لرئيس الجمهورية ، ولم يتخذ العبادي أية خطوة تجاه تلك التحذيرات سوى تغيير بطاقات دخول المنطقة الخضراء وإبطال ما لايقل عن خمسة آلاف بطاقة بحوزة الميليشيات الموالية للمالكي والتي أحرقت بغداد بمفخخاتها وعبواتها الناسفة ، إلا أن العبادي لم يتمكن حتى الآن من استبعاد الموالين للمالكي من داخل القوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء من الداخل والخارج .

وقبل انطلاق التظاهرات في ساحة التحرير بأيام ، اندس الموالون للمالكي في صفوف الداعين للتظاهرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك و تويتر ، وحرضوا الجماهير على الاشتراك فيها ، ليس حباً في العراقيين المحرومين من الخدمات ولكن سعياً منهم لتنفيذ أمرٍ دُبِّر بليل وانطلقت التظاهرات بمشاركة مئات الآلاف من العراقيين الغاضبين المطالبين بتوفير الخدمات كالكهرباء والماء وتحسين ظروف المعيشة ، وشارك فيها العديد من المثقفين والأدباء والفنانين والاكاديميين والنخب اليسارية والليبرالية من مختلف الأعمار ، وكالعادة اندس اتباعُ الإرهابي الفارسي المالكي بين الحشود بانتظار التوجيهات من قيادتهم ، أما عناصر الشرطة ذوو الوجوه الباسمة الذين يوزعون قناني الماء على المتظاهرين فكانوا على أهبة الاستعداد ايضاً للإشتراك في تنفيذ خطة المالكي الجهنمية إذا لزم الأمر .

وكانت الخطةُ تقتضي تحويل التظاهرات عن مسارها وعبور جسر الجمهورية والإنقضاض على المنطقة الخضراء من الباب المسمى بباب التخطيط وارتكاب مجزرة ضحاياها شخصيات حكومية وأعضاء بالبرلمان (يسكنون في شقق المجمع) وقتل النواب السُّنة والأكراد جميعاً بعد تهريب نواب دولة القانون من باب الكرادة ، والإدعاء بأن الشعب الغاضب أعدم البرلمانيين في تصرف عفوي تعبيراً عن غضبه ، ومن ثم الإعلان عن إسقاط الحكومة تحت يافطة ( ثورة الشعب ) ، ومن ثم مبايعة المالكي بطريقة تحمل شرعية كاذبة أمام الرأي العام العالمي بحجة أن ثوار ساحة التحرير هم من نصَّبوا المالكي قائداً أوحداً للعراق .

ولعلَّ العبادي انتبه بطريقة أو بأخرى إلى خطورة الموقف ، فأصدر أمراً بإغلاق باب التخطيط على الفور ومنع دخول وخروج السيارات والمشاة مهما كانت مناصبهم ، ووضع دبابة وآليات عسكرية قرب الباب من الداخل ، وفعل الشيء ذاته في باب آخر ( باب التشريع ) ، وأمر بإبقاء هذين البابين مغلقين في الأيام اللاحقة أيضاً .

المالكي حتى الآن لم يقم بإلغاء مخططه لإسقاط الحكومة وتمزيق البرلمان مستفيدا من التظاهرات ومن الدعم الفارسي الإيراني العلني ، فالخدمات متردية والفقر يتصاعد والفقراء باتوا يزجون أبناءهم في الحشد الشعبي الفارسي الشيعي ويرسلونهم الى الموت في الانبار وصلاح الدين من اجل الحصول على مخصصات شهيد تقيهم الموت جوعاً ويستفيدالمالكي من هذه الظروف المتدهورة ليحصل على شرعية لإنقلابه القادم ، وباختصار شديد فلن ينعم العراقُ بسلام طالما بقي المالكي على قيد الحياة ، لأنَّهُ سيقتل ويُفجِّر ويغدر وينتقم ويفعل ما لايخطر ببال أحد ، من أجل الاستحواذ على السلطة مجدداً حتى لو أدَّى ذلك إلى تدمير العراق تماماً

عبدالله الهدلق

إغلاق
إغلاق