مقالات وكتاب

أربعاء الزواوي ومتعة الحديث

بقلم: عبدالرحمن المسفر

في مجلس ذي نكهة خاصة ، تحضره مختلف المشارب والمقامات ، ليس بوسعك إلا أن تُحيي صاحب هذا المكان الذي يستقبلك بابتسامة مشرقة ومحيا طلق وترحيب تملؤه الحميمية وروح المودة وضيافة فندقية بخمس نجوم تدل على كرم لاحدود له.
إنه ( صالون الأربعاء ) -كما اقترح الزميل الاعلامي الكبير يوسف الجاسم- في بيت الإعلامي عادل الزواوي الذي يحفل بحوارات تجسد وعي الداعي والرواد أو الزائرين على حد سواء، ففي هذا المحفل الصغير تنبسط مائدة فكرية ونقاشية تتدحرج عليها أهم الموضوعات المحلية والقضايا الإقليمية الملحة ، ولكلٍ من الحاضرين أن يدلي بدلوه من دون غضاضة أو تشنج أو احتكار للرأي أو الحقيقة ، إنها فعلا حالة نوعية من التواصل الفريد الذي تعم فيه الفائدة وأجواء الألفة وتتخلله الطرافة والدعابة من هنا وهناك ، ولا يخلو الحديث من مشاغبات بريئة عادة ما تثيرها المشاكسات القابعة في شخصية الإعلامي الزواوي إما فضولا وإما تسخينا للحوار وإما تحفيزا للآخرين على المشاركة والتفاعل والإثراء المتبادل وإن اختلفت التوجهات والوجهات .
كثيرون لا يعرفون شخصية عادل الزواوي الإنسان بمعزل عن آرائه وتوجهاته التي لا تخرج عن المصلحة الوطنية وحب كويتنا الغالية، حتى ولو اختلفنا معه في أسلوب معالجة بعض القضايا العامة!! الزواوي هو كما يبدو لك حين تلتقيه ليس له وجه آخر ، صريح في أحيان كثيرة ، ولا يحبذ الإفراط في استعمال الدبلوماسية الاجتماعية خصوصا إذا تعلّق الأمر بمسائل تمس أمن البلد وسيادته ، أما إذا حاولنا اقتحام عالمه الداخلي من حيث المشاعر والمواقف والعطاءات المعنوية ، فحتما سنجد إنسانا مرهفا ، سرعان ما تنهمر دموعه إذا رأى مشهدا حزينا أو مؤلمًا ، وكثيرا ما كان مقداما في مساعدة المنكوب والمكلوم ومن ضاقت عليه السبل ودارت عليه دوائر الأيام .. هكذا هو ( بو محمد) الرجل الإنسان ، كما حدثني عنه من أثق فيهم ممن خالطوه في العمل المهني الصحافي ولا سيما في ذروة عطائه في مجلة ( الديرة) التي عرفت بطابعها الديناميكي الفعّال.
ما أحوجنا في هذه الأيام إلى مثل هذه المجالس التي هي -بحق وحقيقية- تمثل صورة مصغرة لاجتماع أهل الديرة على اختلاف أطيافهم الاجتماعية ومرجعياتهم الدينية والفكرية كما الحال في ديوان الزواوي الذي من الاستحالة أن تخرج منه إلا بفائدة أو درس أو عبرة أو معلومات ذات قيمة .

أخيرا : في مجتمعنا الصغير خصائص نادرة تميزنا عن غيرنا من سائر مجتمعات هذا الكون ، من أبرزها حالة التواصل المستمرة التي تجسدها الديوانية الكويتية التي تمثل عنوانا للألفة والمحبة والنقاش والتعارف والأخوة.

إغلاق
إغلاق