شؤون دولية
المقاومة الشعبية على بعد 100 كلم من صنعاء

وفي تصريحات نشرتها الصحف الاماراتية أمس، قال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ان «عملية تحرير عدن» في منتصف يوليو «اثبتت ان لدينا استراتيجية تستطيع ان تغير الموازين».
وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة إب جنوب صنعاء.
وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء.
وتقع عتمة على بعد نحو مائة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.
وتتصاعد المواجهات ايضا شمال صنعاء في منطقة ارحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بإمكانية أن يواجه الحوثيون مزيدا من المتاعب في الشمال بعد ان كانت المواجهات الرئيسية محصورة في الجنوب.
وحققت قوات هادي المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج، سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت أمس الأول الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين الجنوبية.
وباتت قوات هادي التي يطلق عليها «المقاومة الشعبية» تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الكبرى في البلاد، والضالع وابين.
ومازالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمني.
وقد صرحت مصادر محلية لوكالة فرانس برس بان محافظ شبوة، علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما اكد سكان ان الحوثيين يزرعون الالغام الارضية في المواقع المهمة في المحافظة.
وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى لاسيما في محافظة اب جنوب صنعاء.
كما تستمر المواجهات في تعز، ثالثة كبرى مدن البلاد والتي تتوجه الانظار اليها كهدف مقبل للمقاومة الشعبية.
وقال مصدر عسكري موال لهادي لوكالة فرانس برس ان «قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعد تحركها في المنطقة».
واشار المصدر الى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية وإلى «سقوط ضحايا من الطرفين».
وفي قراءة للتغير الكبير على الارض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شؤون الامن والارهاب في الشرق الاوسط مصطفى العاني لوكالة فرانس برس ان «التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غير موازين القوى بشكل كامل».
واشار الى استخدام «الاسلحة الحديثة الثقيلة» من قبل القوات المناهضة للحوثيين، خصوصا مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف.
واكد العاني المطلع على اجواء اروقة صنع القرار في الخليج ان «عناصر ووحدات عسكرية» من دول الخليج، لاسيما السعودية والامارات «ادارت العملية على الارض».
واعتبر انه «لو كان الامر متروكا لليمنيين وحدهم ما كان تحرير عدن او ابين او اي جزء آخر ممكنا».
وبحسب العاني، فإن ايران التي تعد الداعمة الرئيسية للحوثيين لا «تملك على الاطلاق اي قوة على الارض».
وباتت صنعاء الآن هدفا اساسيا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب او تعز.
وقال العاني في هذا السياق «الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء، لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء».
انسانيا، قال بيتر مورار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن اليمن «يتداعى» تحت وطأة أزمة إنسانية متفاقمة بعد أشهر من العدوان الحوثي.
وطالب مورار في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام لليمن بالسماح لموظفي الإغاثة بحرية التحرك لتوصيل المواد الغذائية والماء والدواء لمحتاجيها.
وقال مورار في بيان إن «الوضع الإنساني لا يوصف بأقل من أنه كارثي. كل أسرة في اليمن تأثرت بهذا الصراع.. على العالم أن ينتبه لما يحدث».