منوعات
مَوْعِظَةٌ بَلِيغَة
كان بالبصرة عابد حضرته الوفاة، فجلس أهله يبكون حوله ! فقال لهم أجلسوني : فأجلسوه فأقبل عليهم وقال لأبيه : يا أبت ما الذي أبكاك ؟ قال : يا بنى ذكرت فقدك وانفرادي بعدك .
فالتفت إلى أمه وقال : يا أماه ما الذي أبكاك ؟ قالت : لتجرعي مرارة ثكلك .
فالتفت إلى الزوجة، وقال : ما الذي أبكاك ؟ قالت : لفقد برك وحاجتي لغيرك .
*فالتفت إلى أولاده، وقال : ما الذي أبكاكم ؟ قالوا : لذل اليتم والهوان من بعدك، فعند ذلك نظر إليهم وبكى .
فقالوا له : ما يبكيك أنت !!؟*
قال : أبكي لأني رأيت كلا منكم يبكى لنفسه لا لي .
أما فيكم من بكى لطول سفري ؟ أما فيكم من بكى لقلة زادي ؟ أما فيكم من بكى لمضجعي في التراب ؟ أما فيكم من بكى لما ألقاه من سوء الحساب ؟ أما فيكم من بكى لموقفي بين يدي رب الأرباب ؟ ثم سقط على وجهه فحركوه، فإذا هو ميت .
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي
وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها
الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ.