تربية وتعليم
إدخال «التابلت» لطلاب «الثانوية».. قفزة كبرى نحو التعليم الإلكتروني
وداعا للقلم والورق في مدارس المرحلة الثانوية مع مطلع العام الدراسي المقبل.
ذلك لأن وزارة التربية وتماشيا مع ما يشهده العالم أجمع من طفرة تكنولوجية شملت كل مناحي الحياة، ستدخل الأجهزة التكنولوجية محل الطرق التقليدية في التعليم، حتى تتنوع وسائل المعرفة والعلوم وعملا على جعل الطلبة يعتمدون على طرق البحث الحديثة، بدلا من عملية التلقين التي كانت تستخدم في السنوات الماضية في توصيل المناهج المعتمدة الى الدارسين من قبل المدرسين.
مع اقتراب بدء تطبيق هذه الخطوة المهمة للغاية ومع اعلان المسؤولين في وزارة التربية عن ادخال المناهج للمرحلة الثانوية على اجهزة «التابلت» التي ستوزعها الوزارة على طلاب هذه المرحلة، رصدت «الأنباء» آراء عدد من المسؤولين والمختصين والتربويين حول ذلك، ومدى اهمية المشروع في تطوير التعليم في الكويت، فجاءت التفاصيل كما في السطور التالية.
في البداية، أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي د.بدر العيسى ان استخدام الكمبيوتر أصبح ضرورة من ضروريات حياتنا، وما نشاهده من تطور هائل وسريع في تكنولوجيا المعلومات ما هو إلا دليل على أهمية استخدامه.
وذكر العيسى انه لم يعد هناك حقل من حقول المعرفة إلا والكمبيوتر يلعب الدور الأكبر فيه، مشيرا الى أن استخدام الكمبيوتر في مجال التعليم زاد يوما بعد يوم بل أخذ أشكالا عدة حيث بات يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة.
وأكد أن خطة إدخال التكنولوجيا الرقمية في العملية التعليمية ليست وليدة اللحظة بل هي حلم راود مسؤولي القرار في وزارة التربية منذ عدة سنوات في إطار مساعيهم نحو الارتقاء بعناصر التعليم من طلبة وهيئة تدريسية وفي إطار تطوير أساليب التعليم في المدارس الحكومية وتحويل الطالب من عنصر متلق إلى مشارك فاعل في العملية التعليمية.
ومن جانبه، أفاد وكيل وزارة التربية د.هيثم الأثري بأن العاملين في الوزارة بذلوا جهودا ضخمة في سبيل تجهيز البيئة الملائمة لاستقبال التكنولوجيا الرقمية في المدارس.
وأوضح الاثري ان مشروع إدخال «التابلت» للمرحلة الثانوية ضخم وسيكون نقلة نوعية في التعليم وخطوة في الاتجاه الصحيح، معتبرا ذلك خطوة نحو ادخال التكنولوجيا في التعليم لتكون العملية التعليمية أكثر تشويقا ويحصل الطالب على المعلومة بطريقة يستحسنها.
من جهته، اكد مدير ادارة التنسيق في قطاع التعليم العام رومي الهزاع ان ادخال «التابلت» الى المرحلة الثانوية كخطوة أولى، سيساهم بشكل كبير في تطوير العملية التعليمية، مبينا ان الوزارة تقوم بعدة خطوات نحو الوصول الى الغاية المطلوبة من التعليم الالكتروني.
طريقة مشوقة
بدورها، قالت مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات في وزارة التربية م.هدى المطيري ان مشروع تزويد طلبة ومعلمي المرحلة الثانوية بالتابلت أحد مشاريع خطة التنمية وهو يختص بتزويد طلبة ومعلمي المرحلة الثانوية بأجهزة تابلت.
واضافت ان المشروع يمكن الطلبة والمعلمين من توظيف التكنولوجيا في التعليم عن طريق استخدام الجهاز (التابلت) اثناء الدرس واثناء الحصة وعرض الدروس بطريقة تفاعلية مشوقة للطالب، كما يمكن الطالب من التفاعل مع المدرس والمدرسة حتى خارج اوقات الدوام الرسمي والدخول على الانترنت والاطلاع على المواقع التعليمية.
وبينت ان هناك خطة دعم فني متكاملة للمشروع اولها يتمثل في توفير عدد 2 مهندسين بكل مدرسة والمستوى الثاني هو وجود ورشة رئيسية في كل منطقة تعليمية وورشة متنقلة لدعم المدارس.
من جانبها، قالت مراقبة التعليم الثانوي في منطقة الاحمدي التعليمية شكرية السعيدي ان وزارة التربية حرصت على إرساء مشروع التابلت لكل طالب ومعلم ووجودها في الميدان التربوي، لافتة الى انه أحد مشاريع خطة التنمية والذي يساهم في تطوير التعليم الالكتروني.
ولفتت الى ان السبورة التفاعلية كان لها صدى كبير في التعلم الالكتروني للطلاب، وتطوير العملية التعليمية وإتاحة الفرص للمعلمين والمتعلمين لتطوير ادائهم ومواكبة المستجدات في المجال التكنولوجي.
واعتبرت السعيدي ان مشروع التابلت من المشاريع الرائدة، لافتة الى ان منطقة الاحمدي التعليمية حريصة على إزالة جميع العوائق التي قد تقف في طريق تنفيذ المشروع بطريقة صحيحة، وإجراء دورات تدريبية لاعداد المعلمين جيدا قبل تسلمهم الاجهزة.
وأكدت ان المشروع سيساعد الطلاب في اكتساب مهارات تعليمية وتكنولوجية متعددة.
التطور التقني
من ناحيته، اشار مراقب التعليم الثانوي في منطقة حولي التعليمية حميد الفضلي الى اهمية ادخال «التابلت» الى المرحلة الثانوية نظرا لاستيعاب الطلاب ووعيهم الكبير في كيفية التعامل مع هذه الاجهزة في الوصول الى الغايات المطلوبة.
وأكد ان منطقة حولي التعليمية قامت بإعداد الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات في كيفية استخدام «التابلت» في التعليم، لافتا ان المنظومة التعليمية في المستقبل ستكون متقدمة بفضل التطور التقني والتكنولوجي المواكب للعصر.
من جهته، رحب مدير مدرسة عبدالمجيد الخنفر المتوسطة، عبدالعزيز اسماعيل بإدخال «التابلت» الى النظام التعليمي، معتبرا انها من الخطوات الايجابية التي ستحقق قفزة كبيرة في المراحل الدراسية، داعيا الى ضرورة توفير كل الوسائل اللازمة لتحقيق التكامل بين العناصر الاساسية في النظام التعليمي من خلال الربط بينها وبين الاجهزة التكنولوجية، اي قيام الجهات المعنية بتدريب المعلمين والمعلمات على الاجهزة، مع توفير البنية التحتية اللازمة في جميع المدارس، وتحويل طرق التدريس من النظام التقليدي الى النظام الجديد.