مال وأعمال

الكويت.. مركز عبور إندونيسيا نحو السوق الخليجي

20

قال موقع «اسيان بيت» انه في اعقاب رسالة تهنئة بعثت بها الحكومة الكويتية الى الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو منتصف اغسطس الماضي بمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال بلاده، وقعت شركة النفط الاندونيسية برتامينا مذكرة تفاهم مع مؤسسة البترول الكويتية للتعاون فيما يتعلق بإيجاد فرص العمل المشترك في مجالات النفط والغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة.

وقال الموقع في مقال بقلم محمد ذو الفقار رحمت المتخصص في السياسات الدولية بجامعة مانشستر البريطانية انه في حين ظلت العلاقات الكويتية ـ الاندونيسية متواضعة نسبيا خلال الفترة الماضية فان التطورات الاخيرة بين الجانبين تعتبر تصويرا للتحول التدريجي ولكن المنظور في الوقت ذاته ومرحلة انتقالية في العلاقات الثائية.

موضع ترحيب

وقال الكاتب ان الكويت لا توفر لجاكرتا ممرا للعبور الى الاسواق الاستهلاكية البكر فحسب، بل انها تعتبر مركزا لتوسيع نشاطها وتواجدها الاقتصادي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

وأضاف أن تنامي الحضور الكويتي في اندونيسيا موضع ترحيب كبير، واندونيسيا التي كانت ذات يوم مصدرا رئيسيا للنفط باتت الآن تستهلك من الطاقة بقدر ما تنتج، اما الكويت فتعتبر احدى دول العالم الرئيسية المنتجة للطاقة.

وبرغم كونها اكبر الاقتصادات في جنوب شرق آسيا، الا ان اندونيسيا بحاجة الى مليارات الدولارات في صورة تدفقات استثمارية لتجديد اقتصادها وتقليص معدلات البطالة لديها، والتي تبلغ في الوقت الحاضر حوالي 10%، كما انها مهتمة بتوسيع سوقها الاستهلاكي للتحوط من مخاطر الاضرار الاقتصادية المحتملة التي قد تتمخض عنها الازمات المالية في كل من اميركا الشمالية وأوروبا.

ومع ان الكويت وجاكرتا اقامتا اولى العلاقات الديبلوماسية بينهما في 1968، الا ان التطورات التي طرات على تلك العلاقات كانت ضئيلة حتى سنوات التسعينيات من القرن الماضي، عندما قدمت اندونيسيا دعمها لاستقلال الكويت في اعقاب تعرضها للغزو العراقي، وربما كان هذا الموقف حافزا للمزيد من دفء العلاقات بين الجانبين، الامر الذي جعلها تسجو نموا وتطورا ثابتين منذ ذلك الوقت.

والى جانب الاستثمارات المتنامية، فقد سجلت معدلات التبادل التجاري صعودا كبيرا من مستوياتها المتواضعة جدا في الماضي، فالكويت تعتبر من الدول المصدرة للنفط ومشتقاته الى اندونيسا، فيما تستورد منها الاسمنت والاخشاب والورق والمطاط والاثاث والفواكه.

مكون مهم

وتعتبر الطاقة مكونا مهما لارتباط الكويت مع اندونيسيا، ففي 2010 اشترت شركة الاستكشافات البترولية الخارجية الكويتية ـ كوفبيك ـ اسهما في وحدة كونوكو فيلبس الاندونيسية، التي تملك بدورها حصة بنسبة 25% في مقاطعة يوجونغ بنغا في بحر جاوا الشرقي في استثمارات تصل قيمتها الى 45 مليون دولار.

وتبع ذلك اتفاق بين الكويت واندونيسيا على بناء مصفاة للنفط ضمن مشروع مشترك قوامه 9 مليارات دولار.

وتبع ذلك الاتفاقية التي وقعت بين شركة البترول العالمية الكويتية وشركة اس كيه انجنيرنغ الكورية الجنوبية في 2012 لبناء مصفاة للنفط في اندونيسيا بطاقة 30 ألف برميل يوميا، وبعد ذلك بعام واحد، اعلنت الحكومة الكويتية خططا لبناء مصفاة للنفط في اندونيسيا بتكلفة 7 مليارات دولار، الا ان هذين المشروعين قد الغيا فيما بعد.

العمالة الإندونيسية

وقال الكاتب ان مسالة العمال الاندونيسين في الكويت كانت من العوامل المهمة في تحديد شكل العلاقات الكويتية الاندونيسية برغم ان تعداد هؤلاء قد لا يتجاوز 16 الف عامل.

ومع ان البلدين وقعا مذكرة تفاهم حول لتنظيم اوضاع هؤلاء، الا ان القضايا التي تمس العمالة الوافدة الى الكويت ـ ومنها الاندونيسية بالطبع ـ والتي تم التعاطي معها بطريقة غير عادلة، كانت مصدر قلق للمعنيين بحقوق الانسان.

وكان الاشكال الديبلوماسي حول هذه المسالة حافزا للحكومتين لتوقيع مذكرة تفاهم اخرى، وتهدف هذه المرة لتحسين ظروف العمالة الوافدة.

وقال الكاتب ان اندونيسيا التي تعتبر اكبر الاقتصادات في منطقة جنوب شرق آسيا بالإضافة الى كونها عضوا في مجموعة G20، تمثل هدفا جذابا للاستثمارات في ظل تعداد سكانها الذي يتجاوز 250 مليون نسمة ما يجعلها سوقا استهلاكية ضخمة للصادرات الكويتية.

وعلاوة على ذلك فان موقع اندونيسيا الاستراتيجي يوفر للكويت فرصة لتعزيز حضورها وتواجدها في تلك المنطقة من العالم.

وفي غياب اي دلائل على قرب انتهاء حالة التوتر والغليان في الشرق الاوسط، فانه لا غرابة في ان ترى الكويت في تنامي الاقتصادات في جنوب شرق آسيا وتعاظمها بدائل اقتصادية واستثمارية معقولة.

الديبلوماسية المعتدلة

في غضون ذلك حافظت الكويت واندونيسيا على مستوى معتدل من الديبلوماسية التي تقوم على تبادل الاشخاص والزيارات بين البلدين، فقد ارتفع عدد السياح الكويتيين الزائرين لاندونيسيا بنسبة تتراوح بين 30 و40% ليصل الى 1300 شخص، كما شاركت الكويت في فعاليات القمة الآسيوية الافريقية التي عقدت في باندونغ مطلع العام الحالي.

إغلاق
إغلاق