محليات
(البيئة) الكويتية: محمية الجهراء تحوي أول تنوع أحيائي للأراضي الرطبة في البلاد
(كونا) — أعلن المدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله أحمد الحمود الصباح أن أول تنوع أحيائي للأراضي الرطبة في البلاد موجود في محمية (الجهراء) التي تضم أسماكا وطيور ونباتات وحيوانات وكائنات دقيقة في دورة كاملة للحياة الفطرية بعد جهود حثيثة وحماية ومتابعة دورية.
وقال الشيخ عبدالله الأحمد في تصريح صحافي اليوم الخميس خلال زيارته محمية (الجهراء) إن الهيئة تقوم بإعداد دراسات خاصة لمكونات المحمية بالتعاون مع الجهات العلمية مختلفة بالدولة للمحافظة عليها وتمتد على مساحة 18 ألف كيلومتر مربع رصدت فيها كائنات المياه العذبة كالأسماك والعوالق النباتية والحيوانية والطحالب والرخويات والبرمائيات وغيرها.
وأوضح أن الأراضي الرطبة تكونت من مصادر مائية متعددة تغذي المحمية وتكونت فيها حياة فطرية كاملة وهذه المحمية شهدت عناية كبيرة وبعد تزويدها بالمياه من محطات المعالجة ومحطات توليد الطاقة مما ساهم في إيجاد نظام إيكولوجي في المنطقة.
وذكر أن هناك فريق عمل متخصصا من الهيئة قام بعمل مسوحات ميدانية خلال العامين الماضيين وتم الكشف عن أنظمة بيئية مختلفة بالمحمية التي تحوي تنوعا إحيائيا فريدا مشيرا إلى أن الأراضي الرطبة تعد من أهم مناطق للتنوع البيولوجي في العالم لأنها توفر الموائل الأساسية لأنواع عديدة من الكائنات.
وبين الشيخ عبدالله الأحمد أن الهيئة تعمل على استحداث مركز علمي خاص بالدراسات والأبحاث والكائنات الحية المتواجدة بالمحمية لافتا إلى أنه تم رصد أسماك لأول مرة في الكويت وبالتحديد في المحمية وهي سمكة البلطي الأزرق التي لها أهمية اقتصادية من حيث الاستزراع عالميا وهي تعيش بالمياه العذبة.
وأفاد بأن المحمية تعد معبرا للطيور المهاجرة حيث تم رصد أكثر من 280 نوعا لطيور مهاجرة من قبل جمعيات النفع العام والمؤسسات البحثية المتخصصة متمنيا ان تحذو الجهات التي تدير باقي المحميات الاخرى حذو الهيئة في هذا الشأن.
وأعلن افتتاح المحمية رسميا للجمهور نهاية العام الحالي مبينا أن سبب التأخر في افتتاح المحمية عائد إلى القيام بالترتيبات والإجراءات اللازمة لحماية البقع الرطبة بالمحمية والتي تعد الأولى من نوعها في البلاد.
وأفاد بأنه سيتم حاليا إعداد دراسة دقيقة جدا للمحمية لتحديد أماكن خاصة للزائرين فيها مؤكدا بذل جهود كبيرة لتوفير الخدمات للجمهور للاستفادة منها على أن تنتهي أكتوبر المقبل وبعدها الافتتاح.
وأعرب الشيخ عبدالله الأحمد عن أمله بتحويل المناطق النفطية إلى محميات طبيعية خصوصا أنها متوزعة على مختلف مناطق البلاد ولا توجد فيها أنشطة بشرية وهناك إمكانية لاستغلالها مبينا أن سعة باقي المحميات 10 في المئة وهناك طموحات لتوسعتها لتكون 25 في المئة.
من جانبها اشادت المديرة العامة لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتورة سميرة عمر في تصريح صحافي بجهود هيئة البيئة في حماية المواد الطبيعية والتنوع الإحيائي وتنمية جيل من المختصصين في دراسة هذه المواقع ومراقبتها وعمل برامج لحماية وادارة المحمية.
وقالت عمر إن محمية (الجهراء) كانت تعاني بشدة في السابق وتمت معالجة مشاكلاتها مثل السيول والحرائق التي مثلت عائقا امام تطويرها وأصبحت الآن وبفضل الجهود والمتابعة من المناطق الرطبة التي تجلب الكثير من الطيور المهاجرة.
وأكدت اهمية المناطق الرطبة في دولة الكويت لافتة الى ان مساحة السواحل بالبلاد تشمل مايقرب من 325 كيلومترا مربعا شاملة للجزر وتختلف بيئاتها وموائلها الطبيعية الجاذبة للطيور خلال مواسم مختلفة.
وبينت أن للمعهد جهودا في دراسة الموارد الطبيعية وانشاء المحميات منذ 1981 حيث كان تركيزه في موقع محمية (صباح الأحمد) وحيث خصص دراسة تفصيلية على مرحلتين قدمت توصياتها بضرورة حماية المواقع لما تمتاز فيه من تنوع في الفئات والتضاريس المختلفة التي حوت أعشابا وحشائش وحيوانات وطيور مشيرة إلى إنشاء المحمية تحت رعاية وتنظيم المركز التطوعي برئاسة الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح.
واوضحت عمر أن للمعهد يدا أيضا في محمية (كبد) والتي تم انشاؤها عام 1975 وتشمل نباتات فطرية كالعرفج التي كانت معرضة للاندثار وعمل المعهد على حماية المحمية وانشائها بمساحة تبلغ 40 كيلومترا مربعا.
وأوضحت انه تم استلام محمية (اللياح) اخيرا بعد اعتمادها من مجلس الوزراء ضمن جهود كبيرة مبذولة من المعهد لاعادة تأهيل الاراضي المتدمرة نتيجة استخدام الدراكيل والصلبوخ في البناء ويعمل المعهد حاليا على تنظيم استخداماتها.
واشارت إلى جهود المعهد في تصنيف شمال الكويت جزيرة (بوبيان) كمحميات طبيعية تم على أساسها انشاء محمية (مبارك الكبير) وتعد من المناطق الرطبة التي تم تصنيفها والموافقة عليها.
في سياق متصل وفي محاضرة عن (التنوع البيولوجي في الاراضي الرطبة) ألقاها مدير ادارة المحافظة على التنوع الاحيائي في هيئة البيئة الدكتور عبدالله زيدان أفاد بأن الهيئة بالتعاون مع الجهات العلمية المعنية أجرت دراسة للضفاف لسهولة جمع العينات منها وصولا الى ايجاد اول نظام بيئي متكامل للاراضي الرطبة بالمياه العذبة.
وذكر زيدان أن فريق الهيئة رصد عوالق خاصة ببيئة المياه العذبة في دورة تكاثرية كالعوالق الحيوانية و النباتية والاسماك والضفادع والخنافس والصدفيات فضلا عن سمك البلطي الازرق الأول من نوعه في البلاد والتي تقوم الهيئة بتربيته في مختبراتها حاليا.