مقالات وكتاب

إلى سيدي مع التحية

46

“ياسيدي وضع الكويت الحبيبة *** بقيادتك ماني خايف عليها”، أدرك ياسيدي ويدرك معي الكثير من أبناء الكويت الأوفياء أن العفو والصفح من شيم الكرام، وأنت ياسيدي أحد أعمدة الكرم ليس في الكويت فحسب، بل في بلاد العالم أجمع، كيف لا وقد أطلق عليك لقب قائد الإنسانية من أكبر المنظمات العالمية، ونحن نقول بأنك أكثر من قاد هذه البلاد حكمة، وأشدهم عطفا على أبنائها، نعم أنت قدوة لنا وسوف نقتدي بك ونتنازل عن حقنا في الاعتذار ممن أشاعوا الفوضى في البلاد، وحاولوا زعزعة أمنها لاهثين خلف مصالح انتخابية أو أرصدة مليونية، إلا أننا ياسيدي لا نملك الحق في التنازل عن الواجب إزاء أمنا الكويت في الاعتذار، الكويت الأرض والوطن، الكويت الصدر الذي ضم أبناء الكويت جميعا تحتاج لاعتذار رسمي، واعتراف بأنهم كانوا من أبنائها العاقين قبل أن تمد يدها للمصالحة.
سيدي، لقد من الله علينا بأن مرت تلك البلبلة والفوضى بقيادتكم الحكيمة دون أن يكون لها آثار على آمن البلاد واستقرارها، نعم لقد مرت بسلام لأنها لم تكن في ظروف سانحة كما هي عليه الآن، بحمد من الله ونعمة، ولم تكن الظروف مهيأة لتمكنها من النيل من أمن البلاد، وقد غامر هؤلاء من أجل مطامعهم بالكويت الأم التي جمعتنا وآوتنا وأظلتنا بظلها وأمنها منذ مئات السنين بأسوارها التي بنيت بعرق أبنائها وهمة رجالها وبأسهم ولقمة عيشهم فهل تكافئ على ذلك بالعقوق والنكران.
سيدي، بقيادتك لن يتسلل الخوف إلى قلوبنا، ولن يفارقنا الإيمان بأنك سوف تقودنا إلى شاطئ الأمان، فقد عرفناك في أوقات الشدة كما عرفناك في أوقات الرخاء، نعلم ياسيدي بأنك تحمل قلبا كبيرا، فكم مسحت دمعة محتاج، وكم ضممت إلى صدرك طفلا صغيرا، وكم أطعمت عجوزا، فأنت الأب والقائد الذي نفخر به، وأمير وقائدناً الإنسانية الذي وقف له العالم بأسره إجلالا وتقديرا له، واحتفلت بك كافة الدول العربية ممثلة بجامعة الدول العربية، كما أطلق عليك لقب سفير السلام من قبل مؤسسة سفراء السلام بأمريكا، ليس هذا فقط بل نادى جميع أبناء الشعب الكويتي “أنت أبونا” عندما نسيت ياسيدي كل شيء إلا كلمة “هذولا عيالي”، كلنا عيالك وأنت أبونا ياسيدي، سيدي أن الكويت وأهلها لهم مطلب ملح قبل اتخاذ أي قرار من قيادتكم الحكيمة، وهو الاعتذار لها لتلتئم الجراح قبل أن تتم المصالحة، فليعتذروا لها.
سيدي، إن كرمك وتسامحك وعفوك فتح المجال للبعض بالتمادي في جميع الأمور، وأنا هنا أقصد كل شخص أساء للكويت ونهب الكويت وأضر بالكويت، وأخر قولنا أن اللهم اجعل الكويت بمأمن من الفتن والفرقة، وأنر درب قائدنا وأميرنا وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة وجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، اللهم آمين، ولك الحشيمة والشيمة ياسيدي مع التحية.
ملاحظة: ما كنت أود الخوض في هذا الأمر لكن ذكرى الغزو الغاشم والحياة العصيبة التي عشناها داخل الكويت وخارجها أيام الأحتلال، جعلتني أذكر نفسي وأذكركم في تلك المآسي لأعتبر وتعتبروا فهل من معتبر؟ !!!
د. مناور بيان الراجحي
@DrMnawr

إغلاق
إغلاق