شؤون دولية
رئاسة أركان الجيش الليبي في طرابلس تتبنى “سرايا الدفاع”
وصفت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، سرايا الدفاع عن بنغازي، بأنهم “منتسبوها في المنطقة العسكرية في مدينة بنغازي (شرق)”.
جاء ذلك في بيان لرئاسة الأركان بقيادة اللواء الركن عبد السلام جاد الله العبيدي (داعمة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا في طرابلس)، نشرته، الخميس، وكالة أنباء التضامن الليبية.
وتضم رئاسة الأركان، في العاصمة طرابلس، ضباطا وجنودا مناوئين لحفتر، معظمهم من الغرب الليبي.
وهذه المرة الأولى التي تتبنى فيها جهة رسمية في ليبيا وحدات “سرايا الدفاع عن بنغازي”، والتي سيطرت، الجمعة الماضية (3 مارس/آذار الماضي)، على مينائين نفطيين كبيرين في منطقة الهلال النفطي.
وتصف قوات خليفة حفتر، قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (غرب)، سرايا الدفاع بأنها تنظيم “إرهابي موالي للقاعدة وداعش”.
وتبرأ أعضاء من المجلس الرئاسي منها (فيما ساندها، محمد العماري، وعبد السلام كاجمان)، كما لم تعلن وزارة الدفاع بحكومة الوفاق بقيادة العقيد مهدي البرغثي تبعيتها لها، رغم ترحيبها بتسليم سرايا الدفاع لميناءي السدرة وراس لانوف، لحرس المنشآت النفطية التابع لها.
وقدمت رئاسة الأركان العامة “التحية لمنتسبيها بالمنطقة العسكرية ببنغازي، من ضباط وضباط صف وجنود والقوة المساندة لها”.
وثمنت قيام سرايا الدفاع عن بنغازي (دون ذكرها بالاسم) “تسليم الموانئ إلى حرس المنشآت النفطية”.
وأشارت الأركان العامة، إلى دعمها “الجهود المبذولة من أجل عودة المهجّرين والنازحين إلى بيوتهم ومدنهم ومناطقهم”، في تماهي مع مطالب “سرايا الدفاع”، الذين أطلقوا على عمليتهم العسكرية في الهلال النفطي “العودة إلى بنغازي”.
ودعا البيان جميع الأطراف إلى “الوقوف بجانبهم (المهجرين) من أجل استرجاع حقوقهم”.
ونددت رئاسة الأركان “بالمواقف الداعية إلى تقسيم البلاد وتهديد المدنيين والاعتداء عليهم، ودعوات التدخل الأجنبي في شؤون ليبيا والاستقواء به”، في إشارة إلى تقارير إخبارية تحدثت عن توجه حفتر الثلاثاء الماضي، إلى القاهرة، لطلب مساعدة مصرية لوقف تمدد “سرايا بنغازي”.
من جانبها، رحبت وزارة الدفاع، بحكومة الوفاق “بتسليم ميناءي السدرة وراس لانوف إلى حرس المنشات النفطية المكلف من قبل رئيس المجلس الرئاسي”.
وقالت الوزارة، في بيان لها نشرته وكالة أنباء التضامن في وقت متأخر من الخميس، إنها “لن تسمح بوجود أى من التنظيمات الإرهابية أو المتطرفة بين طرفي الصراع (قوات حفتر وسرايا الدفاع)”.
وأضاف البيان أن “وزارة الدفاع ستسخر كل إمكانتها العسكرية لمحاربة هذه التنظيمات، إن ثبت لها تواجد في ساحة القتال”.
ونفت الوزارة التي يقودها البرغثي، التقارير الإعلامية التي تتحدث عن اختلاف مواقف المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع بشأن الوضع في الهلال النفطي.
وقالت إنها تعمل “وفق ما يرسمه المجلس الرئاسي، من قرارات وسياسات تجاه الأحداث والقضايا الوطنية”.
وفي 3 مارس/ آذار الماضي، قامت سرايا الدفاع، المتواجدة في محافظة الجفرة (وسط)، بهجوم على منطقة الهلال النفطي، وسيطرت على مطار راس لانوف ومينائه النفطي، علاوة على ميناء السدرة النفطي وبلدتي بن جواد والنوفلية (شمال وسط)، قبل أن تسلم المينائين النفطيين إلى حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق، بقيادة إدريس بوخمادة (من قبيلة المغاربة المنتشرة في منطقة الهلال النفطي).
تجدر الإشارة أن مؤسسة الجيش الليبي انقسمت في مايو/ أيار 2014، بين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عملية الكرامة، أو ما يسمى “الجيش الوطني الليبي”، ومعظم منتسبيه من الجهة الشرقية للبلاد، وبين داعمين لقائد أركان الجيش الليبي جاد الله العبيدي (من قبيلة العبيدات كبرى قبائل الشرق)، الذي عزله مجلس النواب في طبرق، وثبته المؤتمر الوطني (البرلمان المنتهية ولايته) في طرابلس، ومعظم منتسبيه من الجهة الغربية.
وسرايا الدفاع عن بنغازي، تضم عدة وحدات عسكرية ومقاتلين من شرق ليبيا، من بينهم ضباط وجنود في الجيش على رأسهم العميد مصطفى الشركسي، وقادة كتائب من مجلس شورى ثوار بنغازي، وغرفة عمليات ثوار أجدابيا، وقوات إبراهيم جضران القائد السابق لحرس المنشآت النفطية (من قبيلة المغاربة).
المصدر: الأناضول