مقالات وكتاب

دولة الديوان الأميري

بقلم: م. عياف العياف

“مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطه كثيرا ما تستقر في أيدي العاجزين”

كما قال الكاتب الإيرلندي (برنارد شو)

‏ومأساة البلد عندنا ليست ببعيده عما قاله حجي برنارد ، ففي ظل تأخر البلد في كثير من المؤشرات كالصحة والتعليم ‏ومكافحة الفساد وغيرها وقبول الكثيرين بالوضع القائم كأمر واقع غير قابل للتغيير ، واقترابنا من مرحلة اليأس من الإصلاح ، ‏بزغ نجم جديد في سماء التنمية وكأني أراه كالفارس المنقذ ، ألا وهو (الديوان الأميري) ، فما أجمل من استشعاره للمسؤولية الملقاة على عاتقه إلا مبادرته في (إقحام) نفسه في مشاريع تنمية البلد خاصة بعد هذا التأخر المحزن على أكثر من صعيد ، كالمعماري أو الصناعي أو البشري والذي يظهر جليًا في نظر السائح الكويتي الذي ترى الحسرة بادية على محيّاه عند تأمله لتحفة معمارية أو تجارية جديدة في دولة قريبة أو عند متابعته لمشروع صناعي جبار في دولة بعيدة قد وصل بها التقدم لمنافسة الكبار !
فكل الشكر للديوان على رسم هذه البسمة المفقودة على وجه المواطن بإنجازه هذه المشاريع المليونية الضخمة ، وشكرًا له مرّةً أخرى على تخطّيه للبيروقراطية القاتلة والدورة المستندية التعطيلية عندنا ، وشكرًا للمرة الثالثة على تجاوزه لرقابة الدولة ، فلا يوجد من يجرؤ على تعطيل مشاريعه ، ولن يوجد من يراقب تجاوزاته ، فقد ألغى دور المؤسسات الحكومية (الخاملة) واستحوذ على مهامها وميزانيات مشاريعها ، فغدا مجلس وزراء جديد (مصغّر) أزاح مجلس الوزراء (الكهل) كالشبل اليافع في ظل الأسد العجوز (عديم الفائدة) ، فأصبح الديوان (دولة داخل دولة) !
والشكر موصول لجميع العاملين في جهازهم الجميل سواء المالي أو الإداري أو الفني أو الإشرافي ،
وقد أهمس في أُذن مسؤولي الديوان:
(يا سادة.. أنتم تُدمّرون مؤسسات البلد) !!

 

@ayyaf_alayyf
ayyyaf@gmail.com

الوسوم
إغلاق
إغلاق