مقالات وكتاب

المذكور خير خلف لخير سلفين

بقلم : عصام عبداللطيف الفليج

لا يختلف اثنان على أن جمعية الإصلاح الاجتماعي من أعرق جمعيات النفع العام في الكويت، فهي امتداد لنشأة جمعية الإرشاد الإسلامي (1952م)، التي أسسها ثلة من رجالات الكويت منهم عبدالله سلطان الكليب الذي عقد الاجتماع التأسيسي الأول في ديوانه، ومحمد العدساني، وعبدالرزاق العسكر، وعلي الجسار، وخالد العيسى، وعبدالعزيز علي المطوع.. وآخرون، وترأسها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.

ولا شك أنها صرح كبير، اتفقنا معها أو اختلفنا، ولها وزن ثقيل، ينتشر أعضاؤها ومحبوها من شمال الكويت إلى جنوبها، من جميع أطياف المجتمع، وهذا دليل على مدى القبول الاجتماعي لها، ولها أدوار دعوية وتربوية واجتماعية لا حصر لها، وأصبحت المحضن الرئيس لأبناء المجتمع وبناته، لأنها كسبت الثقة، واعتمدت المنهج الوسطي الذي احتار معه المتطرفون والمغالون والمكابرون، ولها نشاط خيري محلي واسع في مختلف المجالات عبر «نماء» للزكاة، ونشاط نسائي متميز.

ويمتد نشاطها الخيري من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، في مختلف المجالات عبر «الرحمة العالمية»، وحازت ثقة السلطة السياسية في أكثر من مؤتمر إنساني، وحصلت على عدة جوائز في المجالات التقنية والاجتماعية والإنسانية.

أما أدوارها الوطنية فلا تستطيع حصرها، ويكفيك ذكر الاحتلال العراقي للكويت لتذكر معه اسم جمعية الإصلاح الاجتماعي، تلك الجمعية التي لم تقف مع المقبور صدام حسين قبل الاحتلال ولا حتى في بيان أو تصريح مجاملة، وواجهت الاحتلال من خلال «لجان التكافل» و«المرابطون» داخل الكويت، واتحاد الطلبة في لندن وأميركا.. وغير ذلك، وليس في ذلك منّة، بل هو واجب وطني.

ويعتقد البعض أنه بطعنه في الجمعية أو رموزها، أو تعطيل بعض أنشطتها، أو التضييق على بعض فعالياتها، أو منع ترقية منتسبيها في الوظائف الحكومية، أو عدم تعيينهم في بعض المؤسسات، أو غير ذلك، سيجعل الجمعية تنتهج أسلوبا آخر، إلا أنها أثبتت مدى وطنية شبابها، وولائها للقيادة السياسية، وممارسة التناصح وفق الأعراف الاجتماعية والدستور، فهي لم تحمل السلاح أو تخزنه يوما ما، ولم تضع المتفجرات في مكان ما، بل تتعامل مع الجميع بكل شفافية.

وها هي الأيام تدور، حيث يتقلّد رئاسة جمعية الإصلاح الاجتماعي الشيخ د.خالد المذكور أستاذ الشريعة، وصاحب الممارسة الطويلة في العمل التطوعي والخيري، وكان ذلك بإجماع الأعضاء محبة وتقديرا لهذا الرجل الذي قدم سنين عمره في خدمة هذه الدعوة المباركة، فقد كان يوما شابا يافعا ضمن أعضاء جمعية الإرشاد الإسلامي، وها هو الآن يتصدر رئاستها.

عرف د.خالد المذكور بعلمه الشرعي الواسع في مجال الفقه والاقتصاد الإسلامي، وكان رئيسا للجنة الشريعة 25 سنة خلت، وهو من أوائل الأساتذة الكويتيين في كلية الشريعة، وعضو لجنة الإفتاء في وزارة الأوقاف والعديد من الجهات الحكومية والأهلية، وهو ذو خلق رفيع، وتواضع وأدب جم، وكرم وجود، ومعرفة متميزة في المجتمع الكويتي.. عادات وقيم وتقاليد وعلاقات وتاريخ وأسر.. وغير ذلك.

وعندما تولى رئاسة جمعية الإصلاح، قال له والدي: «خير خلف لخير سلفين»، يعني بذلك العم عبدالله العلي المطوع، رحمه الله، والعم حمود الرومي، حفظه الله، اللذين قدما وقتهما ومالهما وصحتهما لأجل هذه الدعوة المباركة، وسيكون كذلك بإذن الله.

وقد بدأ بالفعل بالمداومة على الحضور اليومي للجمعية، وهو شخص عملي اجتماعي مهني منضبط في العمل واللوائح، وأحبابه كثر، ولا يلتفت لأصحاب الفتن، ويرحب بالنقد البناء، وأسأل الله له التوفيق في عمله.

إغلاق
إغلاق