شؤون دولية

«داعش» الحاضر الغائب في قمة الـ «G20» بأنطاليا

15

  • أردوغان يعيد طرح فكرته لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سورية لاستقبال النازحين
  • قمة الـ 20 تبحث عن أجوبة بمواجهة الإرهاب وأزمة اللاجئين
  • أوباما يتوعد بمعاقبة منفذي اعتداءات باريس وبان كي مون يقدم مقترحاً لمواجهة التطرف
  • مسودة بيان الختام: القادة يتفقون على اعتبار المهاجرين مشكلة عالمية

انطلقت قمة قادة الدول الأكثر ثراء في العالم أمس في تركيا سعيا لإبداء موقف موحد ضد الخطر الإرهابي رغم انقسامهم حول سورية، وذلك بعد يومين على الاعتداءات الدموية التي شهدتها باريس وبجدول أعمال مثقل بأزمة اللاجئين والمناخ.

وقد شدد القادة على ضرورة توحيد ومضاعفة الجهود وتنسيقها لمحاربة داعش والجماعات الإرهابية حيث من المتوقع لن يصادق القادة على مسودة بيان تؤكد الاتفاق على خطط موحدة لمكافحة الإرهاب دوليا، فضلا عن تكثيف الجهود لوقف تمويله كما سيصادق القادة على العمل على برامج تتسق مع مفهوم أن الهجرة مشكلة عالمية لابد من التعامل معها بطريقة منسقة، كما سيؤكد القادة، وفق مسودة بيان وزع قبيل القمة، على ضرورة الدفع بالحل السلمي في سورية.

فقد أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قمة قادة دول وحكومات مجموعة الـ 20 ستوجه «رسالة قوية وصارمة» حول مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الدامية التي هزت باريس.

وقال: «أعتقد أن ردنا على الإرهاب الدولي سيتبلور بشكل قوي وصارم جدا في قمة مجموعة العشرين».

بدوره، وصف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الهجمات التي وقعت في باريس، بأنها هجوم على العالم المتحضر، وقال إن الولايات المتحدة ستعمل مع فرنسا على ملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.

وتعهد أوباما بـ «مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم داعش، وقال «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف ضد داعش لضمان انتقال سلمي في سورية والقضاء على داعش».

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل للأزمة في سورية بعد هجمات باريس. وأضاف أن أمام العالم «لحظة نادرة» لفرصة تاريخية لوضع نهاية للعنف. وقال بان إن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون قوية لكن بصورة تحترم سيادة القانون وحقوق الإنسان.

هذا وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قمة هذا العام بها «جدول الأعمال مختلف تماما»، وأضاف أن أهداف تركيا من القمة، تتمثل في النمو المستدام والمتزن، بالإضافة إلى الشمولية.

وتابع أردوغان إثر لقاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ «علينا أن نخوض في إطار ائتلاف دولي معركة ضد الأعمال الإرهابية».

هذا وقال أردوغان خلال كلمته الافتتاحية في جلسة مجموعة الأعمال (B20) ومجموعة العمل (L20) المنبثقة عن مجموعة العشرين، إن الحوار الاجتماعي المتين بين مانحي العمل والعمال، شرط أساسي لتطبيق السياسات الاقتصادية الناجحة، وخلق فرص العمل الفعالة، وإن نجاح هذا الحوار في إطار قمة العشرين، يبعث السعادة.

وأضاف أن النمو لا يعني تضخم الأرقام فقط، مشيرا إلى وجوب استفادة جميع طبقات المجتمع من زيادة الرفاهية الحاصلة.

وأشار الرئيس التركي إلى أن تركيا، أولت اهتماما كبيرا لخلق فرص عمل للنساء والشباب. ولفت إلى أن الزعماء المشاركين، سيناقشون خلال جلسات القمة قضايا النمو وخلق فرص العمل، إضافة إلى العديد من القضايا الاقتصادية العالمية. وأكد أردوغان أن المقترحات التي تقدمت بها مجموعة الأعمال ومجموعة العمل، ستساهم في إغناء الحوارات التي ستجري بين زعماء قادة قمة العشرين.

وأعلنت عدة مصادر أن قادة دول وحكومات مجموعة العشرين يعدون بيانا مشتركا منفصلا عن البيان الختامي المخصص عادة للقضايا الاقتصادية.

إذ نددت كل الدول الكبرى باعتداءات باريس، وشددت خلال اجتماع أمس الأول في فيينا لحل الأزمة السورية على رغبتها في «تنسيق الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب»، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

وبعد أسبوعين على فوز حزبه الكاسح في الانتخابات التشريعية، يعتزم أردوغان الاستفادة من القمة لإعادة التأكيد على دور بلاده كشريك لا يمكن الاستغناء عنه.

ولذلك أعاد اردوغان فكرته لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سورية لاستقبال اللاجئين والنازحين على جدول أعمال القمة وهو ما كانت ترفضه الدول الكبرى حتى الآن.

ويسعى الاتحاد الأوروبي الذي يواجه تدفقا لمهاجرين غالبيتهم من اللاجئين السوريين منذ الربيع، إلى اقناع تركيا التي تستقبل 2.2 ملايين منهم بإبقائهم على أراضيها لقاء حصولها على مساعدات مالية.

إلا أن اردوغان الذي تأمل بلاده بتحقيق تقدم اكبر على صعيد أزمة اللاجئين، اعلن انه يريد «دعما اكبر» من حلفائه إلا أن المحادثات في هذا الصدد متوترة وحادة بعد أيام على صدور تقرير أوروبي ندد بـ «التوجه السلبي» لوضع دولة القانون في تركيا وبـ «التراجع الخطير» لحرية التعبير.

وقبل اسبوعين على قمة للأمم المتحدة حول المناخ في باريس، تشكل قمة مجموعة العشرين فرصة لرص الصفوف قبل التوصل إلى اتفاق حول خفض غازات الدفيئة المسؤولة عن الاحترار المناخي وتمويل ذلك.

وستكون قمة انطاليا مناسبة لإيصال «رسالة ثقة» بحسب بعض المشاركين حول استقرار الوضع العالمي، بعد طي صفحة ازمة اليورو.

ومن المفترض أن تتيح هذه القمة ايضا اقرار خطة عمل لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لمكافحة تهرب المجموعات المتعددة الجنسيات من الضرائب.

البيان الختامي

وجاء في مسودة بيان امس أن قادة مجموعة العشرين سيتفقون على أن الهجرة مشكلة عالمية لابد من التعامل معها بطريقة منسقة ويعد ذلك نصرا ديبلوماسيا لتركيا وأوروبا.

واتفق القادة ووفقا للمسودة على أن جميع الدول يجب أن تشارك في مواجهة أزمة المهاجرين من خلال قبول أعداد منهم وتقديم الإغاثة لهم.

ويتوقع أن يبلغ عدد المهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا مليون مهاجر هذا العام وحده.

وضغطت تركيا وأوروبا اللتان تأثرتا أكثر من غيرهما بأزمة المهاجرين من أجل أن تعترف المجموعة التي تضم أقوى 20 اقتصادا في العالم بعالمية المشكلة وأن تساعد في مواجهتها ماليا رغم معارضة من الصين وروسيا والهند. وجاء في مسودة البيان التي أطلعت عليها رويترز «ندعو جميع الدول للإسهام في مواجهة هذه الأزمة وأن تشارك في الأعباء التي تفرضها بوسائل تشمل توطين اللاجئين كما تشمل أشكالا أخرى مثل الإغاثة الإنسانية وجهود تضمن قدرة اللاجئين على الحصول على الخدمات والتعليم وفرص كسب العيش». ويتعين أن تقر جميع دول المجموعة مسودة البيان لينشر اليوم.

وجاء في المسودة أن قادة مجموعة العشرين سيتفقون أيضا على تعزيز تمويل المنظمات الدولية التي تساعد المهاجرين ـ كما طلبت أوروبا ـ وأن تواجه الأسباب الأساسية للهجرة مثل الحرب في سورية.

تركيا شريك قوي في محاربة «داعش»

قال الرئيس الأميركي «باراك أوباما»: إن تركيا شريك قوي للولايات المتحدة وباقي دول التحالف، الذي يحارب تنظيم داعش في سورية والعراق. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب اللقاء الذي جمع بينهما.

وأوضح أوباما أن دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» ستعمل على زيادة الضغط على تنظيم داعش، وسيسعون إلى حل القضية السورية بالطرق السياسية، مفصحا في هذا السياق عن أنه بحث مع أردوغان التطورات الحاصلة في اجتماع وزارء خارجية الدول المعنية بالقضية السورية، التي جرت أمس في فيينا.

كما أشاد الرئيس الأميركي بالدور التركي في منع تسلل المقاتلين الأجانب إلى داخل الأراضي السورية، من خلال فرض الرقابة اللصيقة على حدودها مع هذا البلد، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين في هذا الخصوص.

كما تطرق أوباما إلى أزمة اللاجئين، موضحا أن الولايات المتحدة الأميركية، قدمت مساعدات إنسانية كبيرة للاجئين السوريين، وأن بلاده ستقدم المزيد من المساعدات إلى تركيا ودول القارة الأوروبية، وأنها ستعمل على تخفيف عدد اللاجئين.

بوتين يدعو إلى توحيد الجهود

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اللقاء غير الرسمي لقادة بلدان «بريكس» بأن التغلب على التهديد الإرهابي ومساعدة اللاجئين ممكن فقط بتوحيد جهود العالم أجمع.

وأضاف بوتين بحسب قناة «روسيا اليوم» أن من الضروري لدى محاربة الإرهاب الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والاعتماد على القوانين الدولية واحترام حقوق سيادة ومصالح كل دولة، مشيرا الى أن هذه المبادئ وجدت انعكاسا في بيان «بريكس» الذي صدر هذا العام.

وجرى لقاء قادة «بريكس» على هامش القمة، وحسب الرئيس الروسي يناقش قادة «بريكس» في اللقاء القضايا الأساسية المطروحة على جدول أعمال قمة العشرين إضافة إلى المسائل الدولية والإقليمية المهمة.

وقال بوتين: إن هيبة «بريكس» تكبر كما ينمو حجم التبادل التجاري وتتعزز العلاقات بين روسيا والصين وجمهورية جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، وتظهر لدى الأطراف أشكال متعددة للتعاون في المجالات المالية بما في ذلك مجال تشكيل الاحتياطات النقدية.

فرنسا تريد «تدابير ملموسة» ضد تمويل الإرهاب

صرح وزير المالية الفرنسي ميشال سابان لوكالة فرانس برس بُعيد وصوله الى انطاليا بتركيا، بأن فرنسا تنتظر من رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين اصدار «قرارات ملموسة» ضد تمويل الإرهاب.

وقال سابان الذي يمثل مع وزير الخارجية لوران فابيوس الرئيس فرنسوا هولاند اثناء القمة، «بمعزل عن التضامن والتأثر» بعد اعتداءات باريس، تريد فرنسا «قرارات ملموسة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب».

رئيس الاتحاد الأوروبي يطالب بإجراءات أكثر صرامة بعد هجمات باريس

أكد رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بعد هجمات باريس، وأشار على هامش القمة إلى أنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وأن «فرنسا تتوقع أفعالا».وقال: «لا يمكن أن تكون مجرد قمة أخرى».

وأضاف: «الأقوال لا تكفي.. اليوم هو وقت التحرك»، وأشار إلى أن على القمة «مسؤولية خاصة» في التعامل مع الأنظمة المالية الدولية التي توصل الأموال إلى الشبكات الإرهابية.

كما ناشد «كل واحد من قادة مجموعة العشرين» لتركيز العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، وقال: «إنهم بالفعل العدو الحقيقي للعالم الحر، وليس المعارضة السورية المعتدلة».

إغلاق
إغلاق