مقالات وكتاب
قرقش وفرفش..
بقلم: م. مهدي الدخيل
نشرت احدى الصحف مؤخرا إحصائية مخيفة مفادها أن هناك آلاف العوانس في الكويت وهذا امر خطير لا شك في تداعيات السلبية جداً على الوضع الاجتماعي العام مما يستدعي التوقف عنده وبحث بدائل وامكانيات حله بجدية وبأسرع وقت ممكن..
في احد الليالي الباردة من الاسبوع الماضي دخل الديوان أحد الأعزاء يختال بحيوية ونشاط مبتسما والتفاؤل يملأ ملامحه.. وبعد الالحاح لبيان سر ما هو فيه.. أفادنا بأنه واثناء انتظاره قبل قليل بالدور عند محاسب الجمعية قدمت له احدى السيدات الفاضلات كرتها معرفة عن نفسها بالخطابة “أم فلان” طالبة منه ان يضع الكرت بمكان بارز في الديوان ليراه الرواد وأنها على أتم الاستعداد لتقديم خدماتها له ولمن يعز عليه من ربعه.. فسألها صديقنا العزيز بفضول حذر.. هل لديك لمن تقاعد أو شارف على التقاعد نصيب أو فرصة؟؟ فأجابت.. “بالتأكيد” بل ان هذا النوع هو الأكثر طلبا من قبل زبائنها من الجنس الاخر.. فهؤلاء، على حد قولها، اركد وأهدى وأسمح في التعامل والعشرة من حديثي السن..
اثار هذا الموضوع بين الحضور موجة.. لا تخلو من الطرافة.. من النقاش والجدل في مدى إمكانية الأقدام على تجربة التعدد والبحث في احتمالات ما قد يترتب عليها من نتائج.. وبغض النظر عن بعض من اعترتهم الرهبة لمجرد التفكير بالأمر.. فهناك من أكد على ان النتائج ستكون كارثية وأخر اجزم بأنها ستكون تجربة سعيدة ولا أجمل.. تتنافس فيها الزوجات على إرضائك وإساعدك بكل الطرق والوسائل..
كان هذا الموضوع هو محور الحوار الوحيد “تقريبا” طوال تلك الأمسية حتى حان وقت “السروة ” وقد كان هناك شبه اجماع على الاستعداد لخوض غمار تلك التجربة اذا توافرت السيولة الكافية لارضاء الزوجة الاولى “راس المال” من جهة ولتغطية تكاليف الزواج الجديد ومصاريف فتح وتجهيز بيت آخر من جهة اخرى.
يغلب على ظني بأن ما دار في تلك الليلة من حوار قد دار ويدور في معظم الدواوين والملتقيات.. وان العزم على حل مشكلة العنوسة موجود لدى اغلب “الشباب”.
من خلال الملاحظة والمشاهدات ودون الدخول في تفاصيل اجتماعية أو ثقافية، كان يستوجب على الحكومة تكليف المختصين للخوض فيها، فانه من الواضح ان جزء من المشكلة يمكن حله بتوفير المادة.. وقد يكون واحد من المليارات التي تذهب للخارج كهبات كفيل بعلاج جانب كبير من ظاهرة العنوسة..
فلو كنت المسئول لأمرت وعلى وجه السرعة بعلاوة زوجية إضافية عن كل زوجة تشجيعا لمن يخالجه التردد بالاضافة الى مبلغ محترم كمنحة عند الزواج الثاني والثالث وحتى الرابع..
ليعلم من يهمه الامر ان معشر الرجال مستعد “للتضحية” في سبيل حل المشكلة فما على الحكومة الا ان تقرقش بيزاتها ليفرفش الشعب ويعم الفرح والسرور.