مقالات وكتاب

القَرض المَشروط

بقلم: محمد عبد المحسن البرجس

لا أعرف لماذا أكتب هذا الكلمات؟ ولكنها فكرة خطرت لي قد تلاقي القبول، وقد تلاقي الرفض، وربما تتحول إلى مجرد كلمات تسبح في الفضاء الواسع.
بداية لا أحد يستطيع أن ينكر أن دولة الكويت تساهم في نهضة حضارية وصناعية مع الكثير من بلدان العالم، ولكي أكون صادقاً معكم ومع نفسي أولاً، فحكومتنا بالطبع لا تُساهم في تلك النهضة بالخبرات أو العقول، ولكنها تساهم بالأموال، وذلك عن طريق القروض الضخمة للدول سواء العربية أو غيرها، وتقوم تلك الدول المُقترضة بتحويل الأموال إلى مصانع ومشاريع عملاقة، وتحول بها صحراءها إلى جنات خضراء ومدن سكنية ضخمة، بينما نجلس نحن هنا «محلك سر» في انتظار التساهيل، فإما أن يسدد القرض أو يضيع بين الروابط والصداقات الدولية، وأحيانا بسبب المتغيرات السياسية المتلاحقة بين الدول وبعضها، وأود التوضيح انني لستُ ضد مبدأ القروض فهذا واجب ومشاركة منا إلى الشعوب الفقيرة، وديننا الحنيف أوصى بذلك، والعدو قبل الصديق يشهد بذلك لدولة الكويت، ولكن لماذا لا نستفيد من تلك القروض؟ فكثيراً ما نقرأ في الصحف ان دولة أعطت دولة أخرى قرضاً مشروطاً، ويجب على الدولة المُقترضة أن تنفذ تلك الشروط، ولكننا لم نسمع أبداً ان دولة الكويت أقرضت إحدى الدول وفرضت ولو شرطاً واحداً، حتى ولو من باب منع الحسد، وهذا التساهل الجميل يعتبر كرماً حاتمياً غير مسبوق، وسؤالي البريء هو: لماذا لا نرسل مع قروضنا بعضاً من شبابنا كي يشاركوا في المشاريع المتعلّقة بالتقدم العلمي والصناعة والتكنولوجيا والزراعة وغيرها الكثير، حتى ولو تحملت الحكومة تكلفة إقامتهم مقابل أن تتحمل الدولة المُقترضة تدريبهم عملياً وفعلياً في المشاريع القائمة أساساً من أموالنا؟
أعتقد أننا لو أرسلنا مع كُل قرض عشرة من شبابنا فقط لامتلكنا جيشاً جراراً من الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة، وبهذا يكون شبابنا قد احتكوا احتكاكاً فعلياً بمشاريع عملاقة وتكنولوجيا متقدمة، وعند عودتهم سيُشكلون قاعدة قوية لتقدم ورقي هذا البلد الطيَّب، مما سيُريحنا بعض الشيء من خبراء كثيرين «نص كم» تم جلبهم من الخارج.
فكروا قليلاً في هذا، فإن لاقت الفكرة القبول فالفائدة تعود على شباب ديرتنا الحبيبة الكويت.
«والله المُوفق والمُستعان».

إغلاق
إغلاق