مقالات وكتاب

السر في حب المسؤولين للمستشارين الغير كويتيين

بقلم يحيى حمود الدخيل

ليأذن لي الاخوة والاخوات المسؤولون القياديون ورؤساء مجالس الادارات في كشف هذا السر الدفين ، والتوضيح لهم أولا؛ وللمجتمع ثانيا؛ ما هو سر تواجد الأصلع العبقري في جل ان لم يكن كل المراكز العليا لصنع القرارات والتخطيط لمستقبل الكويت!
واجبي نحو وطني ان أبين هذه الحقائق والأسباب بشفافية ووضوح دون مجاملة أو تورية.
واختصر للقراء أسباب هذه الظاهرة بالآتي:

أول هذه الأسباب : أن المسؤول يستحي ان يبين للكويتي أنه لا يفهم، أو يرغب بحل معضلة ما، لذلك يلجأ للأخوة المصريين، أو اي جنسية أخرى لكي يعطيه حل: حاضر يا فندم.. على طبق جاهز، فقد تربى الأصلع العبقري على أن يكون بتاع كله منذ صغره ولديه حل لكل المشاكل.
ثانيا : القيادي يرغب بأن يخرج بالحل السليم القانوني ويخشى أن يخطئ لذلك يلجأ لأصل الروتين في العالم (المصريين وغيرهم)
لكي يضمن سلامة اجراءاته وان كانت على حساب عدم التطوير أوالتشديد على الناس.
ثالثا : القيادي مو فاضي لكي يفكر ويخطط ويبتكر حلول تناسب مجتمعه، فالاسهل له ان يكلف العباقرة المستشارين ليستسقوا من نجاحاتهم في بلادهم، والتقدم الهائل في مجتمعهم وينقلوا خبراتهم وتطورهم لنا مشكورين .
رابعا : العباقرة المستشارين لديهم الحنكة في إبهار المسؤولين، وايهامهم بانهم الوحيدين القادرين على تسيير الأمور ومن غيرهم العمل يتعطل.
خامسا : أغلب المستشارين لا يدرب او يعلم الكويتي اجراءات العمل، أو يعطيه خبرة لكي لا يحل محله، فيتم الاستغناء عنه!! لذا يضطر المسؤول لكي يستعين بمن يملك مفاتيح واسرار واجراءات العمل!
ولو كان قياديا حقيقيا لوضع ضمن خطته تدريب الكوادر أو الموظف الشامل وإنشاء الصف الثاني دوما.
سادسا : البعض من المسؤولين للأسف لا يثق بسرية الكويتي والكويتية، فيلجأ لأمين الأمة وكاتم الاسرار ليستأمنه على أسرار بلده بدل المواطن.
سابعا : الاخوة المستشارون دوما ما يجدون مبررا لأخطائهم، ويسقطونها على الآخرين! ويقنعون المسؤول بهذا، لذا لا يتم معاقبتهم ابدا. هل سمعتم بخصم أو عقوبة إدارية على احدهم؟!! فنادرا ما يعاقب المعصوم بسلامته .
ثامنا: بعض المسؤولين للأسف يخشى من تقريب الكفاءة الكويتية لكي لا يحل محله ويتفوق عليه، ونسي او تناسى أن الرابح في حال التطوير والنجاح هو بلده ووطنه.
لجميع ما سبق تجد الكفاءات الكويتية مستبعدة، والروتين المقيت يملأ الدوائر الحكومية
والتعطيل والتأخير في التنمية والتطوير، ونستغرب دائما من عدم رؤية المسؤول للحلول مع انه يتم تداولها في الدواوين، ولدى المتخصصين .

وكل هذا للأسف لعدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، فالإدارة والقيادة فن لا يتقنه اي احد، ولو ارتفعت شهادته، أو تعددت تخصصاته، فالقيادة ليست بالضرورة ان يتقنها دكتور أو مهندس أو محامي أو حتى بروفسور، القيادة تعرف في الشخص منذ صغره ، والاهم من قبل ومن بعد هو اكتشاف هذا القائد ووضعه في المكان المناسب، فلو نجحنا في هذا لتغير حال البلاد والعباد.
على المسؤولين ان يعوا كل ماذكر، وأن لا يستكبروا أو يتضايقوا، بل يعيدوا الأمور إلى نصابها ويستبعدوا غير الكويتيين من أماكن صنع القرار والقيادة، كما أرجو ان يستمر النواب ليس فقط في مراقبة هذه المخالفات بل وتشريع ما يمنع الاستعانة بغير الكويتي مستشارا للقياديين!
وعلى النواب ان يبدأوا بانفسهم، فيخلوا مكاتبهم والمؤسسة التشريعية من غير الكويتيين، لان عملهم أخطر من القيادي في الغالب، فعندنا ولله الحمد ما يكفينا من الخبرات والكفاءات والكويتي أحرص على وطنه من الغريب.

والله أعلم وأحكم

الوسوم
إغلاق
إغلاق