مقالات وكتاب

القانون .. مؤشر الفساد  !!

بقلم المهندس علي الحبيتر

سوف أبدأ من هذه المقولة الرائعة التي تحمل مضمونا أنيقا جدا أثارت شيئا بداخلي بل أشياءً .. وجاءت كالتالي:
“القوانين كثيرة والمبادئ قليلة, القوانين قد تتغير أما المبادئ ستبقى ثابتة مدى العمر”.
||جون سي ماكسويل||

من يلتزم بالقوانين واللوائح والأنظمة يرتقي إلى المساهمة في تطوير العمل مع إستمراريته وإحترامه للكثير، أيضا دليل على رقيّ هذه الشخصية تجاه مسئولياتها، روعتها بمحافظتها على ما لديها وتقبّل ماهو عليها، اذاً العملية رقابية ذاتيه من الناحية الشخصية في أبسط الأمور وأعقدها.. كثيرون هم من يشعرون بالإحباط من تصرفات أصحاب ‘الواسطات’، وفعلا إزعاج مستحق يعبر عن مدى إنتقاص حقوقهم بشكل مباشر أو بصورة أخرى، وأيضا أخذ يتوسع مصطلح ‘أظبطك’!! في مجتمعنا أي الإنجاز دون أي تعقيد أو أي إنتظار عن طريق شبابيك خلفية!! دون مراعاة لحقوق المستحقين.
المدهش بالأمر أصبحت هذه الواسطات تتغلغل في أتفه الأمور وأصبحنا نفتقد روح المواجهة، وفنون التواصل، ومفهوم المسئولية وحسن التعامل ومعرفة الواجبات وضياع الحقوق في كثير من المواقع الخدماتية والمراجعات اليومية.
” بقدر ما تكثر القوانين بقدر ما يزداد عدد اللصوص”.
||لاوتسو||
وفي المقابل .. كثير مانتغنى بأن الغرب والدول المتقدمة مايميزهم هو تطبيقهم لتلك القوانين، وإنتظامهم فيها ومن خلال وسائل حديثة تكفل لهم إنجازها على أكمل وجه.
يظهر البعض تعامله الراقي وخصوصا مع القوانين عندما يكون بالخارج، لذلك يشعر بقوة القانون بأنه من ينظم ومن يدافع ويثبت ماهو له وماهو مطلوب منه في بيئة مكتملة واضحة.
• بعيدا عن المثالية!!
من يملك الواسطة سوف يتقدم فيها حتى ينال كل شيء منها بدون أي تأخير ولا إهمال وفي أبسط الأمور أيضا، ويشعر بأنه لابد أن يغتنم كل فرصة متاحة له مهما كانت مستوى قانونيتها أو إستثنائه منها.
ولكن يبقى الأهم هناك من لايملكها؟! هل تجبره أن يعيش تحت مهاترات البعض وتجاوزهم ليختاروا له الصفوف الأخيرة بالرغم من مايملكه من حضور وإلتزام بمواعيد أو حتى بالشروط على سبيل المثال لا للحصر.
تبقى رغبتنا ملحة بأن القانون يحمي الجميع مع ضرورة وجوده وتفعيله بالصورة المطلوبة.
جاءت القوانين لتهتم في حفظ وبقاء حقوق الناس وتنظيم كل شيء تحت هذه المساحة.
“يكون الشعب قويا عندما تكون للقوانين قوة”.
||بوبليليوس سيروس||
لذلك لابد من وجود لمسة ثقافية تتطلب وجود الحس القانوني والتعبير عنه من خلال وسائل تتكفل وتضمن لجيل يقدّر مكانته غير متجاوز يحترم حقوقه وحقوق الغير.
سوف يبقى بدائرة التأثير والتأثر .. وهنا لابد من وقفة جادة بدايتها تقع عند الجهات المتمثلة بالمسئولين وتنتهي مع (مصلحة الجميع).
القضاء على الفساد ودرجاته المختلفة التي تتشكل بطرق ملتوية تحت مفاهيم مشوهة أشاروا لها بتجاوزهم للقانون وإنعكاساته الخطيرة.

الوسوم
إغلاق
إغلاق