مقالات وكتاب
غير محددي الجنسية
بقلم: الكابتن عمار العجمي
أصبحت قضية غير محددي الجنسية (البدون) هاجسا أمنيا واجتماعيا، ومأساة إنسانية تثقل كاهل الوطن وتنبئ بوضع خطير يمثل قنبلة موقوتة؛ الله جل جلاله وحده يعلم عاقبة تفاقمها أو إنفجارها .
قد لا يصدق عاقل ان الدولة ممثلة بالسلطة التنفيذية صاحبة القرار ومجلس الأمة باعتباره حجر زاوية السلطة التشريعية، لا يصدق أو يفكر إنهما لا يرغبان في حل المشكلة ، وانه يفترض ان يبذلوا الجهد المطلوب ويسخروا الإمكانيات اللازمة لحل الازمة.
إن هذه المشكلة أو الأزمة الخطيرة ان صح التعبير مشكلتها كحال باقي المشاكل، مشكلتنا في غياب القرار.
القرار المدروس الشجاع الجريء الحازم اللازم لحل المشكلة ، لا لجنة تتبعها لجنة وهكذا الى أبد الابدين!!
بادرت الدولة بإنشاء الجهاز المركزي ، وتبوأ سدته رجل وطني يشهد له التاريخ ، ولا يضيره قدح في حسه الوطني، فالتاريخ يعرف العم صالح الفضالة ، وشهادة أهل الكويت بابنهم البار مجروحة ولكنها الحقيقة وهذا هو التاريخ .
إنما ولد الجهاز مقيدا ، مهمته حصر الأسماء، رفع التوصيات وتسيير الأمور الحياتية والمعيشية للبدون، فتركنا أصل المشكلة وانشغلنا بآثارها، وهي سياسيا تبقى الوضع على ما هو عليه، وكرة الثلج تتدحرج وتزداد حجما.
لا شك ان هذه المشكلة تشكل حالة وطنية تتطلب ان نتشارك جميعا في الحل، فمن البدون من هم أهل وقرابة، ومنهم من يمتلك جنسية اخرى ولا يستحق شرف الانتماء للوطن، والاهم من ذلك كله أن منهم المظلوم، ومنهم المزور!! ولا يجوز أخذ صاحب الحق بجريرة المخطيء، ولا يجوز كذلك مكافأة مزور أو مدع.
المنطقي والبديهي والصحيح شرعا وقانونا وعرفا ، ان يجنس المستحق وتسوى اوضاع الغير مستحقين ومعاقبة المزورين، فهل يعقل الى الان ان الدولة لا تعرف المستحق!! ان المشكلة الكبرى ان الدولة ليس لديها معيار موافق للقانون ومطابق للواقع، معيار واضح ثابت يكون شريعة تحل على اساسها المشكلة.
ان حل المشكلة سهل متى وجد القرار، جهاز تنفيذي ذو سلطات واختصاصات يملك جوهر ومناط المشكلة ، يملك القرار لحل المشكلة وتسوية اثارها، لا تسوية الاثار بغية حل المشكلة، فان عجزنا عن اتخاذ القرار فلا حل يلوح في الأفق .
واهل الكويت سيعانون مشاكل اقتصادية خطيرة في المستقبل القريب مثل التوظيف و الاسكان و التعليم و الصحة وغيرها ولن يكفي دخل النفط في المستقبل لكل ذلك للكويتيين، فما بالك لتجنيس اعداد كبيرة ايضا.
ختاماً الأمر خطير وجلل إلا ان يلطف الله بمستقبل هذا الوطن ويكون هناك رجال وطن أكفاء أوفياء من السلطتين يتعاونون فيما بينهم يضعون نصب أعينهم مستقبلا واعدا لهذا الوطن وأهله وأجياله.