مقالات وكتاب
من سيؤصل العمل الخيري في المناهج الدراسية؟
بقلم: د. عصام الفليج
“العمل الخيري تاج على رؤوس الكويتيين” كلمة قالها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله، قبل أكثر من ١٠ سنوات، فذلك ليس مستغرباً على أهل الكويت الكرام، الذين جُبلوا على عمل الخير منذ الأزل، تلك البلد التي آوت الآلاف عبر سنين طويلة من الهجرات بسبب الجوع والفاقة، سواء من نجد أو الإحساء أو العراق أو بلاد فارس.. وغيرها، وتأسست فيها الجمعيات الخيرية منذ أكثر من مئة سنة خلت، إضافة لعدة أعمال خيرية أنجزت في الخارج أيام السفر الشراعي للتجارة.
واليوم يترسخ هذا المفهوم قولاً وفعلاً بوجود عشرات الجمعيات واللجان والهيئات والمبرات الخيرية، تجوب العالم لتنقل مساعداتها ومساهماتها لأكثر من ١٠٠ دولة، إضافة إلى حملات الإغاثة المتكررة.
وأمام ذلك التاريخ الخيري والإنساني الطويل، الذي يقدم بلا حساب ولا منة، كان تكريم الأمم المتحدة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله “قائد إنساني عالمي”، ودولة الكويت “مركز إنساني عالمي”.
كما تم تكريم العديد من الشخصيات الخيرية الكويتية على مستوى دولي؛ مثل د.عبدالرحمن السميط رحمه الله، والعم يوسف الحجي شافاه الله، ود.عبدالله المعتوق ود.عبدالمحسن الخرافي وفقهما الله، وغيرهم من الشخصيات الخيرية.
وتم تكريم العديد من الجمعيات الخيرية الكويتية؛ مثل جمعية الاصلاح الاجتماعي، وجمعية الشيخ عبدالله النوري، ولجنة الرحمة العالمية، وغيرهم كثير.
إضافة الى عشرات الفرق التطوعية العاملة تحت مظلة مركز الكويت للعمل التطوعي برئاسة الشيخة أمثال الأحمد الصباح، أو تحت مظلة الجمعيات الخيرية، بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وقد كان قرار إضافة مفاهيم وقيم العمل الخيري في المناهج الدراسية قراراً صائباً ١٠٠٪، ففضلاً عن أنه أمر ديني عقدي، وأمر نفتخر به، فهو تاريخ ممتد لأكثر من قرن من الزمان، وهو عمل دائم ومتجدد ومتجذر، وهو عمل مستقبلي لا مناص عنه.
لقد لاقى العاملون في القطاع الخيري الطعون من بني جلدتهم وإخوانهم، لحسابات سياسية بحتة.. وللأسف، فكانوا أولئك كمن “إذا خاصم فجر”، رغم شهادة المؤسسات الدولية بسلامة ونظافة العمل الخيري الكويتي، البعيد عن الشبهات.
ومَنْهَجَةْ العمل الخيري في التعليم العام، يحفظه من التفكير السلبي، والتطرف الفكري، ويوسع المدارك والأفهام، ويزيد الفرد ثقة بنفسه.
وما أتمناه على وزارة التربية، عدم التعامل مع هذا المشروع بتقليدية، فالفكر الخيري تطور كثيراً عما يعلمه عموم الناس، وكون قادة المناهج بعيدين عن العمل الخيري، فسيقومون بالاجتهاد من الانترنت، وخبرتهم الضئيلة، بل سيقوم بنو لبرال بتحجيمه وتقليصه، وعدم إعطاءه حقه، رغم انه أمر أميري سام.
ولعلهم سيركزون على جمعية الهلال الأحمر الكويتي، والصندوق الكويتي للتنمية فقط، وهذا إجحاف بالعمل الخيري الكويتي الواسع.
إنه تاريخ طويل ملأه شخصيات كويتية رائدة لا يتسع المجال لذكرهم، وقيم كبيرة تتناسب مع كافة الأعمار والمراحل التعليمية، فمن الأفضل الاستعانة بالجمعيات الخيرية في ذلك، وبمن لهم دراسات وخبرات في هذا المجال، مثل د.خالد الشطي، الذي كانت رسالة الدكتوراة عنده عن العمل الخيري الكويتي.
أخيراً.. أختم مقالي بكلمتي القديمة “العمل الخيري صناعة كويتية”، وأضيف لها اليوم “شهد له الجميع”، والله يحفظ الكويت من كل سوء.
***
“يبق من لذّة الدّنيا إلّا قضاء حوائج النّاس”. محمد بن المنكدر