مقالات وكتاب
ماذا بعد ربع قرن على الاحتلال ؟!
مضى ربع قرن على الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، الذي راح ضحيته اكثر من الف شهيد، لغطرسة صدامية، وإجرام عراقي ليس له مثيل، تمثل بالقتل والتعذيب والتنكيل والاغتصاب والاختطاف والنهب والسرقة والاستباحة، وخسائر مالية بالمليارات، تكبدتها الكويت من أجل التحرير وإعادة التعمير.
ربع قرن كفيلة بأن نعرف حقيقة ما يجري في العالم من غدر وخيانة، وأن السياسة ليس لها صاحب، وأن المال له أكثر من طامع. ربع قرن كشفت الكثير من الأقنعة المزيفة، من دول وأحزاب وتيارات سياسية ورموز عالمية .. ليبرالية وصهيونية وإسلامية وطائفية وعلمانية واقتصادية .. وكل ما يخطر على البال. ربع قرن بينت المخلصين والمحبين والصادقين؛ في الداخل والخارج، وبان الانتهازيون والابتزازيون وتجار الحروب، وقادة الفتن. ربع قرن اتضح فيها مكامن الفساد، واتجاهات الاعلام التجاري والسياسي ، والاعلاميين المرتزقة. ربع قرن مقياس واضح للتغير السلوكي والقيمي والأخلاقي، لدرجة مناداة ومناشدات الزعماء والتربويين والاجتماعيين للعودة الى الماضي ! ربع قرن توقف فيها بناء الانسان ، وتناسى البعض معنى الأوطان، واتسع خلالها بناء الجيوب والأرصدة والأبدان. ربع قرن مضى ولا نعلم فيم مضى ! أبخير ام سوء ! بنجاح ام اخفاق ! ربع قرن ابى فيها الانسان الكويتي ومعه المقيم المساند الا اعادة البناء ، بناء الوطن، وتعمير العقول، ومد يد العون للمحتاج، حتى أصبحت دولة الكويت الاولى على العالم بلا منازع في عمل الخيرات، ففي الأيام الاولى من التحرير تم اغاثة العراقيين الهاربين من جحيم البعث، في مخيمات في ايران. وفي السنة الاولى تبنى الشعب الكويتي اغاثة الشعب البوسني، تجاه الغزو الصربي اللاإنساني، وقتلهم مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء . وفي السنة الثانية تبنت اللجان الخيرية بقيادة العم يوسف الحجي شافاه الله، والشيخ د.نادر النوري رحمه الله دعم الشعب الفلسطيني المنكوب . ثم تسابقت المؤسسات الخيرية والإنسانية، الحكومية والشعبية، بدعم المحتاجين وإغاثة المنكوبين في العالم، حتى حققت المؤسسات الكويتية جوائز دولية، ومنحت الأمم المتحدة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب “قائد إنساني عالمي”، ومنحت دولة الكويت لقب “مرمز إنساني عالمي” . اعتقد انها فرصة تاريخية لتقييم مسيرة الكويت، في كافة الاتجاهات .. السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والنفسية والثقافية والإعلامية والفكرية، والاتجاه نحو تعزيز الايجابيات منها، وتلافي السلبيات منها . وهذا التقييم يكون على كافة المستويات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص، حتى نعرف الى اتجاه تكون المرحلة المقبلة. فلنبدأ بأنفسنا وأشخاصنا ومؤسساتنا وسياساتنا واقتصادنا ، ولنبدأ بإعادة النظر بعد التقييم نحو الامام ، ماذا بعد ربع قرن على الاحتلال، لنعرف أين نحن وماذا سنكون بعد ربع قرن على الاحتلال ؟! والله يحفظ بلدنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. د.عصام عبداللطيف الفليج |
|
|