أخبار رسمية
الكويت تودِّع ناصر صباح الأحمد

غيّب الموت أمس الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير الدفاع الأسبق، عن عمر ناهز الـ 72 عاما بعد مسيرة سياسية ووطنية حافلة بالإنجازات.
ونعى الديوان الأميري المغفور له معلنا أن جثمانه سيوارى الثرى الساعة 9:30 من صباح اليوم الاثنين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
هواتف التعازي (رسائل نصية):
الرجال: 60000000
النساء: 66600077.
وقد تلقى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد اتصالا هاتفيا من أخيه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية الشقيقة أعرب خلاله عن خالص تعازيه ومواساته لسموه وللأسرة بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ ناصر صباح الأحمد سائلا المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم سموه والأسرة الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.
وقد عبر صاحب السمو الأمير عن شكره وتقديره لما أبداه سموه من صادق المواساة وخالص التعازي والدعاء راجيا من المولى عز وجل ألا يريه مكروها بعزيز.
وقد توجه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بخالص العزاء وصادق المواساة لآل الصباح الكرام وللشعب الكويتي بوفاة المغفور له سائلا الله جلت قدرته أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يسكنه جنة الفردوس, مضيفا عبر حسابه على تويتر : لقد كان الفقيد الغالي مثالا للرجل العفيف الصادق والقريب من الجميع والذي خدم بلده بإخلاص في كل المواقع التي شغلها.
وفي هذا السياق، نعى مجلس الوزراء، الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد في بيان جاء فيه: (إنا لله وإنا إليه راجعون) ينعى مجلس الوزراء ببالغ الحزن والأسى المغفور له بإذن الله تعالى معالي الشيخ ناصر صباح الأحمد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق، وإذ ندعو المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته، فإننا نستذكر بالتقدير مناقب الفقيد، رحمه الله، وخصاله الكريمة وإسهاماته العديدة في خدمة وطنه بمختلف المجالات والميادين.
ورثى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء انس الصالح الفقيد قائلا عبر حسابه على تويتر : اللهم ارحم روحاً صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينها الا الدعاء، اللهم اغفر للشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وانظر اليه بعين لطفك وكرمك يا أرحم الراحمين.
كما توجه وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح بأحر التعازي وأصدق المواساة بوفاة الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله.
بدوره، كتب وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد على تويتر: أتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسيدي سمو ولي عهده الأمين وعموم آل الصباح الكرام بوفاة معالي الشيخ ناصر صباح الأحمد، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه. إنا لله وإنا إليه راجعون.
كما تقدم وزير المالية خليفة مساعد حمادة عبر حسابه على تويتر بتعزية مماثلة.
ورثى النائب مهلهل خالد المضف عبر حسابه على تويتر الفقيد : رحل الشيخ ناصر صباح الأحمد بعد ان قدم في عمره الوزاري القصير ما لم تقدمه الحكومات السابقة مجتمعة من محاربة للفساد ودعم للاصلاح .. رحل وبقيت مواقفه الصادقة والوطنية في قلوب الكويتيين.
بدوره، نعى رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ونائب رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) الشيخ مبارك الدعيج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ ناصر صباح الأحمد قائلا: لقد كان رحمه الله رجلا من رجالات الكويت البارزين الذين عرفوا بحبهم الشديد لوطنه والاعتزاز الكبير بتاريخه وتراثه والإخلاص والتفاني في إعلاء مكانته وتحقيق الخير لأبنائه.
وأضاف أن الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحمته، كان يعمل في صمت وهدوء واضعا مصلحة الكويت في قلبه وعقله وساهم في إنجاز الكثير من المشروعات التنموية والثقافية والاقتصادية بفكر مستنير وكان يملك رؤية ثاقبة.
وأشار إلى أن الشيخ ناصر صباح الأحمد، تغمده الله بواسع رحمته، رغم أنه لم يكن ساعيا إلى منصب إلا أنه تولى العديد من الملفات المهمة والصعبة وعلى رأسها مشروع إنشاء مدينة الحرير الذي يعتبر أحد المشروعات الضخمة في تاريخ الكويت.
وقال الشيخ مبارك الدعيج ان التاريخ سيذكر بالتقدير جهوده الموفقة في رؤية «كويت جديدة 2035» التي حرص المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد على تحقيقها رغم إدراكه بجسامة تحقيق هذا الحلم وسط ظروف إقليمية ودولية صعبة، موضحا أن المغفور له بإذن الله تعالى عرف بالأخلاق الحميدة ورحابة الصدر وسعة الحلم والتواضع وطيب النفس، مشيرا إلى أنه كان أهلا للثقة ومعيارا للنجاح في كل الملفات التي تحمل مسؤوليتها منذ عملة كمستشار خاص لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء عام 1999 في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله ثم وزيرا لشؤون الديوان الأميري في عهد والده سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في فبراير 2006.
وأضاف أن الفقيد الراحل ذو خبرة واسعة واتسم بحكمة كبيرة خلال نشأته في قصر أمراء الكويت وعايش حكامها وقادتها البارزين الذين تعلم منهم الكثير، مشيرا الى أن جده كان أميرا ووالده أميرا وأعمامه أمراء.
واختتم الدعيج بيانه بالتأكيد على أن رحيل الشيخ ناصر صباح الأحمد يعد خسارة كبيرة للكويت وشعبها، موضحا أنه سيظل في ذاكرة أبناء الكويت رمزا للعطاء والاخلاص.
رؤية 2035
يعد الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، صاحب رؤية 2035، فقد أخذ على عاتقه تنفيذ تلك الرؤية وفق خطط مدروسة وقانون شامل يتفق مع مواد الدستور ووفق العادات والتقاليد الكويتية، حيث سعى، رحمه الله، إلى أن تكون رؤية 2035 نقطة التحول في الاقتصاد والتنمية الشاملة للمجتمع الكويتي.
وعن مشروع «رؤية 2035» وأهميته للأجيال الحالية والقادمة كان يعتبر، رحمه الله، أن فكرة تطوير مشروع الجزر في رؤية «كويت جديدة 2035» تأتي ضمن رؤية واستراتيجية «طريق الحرير» لتكون منطقة استثمارية دولية وعالمية بالتعاون مع دول الجوار، وانطلاقا من المسؤولية المشتركة للجميع.
وكان يشدد على ضرورة تعزيز سبل التعاون بين الدول احتراما للشعوب ولتهيئة البيئة المناسبة للأجيال المقبلة، ويؤكد أن التجاذبات السياسية تأتي وتزول إلا أن العلاقات بين الشعوب المتجاورة دائمة ومستمرة.
واعتبر دائما، رحمه الله، أن فكرة مشروع استغلال الجزر الكويتية تتمثل في أهمية ربط الاقتصاد بالأمن، وضرورة أن تتخذ إدارة الدولة الشكل الذي يتناسب ورؤية «كويت جديدة 2035» فضلا عن إعادة الأنشطة العامة للدولة، حيث كان يؤكد أن لهذه المنطقة أهمية كبيرة، خصوصا في فتح آفاق التعاون مع دول الجوار، إذ ستصبح هذه المنطقة بيئة خصبة جاذبة للاستثمار والسكن، ومنطقة تجارية حرة استثنائية تخدم شمال الخليج.
مسيرة الحياة
من مواليد 27 أبريل 1948، شغل منصب وزير الدفاع ونائب أول لرئيس مجلس الوزراء بدءا من 11 ديسمبر عام 2017 كما صدر مرسوم نهاية ديسمبر 2019 بتعيينه نائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، وقد سبق له، رحمه الله، أن تقلد المستشار الخاص لسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء بمرسوم أميري صدر في 7 ديسمبر عام 1999، كما تم صدور مرسوم أميري بتعيينه وزيرا لشؤون الديوان الأميري في 11 فبراير عام 2006.
وفي مجال التجارة والاستثمار كانت له عدة نشاطات، حيث أسس شركة «الفتوح القابضة» وشركة «مشاريع الكويت القابضة» إلى جانب اهتمامه بالجانب الثقافي، حيث أسس دار الآثار الإسلامية وهي المؤسسة الثقافية الكويتية القائمة على «مجموعة الصباح الأثرية» إضافة الى عضويته الفخرية في مجلس أمناء متحف المتروبوليتان – نيويورك. ومؤسس وعضو جمعية حماية المال العام الكويتية.
وزارة الدفاع
حقق الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، خلال قيادته وزارة الدفاع إنجازات عدة، فقفز الجيش الكويتي قفزات نحو التطوير والتجهيز المتكامل في جميع القطاعات، نتيجة عمل وزارة الدفاع على تطوير المنظومة الدفاعية للبلاد، من خلال التسليح وجلب المعدات العسكرية وصيانتها والتدريب عليها في القوات الثلاث، مما ساهم في تطوير الجيش ليواكب ما توصلت إليه الجيوش من تقدم وتطور في التسليح، وفي سبيل ذلك تم تنظيم معرض الخليج للدفاع والطيران.
ووصلت كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان إلى مستوى يضاهي أرقى الكليات الاكاديمية للعلوم العسكرية في العالم.
وشهدت الوزارة في عهده تطورات على عدة أصعدة، حيث تم اثراء الخبرات القتالية وصقلها وتطويرها واستيعاب متطلبات العمل العسكري المشترك، كما تم رفع مستوى الكفاءة العسكرية والارتقاء بالجهوزية القتالية، عن طريق تبادل واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات العسكرية في مختلف العمليات من خلال المناورات العسكرية في الداخل والخارج.
مصلحة الوطن
جعل الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، طوال حياته من مصلحة الوطن والذود عنه أولوية مطلقة، فلا شيء كان يعلو عنده على مصلحة الوطن، وبذل كل شيء في سبيل رفعته.
فالشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، كان أحد أبرز الوجوه السياسية والاقتصادية في البلاد نظرا لما تمتع به من خبرات واسعة بشهادة أهل السياسة والاقتصاد والثقافة معززة بالانجازات التي حققها طوال مسيرته.
صوت الحق
صدح بصوت الحق طوال حياته ولم يخش فيه لومة لائم، فكان رحمه الله مكافحا للفساد، متحدثا باسم المواطن متبنياً مطالبه المحقة ومتكلماً باسمه وعاملاً للإصلاح السياسي والاقتصادي لمصلحة الشعب الكويتي وللأجيال القادمة.
الابن والوالد
علاقة الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، بسمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، لم تكن تقف عند حدود الابن والوالد، إذ كان يعتبر أن صاحب السمو، رحمه الله، كان والد الكويتيين جميعا.
كما آمن، رحمه الله، بالعمل الجماعي، حيث لا بد أن يكون التضافر نتاجا للفكر الإبداعي والتفكير الجماعي، وذلك بالإندماج مع التجارب التنموية الرائدة في عالمنا وبالاستفادة من خبرات قادتها ومفكريها.
ودائما ما كان يردد قوله: إنني لواثق تمام الثقة من أن الكويت بتضافر جهود المخلصين جميعا من أبنائها المواطنين وأصحاب الرأي والخبرة فيها ستكون قادرة، بإذن الله وتوفيقه، على مواجهة مختلف التحديات، مستندة بذلك إلى دستورها ونظامها الديموقراطي، وإلى روابط الوحدة الوطنية الراسخة التي تجمع بين أبناء شعبها الوفي.
المصدر: الأنباء الكويتية