مقالات وكتاب
فتور في زيادة الرواتب والأجور

بقلم: محمد عبد المحسن البرجس
تعتبر قضية زيادة الرواتب والأجور هي الشغل الشاغل حالياً للجميع دون استثناء، وقد يظن بعض المتطلعين لهذه الزيادة، مهما كان حجمها، أنها سوف تكون المنقذ من غول زيادة الأسعار، وهذا بالطبع حلم الواهمين بهذه الزيادة، ولكن دعونا ننظر إلى الأمر بنوع من التمعن والنظرة البعيدة وأيضاً القريبة لموضوع زيادة الرواتب والأجور، ولا نستعجل الحكم مسبقاً على ما أقول، فنحن نكتوي بغلاء الأسعار خاصة في السلع الغذائية والضرورية، ولا شك أن هناك فوارق بين الراتب وغلاء الأسعار الذي يجتاح العالم كله وليس دولة الكويت فحسب، فزيادة الرواتب أصبحت مهمة وضرورية حتى نستطيع أن نقابل هذا الانفلات في الأسعار، لكن كان من المفترض أن يسبق عملية زيادة الرواتب تحسين المستوى المعيشي للمواطنين من خلال رفع المستوى التعليمي وتحسين الرعاية الصحية وبالتالي تأتي عملية زيادة الرواتب والأجور لسد الفجوة الجنونية بين المعاشات والأسعار، ولنا أن نتخيل الأعداد الضخمة من المواطنين الذين يدفعون أموالاً طائلة لإدخال أولادهم إلى المدارس الخاصة والمدارس الأجنبية وابتعادهم عن التعليم الحكومي، وهذا بالطبع يرهق ميزانية الأسرة الكويتية وأيضاً من منا لا يذهب للعلاج في المستشفيات الخاصة أو على الأقل الذهاب إلى الصيدليات الخاصة لكي يشتري الدواء لأن المواطن مل من البنادول في المستشفيات والمستوصفات الحكومية، لذلك أنا لا أتوقع أن تكون زيادة الرواتب والأجور مهما كان حجمها أن ترفع العبء عن المواطنين، وكان من المفترض من الحكومة أن تقدم حلولاً جذرية لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
ولن نستبق الأحداث، فالقادم من الأيام سوف يثبت أن هذه الزيادة لا تغني من الغلاء ولا تُشبع من متطلبات الحياة ما لم تتزامن مع تحسين الرعاية الصحية والرعاية التعليمية وتقديم خدمات ميسرة للمواطنين.
«والله المُوفِّق والمُستعان».