مقالات وكتاب

رسالة إلى المهتمين بتاريخ الكويت

بقلم: أحمد بن برجس

تاريخ الكويت لا يقبل الجدل ولا يقبل الاجتهاد ولا يقبل المجاملة ولا يقبل الترف الفكري ولا يقبل المنة من أحد، تاريخ الكويت أبيض وواقعي ومعروف ينتظر منا التمعن به والإمعان في طياته.
تاريخ الكويت لا يقبل الفضل من أحد ولا يقبل التفضل عليه من أحد كائنا من كان، فتاريخ الكويت كتبه أهل الكويت بعرق جبينهم وبشدة عزائمهم وثبات قلوبهم في الأهوال والمحن وبتصافيهم وتآزرهم في الشدائد والملمات وما أكثرها بتاريخ الكويت، عندما كان كثير من الدول تعيش تحت وطأة الغير كانت الكويت تعيش بحرية واستقلال واعتماد على الذات.
تاريخ الكويت منذ نشأتها والى اليوم هو سجل فخر وافتخار لأهل الكويت، ويجب أن يبقى كذلك إلى ان تقوم الساعة وعلى من يحب هذا التاريخ ان يحافظ عليه ويحفظه كما هو بعيدا عن نزعات الهوى ومكاسب الايام وتقولات المعجبين بأنفسهم وما أكثرهم في تاريخنا المعاصر.
هناك الكثير من قراء التاريخ وحفاظ الاحداث وروات الروايات، وهناك الكثير من كتب التاريخ كل حسب هواه وهوايته ودوافعه ومقاصده ولهم الحق في ذلك، ولكن ما ليس لهم حق به هو ان التاريخ واحداثه بحاجة لمن يفهم الاحداث ويقارنها ويربط بين شواردها ليستنتج المهتم والمتابع حقيقة الحدث ويأخذ العبرة من النتائج بعيدا عن التهويل والمبالغة وقريبا من الصدق والواقع ما استطاع الى ذلك سبيلا.
تاريخ الكويت أنشودة كتبها بحار على ظهر سفينته وبدوي على ظهر ناقته وحضري وسط دكانه وعامل يطرق الحديد وآخر يجهز الخشب على صوت مطحنة الحبوب وغناء نساء الحي وهن يضربن الهريس او يغسلن ملابس ذويهن على وقع هدير البحر وحاكم يسهر الليل وينشط بالنهار ليرعى مصالحهم جميعا ويعمل ما بوسعه لحمايتهم من غارات الطامعين ويصد عنهم رماح الحاقدين، فيتهيأ لك وانت تتمعن بهذه الصورة البديعة عظمة تاريخ الكويت وعظمة تاريخ كتبه أهل الكويت وهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولكنهم سجلوا افعالهم في سجل الخالدين، ألا ليتنا نفهم «بس» كيف هم كانوا وكيف نحن ننظر اليهم؟!
عندما نتحدث عن تاريخ الكويت يجب ان تتوحد افكارنا كما وحدها تاريخ الكويت العظيم في الماضي، لا ان نتحدث عن تاريخها باسلوب «المسولفجي» أو روايات الجدات والاجداد عندما يحدثونك فينسون كلمة فيأتون بغيرها ظنا منهم انك ما تعرف شيئا فترد عليهم به. تاريخ الكويت لوحة فنية متكاملة الألوان رسمها أهل الكويت بعرق جبينهم وبروزوها بأنامل من ذهب وكانت قواعدها ثبات أقدامهم فوق ثرى الكويت.
تاريخ الكويت جعل منها درة في تاج العالم وأصبحت من خلاله مركزا للعمل الانساني، ومنح أميرنا المحبوب أغلى وسام في العالم من أعلى هيئة بالعالم تكريما لدوره ولدور أسلافه من حكام الكويت كقائد للعمل الانساني.
إخواني الأعزاء، الكويت تستحق الافضل وتستحق كل جهد طيب فلا يبخل أحد بأي مجهود لأجل الكويت وأهل الكويت.
حفظ الله سمو الأمير وحفظ الله سمو ولي عهده الامين..
حفظ الله الكويت وأهلها من كل شر وسوء.

الوسوم
إغلاق
إغلاق