مقالات وكتاب
الأحزاب دينية او لا دينية هي في النهاية تحالفات قبلية
بقلم: أوس يعقوب الغنيم
حزب قومي او ديني؛
القومية مرورا بالشيوعية والبعث وانتهاء بالدين والمذهبية وحتى التعصب الرياضي هي جميعها ابتكارات عربية نابعة عن موروث القبيلة، يتم تعزيزها بالادبيات العربية وثقافة الحماس، فكلما زاد اتباع تجمع ما ازدادت قوة القائمين عليه وارتفع كسبهم.
لا شك ان هذا الاسلوب الصحراوي لا يستقيم في العصر الحديث مهما تغيرت هيئة ولهجة كل تجمع اكان قوميا حزبيا دينيا الخ.. والملفت انه لا يكاد يخفت نجم حركة من تلك الحركات الا ويتخذ الناس حركة جديدة ظنا منهم انها الخلاص الحقيقي، وهكذا، انه أسلوب الصحراء عندما يشيخ ويضعف فارس من الفرسان الأقوياء تركوه واتبعوا غيره.
سلوكنا الصحراوي لا يستقيم اليوم؛ وذلك لانه بكل بساطة العالم تغير، ومسؤوليات المجتمع الدولي اتسعت الى حدود غير مسبوقة، لذلك نحن بحاجة الى الاهتمام بمراكز دراسات لعلم المجتمع، ودعمها للوصول الى تشخيص الوضع العربي وايجاد الحلول المتوافقة مع الامكانيات وان يكون اصحاب القرار جادين بذلك، وذلك قبل ان تخرج علينا موجات وتجمعات جديدة مثل عبدة الشيطان، او أكلة الخنفسان كما حدث في الغرب عند ظهور الهيبيز والبانكس، تلك التجمعات التي تنتشر بين البؤساء في بيئة اليأس، حينها سنفقد قيمتنا ونصبح تماما كالقبائل التي تعيش في ادغال افريقيا لكل تجمع كاهن، او ساحر، ونصبح عالة على المجتمع الدولي.