محليات
2716 مريضاً نفسياً جديداً في 2016
القبس/ كشف نائب مدير مركز الكويت للصحة النفسية د. نايف الحربي أن العيادات الخارجية بالمركز استقبلت 32 ألفا و81 مريضاً ومتردداً خلال العام الماضي، بينهم 7512 يعانون من فصام الشخصية، و4636 يعانون من مرض ثنائي القطب، و3724 مريض اكتئاب، علاوة على تسجيل 2716 اصابة جديدة بأمراض نفسية بالعام ذاته، حيث يتصدر مرض الفصام قائمة الأمراض التي تصيب المواطنين والمقيمين.
وأضاف الحربي في حوار مع القبس ان هناك مرضى يتلقون العلاج في مراكز طب العائلة، خاصة من يعانون الاكتئاب، وهو ما يجعل من الصعب اصدار احصائيه دقيقه لهذا المرض، الا انه وبشكل عام فإن معدلاته تتوافق مع نسبه الاصابة عالميا، قياسا بعدد سكان الكويت، وهو %30 من اجمالي السكان.
ولفت الى ان حالات الانتحار ترتبط ارتباطا وثيقا بالاكتئاب، كما ان الطواقم الطبية والهيئات التمريضية بالمركز تتعامل وفق برتوكول طبي معترف فيه عالميا، في حال وصول اي مريض بحال هيجان للمركز، بهدف السيطرة عليه واعطائه الادوية والمسكنات اللازمة، وفق توصيات الطبيب المشرف على الحالة.
ونوه الحربي الى ان لجوء أي شخص الى الاختصاصي النفسي قبل الطبيب، يساهم الى حد كبير في القضاء على ظاهرة العنف والطلاق، مؤكدا ان دخول طرف ثالث (محايد) في حل القضايا، يضمن تقديم المشورة السليمة والحيادية التي تنهي اي خلاف وتحد من المشاكل الاجتماعية التي تنتشر بالمجتمع.
وأشار الى أن المريض النفسي قد يتحمل المسؤوليه القانونية والجنائية في حال ارتكب اي مخالفة قانونية، كما ان مسؤوليته يتم تحديدها من خلال وحدة الطب الشرعي بالمركز، حيث تقوم لجان بفحص المريض وتحديد مدى ادراكه ومسؤوليته عن أفعاله، موضحا انه غالبا ما تكون هذه اللجان مشتركه مابين المركز وكلية الطب بجامعة الكويت. وفي ما يلي التفاصيل:
• كم عدد المترددين على العيادات الخارجية في مركز الكويت للصحة النفسية؟
ــــ في العام الماضي شهدت العيادات الخارجية والمكونة من 5 وحدات للطب النفسي العام، وعيادة لكبار السن وعيادات الاطفال والمراهقين وعيادة الطب الشرعي، توافد 32 الفاً و81 مريضاً يعانون من امراض عدة، بينهم 7512 حالة فصام شخصية، و4636 مرض ثنائي القطب، و3724 حالة اكتئاب، فضلا عن 2716 اصابة جديدة بامراض نفسية مختلفة في عام 2016.
• ما هي اكثر الامراض النفسية شيوعا في الكويت؟
ــــ من خلال تعاملنا مع الحالات المرضية التي يتم استقبالها في مركز الكويت للصحة النفسية يتبين لنا ان مرض فصام الشخصية هو الأعلى إصابة بالنسبة إلى المرضى، فهو عبارة عن اضطراب يصيب الحالة النفسية والعقلية الشديدة للإنسان ويظهر من خلال السلوك والفكر غير الطبيعيين للمصاب بالمرض، وأيضا بسبب مشاكل اجتماعيّة، كما يأتي مرض ثنائي القطب في المرتبة الثانية، حيث انه أحد الاضطرابات النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي، والتي تختلف عن الشعور بالابتهاج الطبيعي كونها تؤدي بالشخص لقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة في بعض الأحيان، فيما يحتل المرتبة الثالثة مرض الاكتئاب، وهو اعتلال عقلي يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفترات طويلة، مصاحبا بفقدان الحماس وعدم الاكتراث، كما يصادف المريض مشاعر من القلق والحزن والتشاؤم والذنب مع انعدام وجود هدف للحياة مما يجعل الفرد يفتقد الواقع ووجود هدف للحياة.
الاكتئاب والانتحار
• هل هناك علاقة بين إصابة اي مريض بالاكتئاب والاقدام على الانتحار؟
ــــ نعم، في حالات الاكتئاب الشديد قد تكون لدى المريض ميول انتحارية، خاصة انه في هذه المرحلة يكون غير مدرك لأفعاله وقد يقدم على الانتحار، وهو ما يعد من اهم اسباب دخول مرضى الاكتئاب للمركز، الا انه يجب الا يوصم المريض بأنه شخص غير صالح في حال اقدم على الانتحار، فهو يعتبر في هذه الحالة شخصاً غير مسؤول عما يفعل.
• يكثر الحديث عن ان مرضى الطب النفسي معفون من المسؤولية القانونية والجنائية في حال ارتكبوا أي جرم.. ما هو رأيكم؟
ــــ غير صحيح، فالمريض النفسي قد يتحمل المسؤولية القانونية والجنائية في حال ارتكب اي مخالفة قانونية، كما ان مسؤوليته يتم تحديدها من خلال وحدة الطب الشرعي بالمركز، وهناك لجان تقوم بفحص المريض وتحدد مدى إدراكه ومسؤوليته عن افعاله، وغالبا ما تكون هناك لجان مشتركة بين مركز الكويت للصحة النفسية وكلية الطب في جامعة الكويت، حيث يتم فحص أي شخص لا يوجد له ملف بالطب النفسي وتظهر النتيجة بأنه غير مسؤول عن تصرفاته، وقد يكون هناك مريض نفسي ويوجد له ملف بالمركز ويكون مسؤولا عنها، والعكس صحيح.
< هل تواجهون ضغوطا من اهالي المرضى لادخال مرضاهم الى المركز؟
ــــ المريض وحده هو من يقرر دخول المركز من عدمه، فاذا كان قد بلغ 21 عاما ومسؤولا عن تصرفاته، ولا يشكل خطرا على نفسه والمجتمع فهو من يحدد، اما اذا قرر طبيب الطوارئ أن المريض لا يستطيع أن يتخذ قراره بنفسه، فيتم ادخاله للجناح فورا، على ان يتم اخضاعه في اليوم التالي لفحص من قبل لجنة تقيّم حالته، وتحدد مدى مسؤوليته عن اتخاذ القرار، كما انه وفي حال قررت اللجنة ان المريض يستطيع اتخاذ قراره بنفسه فتكون له حريه تلقي العلاج او الخروج من المركز.
اعتداءات وإجراءات
• ما الإجراءات المتبعة في حال ترخيص الأطباء للمرضى بالخروج من أجنحة المركز؟
ــــ تتم مخاطبة ذوي المريض من قبل قسم الخدمة الاجتماعية في المركز لتسلم مريضهم، وقد يحدث رفض من قبل الأهل لتسلم المريض، وفي هذه الحالة تتم دراسة أسباب الرفض، على أن يتم تحويل المريض بعدها للخروج الإداري ويتم تسليمه لذويه من خلال العلاقات العامة بالمركز، وعن طريق مخفر المنطقة، حيث إنه لا يحق لنا أن نحجز حرية مريض قد استوفى جميع مراحل العلاج في المركز، ومن المفترض أن يمارس حياته بشكل طبيعي.
• هل هناك حالات اعتداء من قبل الممرضين على المرضى.. أو اعتداء من قبل المرضى على الكوادر الفنية؟
ــــ هناك مفهوم خاطئ لدى بعض المرضى وذويهم، حيث إنه في وضع ما قد يكون المريض بحالة تهيج، وهو ما يستوجب على طاقم التمريض التدخل حفاظاً على المريض نفسه وبقية المرضى، وقد يضطر حينها لاستعمال «الربط السريري»، وهو إجراء علمي ويوجد له برتوكول يحدد دواعي وطريقة استعماله، ومدة الربط ويكون تحت إشراف طبي، إلى حين أن يتم إعطاء المريض بعض الأدوية المهدئة. أما في حالة اعتداء المرضى على الكوادر الطبية، فهذا قدرنا بأن نتعامل مع مرضى قد يتسم بعضهم بالعنف.
وبوجهة نظري في أن الحلول الأمنية عن طريق توفير نقاط شرطة وغيرها لا تنفع، حيث إن الاعتداء قد يقع بلحظة، إلا أن الحل الأنسب هو التدريب على مهارات التعامل والتواصل مع هذه الفئات من المرضى.
• هل يصل المريض أحياناً إلى مرحلة الإدمان على أدوية الطب النفسي؟
ــــ لا أعتقد، فأدوية الطب النفسي لا تعتبر أدوية إدمان، خصوصاً إذا ما تم تناولها تحت إشراف طبي ولم يحدث فيها أي سوء بالاستخدام، إلا أنه ونظراً لطبيعة الأمراض النفسية وكونها مزمنة، كبقية الأمراض العضوية المزمنة، فإن المريض يكون بحاجة دائماً إلى تلك الأدوية، وعدم تجاهل مواعيد صرفها وتناولها.
وصمة المرض
• ما أبرز النشاطات التوعوية التي يقوم بها المركز؟
ــــ للأسف، لا يزال هناك عزوف عن مراجعة الطبيب النفسي والخوف من وصمة المرض النفسي، فيما يتحفظ بعض أهالي المرضى على المريض بالمنزل، ولا يقومون بعرضه على الطبيب النفسي إلا بعد تفاقم المرض وعدم استطاعة الأهل السيطرة على المريض، كما أن كثيراً من حالات العنف والمشاكل الاجتماعية، كالطلاق وغيره، من الممكن الحد منها لو تم اللجوء للاختصاصي النفسي والاجتماعي، فالمركز يقوم بعمل نشاطات توعوية ثابتة سنوياً خلال شهري أبريل وأكتوبر، حيث يجوب خلالها الاختصاصيون المولات والمدارس، خصوصاً المرحلة الثانوية، وبعض المؤسسات الحكومية، كما أنه ينفذ مشروع «تقبل» التوعوي برعاية من وكيل الوزارة.
• ما أبرز المشاريع المستقبلية؟
ــــ من مشاريعنا، إنشاء وحدة الرعاية النهارية التي تعنى بالمرضى خارج المركز، وتستقبلهم يوميا من الـ 9 صباحا الى 4 مساء، عدا يومي الجمعة والسبت، بهدف تنمية المهارات لدى المرضى، كمهارات التركيز واتخاذ القرارات الصائبة وضمان العيش بالحد الأدنى الطبيعي في المجتمع، فضلا عن متابعة حالتهم الصحية، كما ينفذ المركز خدمة الزيارات المنزلية لكبار السن، للوقوف على أوضاعهم الصحية، وتقديم الدعم اللازم لأهاليهم، من خلال فريق طبي كامل مكون من طبيب وأخصائي نفسي، وأخصائي اجتماعي، إضافة الى عزم المركز إنشاء جناح التقييم، والهدف منه استقبال الحالات التي لايستطيع طبيب الطوارئ الجزم بدخولها من عدمه، والحالات التي لا يتطلب مكوثها أكثر من 48 ساعة في المركز.
%30 مكتئبون!
لفت د.نايف الحربي الى ان معدلات الأمراض النفسيه محليا متقاربة مع ما يتم رصده على المستوى العالمي، ولم تطرأ عليها زيادة ملحوظة بالكويت، مبينا انه وبسبب التوعية الصحية وثقافة المجتمع فإن الامراض النفسيه ظهرت على السطح، كما ان نسبة الإصابة بمرض الاكتئاب تصل الى %30 من عموم السكان.
تمكين من الزواج
أكد د. نايف الحربي أنه ضد إدراج المرض النفسي ضمن فحوصات ماقبل الزواج، مشيرا الى ان المريض النفسي يجب ان يمارس حياته بشكل طبيعي وأن يتمكن من الزواج، الذي يعد حاضنة نفسية واجتماعيه له، كما انه لا يجب أن يكون المرض النفسي عائقا أمام الزواج والاختلاط بالمجتمع.