تكنولوجيا
“هجوم سوسة” يلقي بظلاله على السياحة في تونس
القى هجوم “سوسة”، شرقي تونس، أمس الأول الجمعة، الذي استهدف مصطافين وسياح أجانب، بظلاله على موسم السياحة، الذي يعد مورداً إقتصادياً هاماً، في البلاد.
وفي الوقت الذي لم تستفق فيه البلاد، من صدمة الهجوم على متحف باردو، في العاصمة تونس، في مارس الماضي، (أسفر عن مقتل 21 سائحاً)، جاء الهجوم الجديد، الذي نفذه التونسي “سيف الدين الرزوقي”، على شاطئ فندق “امبريال مرحبا” بمحافظة سوسة، مخلفًا مقتل 38 سائحًا من جنسيات مختلفة.
ويبدو من الهجومين السابقين، أن نوايا الفاعلين تتجه نحو “ضرب السياحة، والتنمية، والدولة”، بحسب تصريحات، مسؤولين تونسيين.
وبعد يوم واحد، من الهجوم، بدأ قطاع السياحة يعيش توابع الصدمة، حيث بدأ مطار النفيضة الحمامات الدولي، يستقبل حافلات تقل مئات السياح، الذين قطعوا عطلتهم الصيفية، وقرروا العودة إلى بلدانهم، في رحلات جوية متجهة إلى مانشستر، ولندن، وأمستردام، وبروكسل.
السائح البلجيكي، بيتر الاتي، وصف الهجوم بـ “الدموي”، بينما كان يحزم حقائبه في المطار، استعداداً لعودته إلى بلاده، واستطرد الاتي قائلاً للأناضول “أزور تونس منذ سنوات، لقضاء عطلة الصيف، لكني لم أتوقع يومًا أن يقع حادث كارثي بهذا الحجم، لقد عشنا لحظات عصيبة يصعب على المرء نسيانها، كان الجميع يشعر بالذعر، ويركض خوفًا من رصاص الإرهابي، لذلك من الأفضل أن أعود إلى بلدي”.
أما السائح الفرنسي، أودليك ديلان، فقال قبل مغادرته تونس، “أجبرنا الهجوم الذي استهدف السياح على العودة إلى بلداننا”، مضيفاً “من الخطر علينا البقاء هنا، رغم قناعتي بأن ما حدث سلوك فردي، والشعب التونسي طيب ومتسامح، هذا محزن أيضًا لتونس، ولكل الضحايا الذين سقطوا في هذا العمل الإجرامي”.
في المقابل، لا يرى السائح البلجيكي من أصول إيطالية، ماريني انتويو، مانعًا في العودة إلى تونس، التي يزورها سنويًا، وتابع قائلًا “قضيت ثلاثة أسابيع ممتعة جدًا في تونس، لكن ما حدث مؤلم جدًا”، معتبراً “أن العمل الإرهابي خسارة كبيرة لتونس”، داعيًا العالم “لدعم تونس، وإنقاذ موسمها السياحي”.
ويحمل معظم السياح الذين لقوا مصرعهم في الحادث الجنسيات البريطانية، والألمانية، والبلجيكية، وفق ما أعلنته السلطات التونسية، وتم تحديد هوية بعضهم، وجاري التعرف على هوية البقية.
من جانبهم، يسعى العاملون في قطاع السياحة، إلى طمأنة السياح قبل مغادرتهم تونس، وتقديم أفضل الخدمات لهم، في محاولة لثنيهم عن المغادرة، ومساعدة سلطات بلادهم في إنقاذ الموسم السياحي، بعد الضربة الثانية خلال ثلاثة أشهر.
بدوره قال، محمد وليد بن غشام، قائد مطار نفيضة الحمامات الدولي، في حديثه للأناضول”نعمل بالتنسيق مع السلطات المركزية على تسهيل الخدمات للسياح، وتقديم الإرشادات لهم، وطمأنتهم، فنجاح الموسم السياحي يهم كل التونسيين”، مبيناً “أنه تم برمجة حوالي 12 رحلة إضافية على متنها 1600 سائحًا، غادروا تونس في الساعات القليلة الماضية، عقب الهجوم الإرهابي”، مشيرًا أن الرقم “قابل للزيادة خاصة من قبل حاملي الجنسية البريطانية”.
كما لفت المسؤول إلى أن المئات من السياح رفضوا مغادرة تونس، وتمسكوا بالاستمرار في قضاء عطلهم، قائلًا، “هناك 4 طائرات قادمة من مطار مانشستر (بريطانيا)، عادت أدراجها دون سياح بعد أن رفضوا قطع إجازاتهم”.
من جانبه أشار، ياسين بن عامر، ممثل لوكالة سفريات ألمانية، أنه تم إلغاء نحو 30% من الحجوزات، معتبرًا ذلك “أمرًا طبيعيًا، نتيجة الصدمة التي تلقاها السياح، لكن ذلك لا يعني أن الموسم السياحي قد انتهى، فتونس وجهة محبذة للسياح الأوروبيين”، على حد قوله.
ويعد القطاع السياحي، أحد أعمدة الاقتصاد الذي تعول عليه الدولة التونسية، حيث يوفر 400 ألف فرصة عمل، ويمثل حوالي 7% من الناتج القومي .