مقالات وكتاب
التربية بين البيت و الانترنت
بقلم: أحمد عبدالعزيز الغريب
نسترجع الذاكرة من الماضي الجميل والذي كان يحمل في طياته الكثير من القيم و المبادئ التي ساهمت في بناء شخصيات من عاشوا ذاك الزمان .حيث نجد أن تراث الآباء الأخلاقي و التربوي ماهو الا عبارة عن كتب تربوية تمشي على الأرض فقد مارسوا تربية الأبناء وفق الفطرة السليمة والتي الان تدرس كنظريات في كتب علم النفس و الاجتماع واذكر منها كمثال وليس للحصر تكوين الأسرة الممتدة في البيئة الكويتية فنجد أن لجميع أفراد العائلة دور في التنشئة الاجتماعية ويجد الابن تدريب فوري في تعلم قيمة احترام الصغير للكبير و احترام الأبناء لرب الأسرة وغيرها الكثير..و تمتد التنشئة و تتعدى أسوار البيت إلى الجار و (الفريج ) و مصاحبة الأقران فالكل كان معروف للاسرة وتحت العين الفاحصة .
اما التحدي الان فنجده يتمثل في تلاشي دور الأسرة الممتدة وذلك بسبب التطور السريع في المجتمع و متطلبات الحياة و إيقاعها السريع وتعدى من يشارك في التربية و التنشئة إلى مئات الأشخاص الذين ليس لدى الأسرة عليهم سلطان، فنجد فضاء الانترنت زاخر بوسائل التواصل التي تتحدى الاسرة في تشكيل و تنشئة الأبناء، و تم فقد السيطرة، وخير دليل نجد أن الكثير من الجماعات الإرهابية تتعامل بحرفية مع وسائل التواصل الاجتماعي لبث السموم و الأفكار الهدامة.
من خلال ما تقدم يجب أن نعي قواعد التربية و التنشئة بشكلها الجديد و الحديث وأن نواكبها بشتى الطرق.
سمعت ان مؤتمرات تم عقدها لمناقشة تأثير الانترنت على جيل الشباب ولكن لم أر تعميم ما وصلت إليه هذه المؤتمرات من توصيات ليسترشد بها الآباء لمواجهة التحدي الجديد في تربية الأبناء.