مقالات وكتاب
مشاعر الكويتيين أولى وأحق
بالأمس مرت علينا الذكرى ال٢٥ لفاجعة العصر الحديث وهي غزو العراق للكويت ومحاولة طمسها من على خريطة الدول الحديثة. وفي كل عام، يحدث هذ الجدل العقيم حول تسمية هذا الغزو، فالاجهزة الإعلامية الرسمية تسميه “الغزو الصدامي”. .. فأيهما صحيح؟.
يعتبر الغزو العراقي على الكويت أكبر حدث يسجله التاريخ الحديث، فقبله وفي العصر الماضي وتحديدا في عام ١٩٣٩، اندلعت الحرب العالمية الثانية بغزو ألمانيا بقيادة هتلر لبولندا، وخلال ٣سنوات، استطاعت ألمانيا اجتياح كل دول القارة الأوروبا والوصول إلى مشارف بريطانيا وأجزاء كبيرة من دول أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي ، و حوالي ثلث مساحة روسيا. واستمرت هذه الهيمنة حتى عام 1945، عندما نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وسقوط الحكم النازي بقيادة هتلر. فلم نقرأ في تاريخ هذه دولة تنسب أو تطلق مصطلح “الغزو الهتلري” على ما قامت به ألمانيا، والتي هي الآن جزء مؤثر وفعال في الاتحاد الأوروبي.
في الكويت، وعلى مستوى الاعلام الرسمي للدولة،هناك محاولات منذ سنوات لتغيير الحقائق وإطلاق مسمى “الغزو الصدامي ” على غزو العراق للكويت!. وليس هذا على المستوى الإعلام الرسمي فحسب، بل تم هذا التغيير في المناهج الدراسية التي قد استخدمت نفس المصلطح ! وقد يكون ذلك لمراعاة مشاعر الشعب العراقي ومحاولة لرأب الصدع ولم الجراح، ومن يظن ذلك فهو بلا شك كمن يغطي الشمس بمنخل. ….
عاصرت فترة الغزو (لا اعادها الله ) بكل تفاصيلها المؤلمة والحزينة، وخلال تلك الفترةالقاتلة، كنت اتعامل مع كل أصناف العراقيين الذي نجست أقدامهم أرض الكويت الطاهرة، ولم أجد فيهم من كان مرغما على دخوله للكويت وممارسة القتل والتنكيل في شعبها… بل شعرت ان فيهم حقدا دفينا على الكويت واهلها، فالعدد التقريبي للعراقيين الذين كانوا متواجدين في الكويت يعادل ضعف الشعب الكويتي آنذاك، فما تبقى في الكويت من الصامدون لا يزيد عن النصف مليون، في حين كان هناك أكثر من مليون عراقي… والسؤال هنا هل كانوا جميعهم مرغمين؟ الإجابة وبكل وضوح ونقلا عن الواقع الذي عايتشه وعاصرته… كلا…نعم كلا ولا مجال لتغيير أجابتي. ..
أن كان هناك من يستحق أن يحافظ على مشاعره فهم الشعب الكويتي الذي صد الغزو العراقي ووقف اعزل يدافع عن نفسه أمام آله عسكرية تجهز على كل من يقف أمامها بالقتل وتطبيق اشنع أنواع التعذيب… وقد رأيت ذلك بعيني… أما العراق، فسيبقى مصدر قلق للكويت… فالغزو وجميع التهديدات السابقة كانت وستبقى عراقية…وإن تغيرت الوجوه والأسماء…
د. فوزي سلمان الخواري
@dr_alkhawari