مقالات وكتاب
مكانة الكويت دوليا.. فرصة الحكومة ومجلس الامة
د. بدر الشريعان*
وجود صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله و رعاه في مقدمة المشهد السياسي للوضع الإقليمي الراهن يؤكد على مكانة سموّه و مكانة الكويت في المنطقة ممّا يجعل الكل يفخر بهذه المكانة. هذا الوضع يجب ان ينعكس داخلياً على الحكومة و المجلس للعمل الجاد لتطوير القوانين و خلق بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية و زيادة الثقة داخلياً و خارجياً بأن الكويت هي المكان الملائم في الفترة القادمة لكي نحقق قفزة تنهض بالاقتصاد الوطني.
هنالك أعداد كبيرة من المواطنين في سن تحت 18 عام و يتوجّب ايجاد وظائف لهم خلال العشر سنوات القادمة واستمرار الحكومة بنهج البطالة المقنعة سيثقل كاهلها و لن تتمكن من دفع رواتبهم في خلال فترة ليست ببعيدة. لذلك يتطلب من الحكومة فتح فرص جديدة باستقطاب الصناعات المتطورة في مجالات الصناعات النفطية و الطاقة و التكنولوجيا و الاتصالات و غيرها. مشروع تطوير الجزر و ميناء مبارك فكرة ممتازة و يعتبر أحد الحلول الممكنة و لكنها تتطلب وقت و تشريعات لذلك علينا العمل بالتوازي لدعم مشاريع و فرص أخرى.
في الدول المتقدمة تعمل الحكومات من خلال فرق متخصصة لإنجاز المشاريع المهمة و لا يؤثر تغيير وزير أو مسؤول في سير هذه المشاريع. من الجانب الآخر لدينا في دولة المؤسسات فإن تغيير أي شخص مسؤول قد يغير الخطة بأكملها او أن استجواب لأي وزير في الحكومة قد يتسبب في شلّها بأكملها و تكون بعض القرارات ردود أفعال لإرضاء المجلس.
إجازة المجلس فرصة ذهبية لمجلس الوزراء و كل وزير على حدة لترتيب أوراقهم قبل بدأ دور الانعقاد القادم و دخول الوزراء في دوَّامة الجلسات و الاستجوابات والعمل البرلماني المرهق للوزراء. لذلك عليهم ترتيب أولوياتهم و تشكيل فرق متخصصة لإنجاز المشاريع المهمة لتواكب الواقع الحالي.
*وزير سابق واستاذ جامعي