مقالات وكتاب
خولة الحساوي … نهر من العطاء المتدفق
بقلم: عبدالرحمن المسفر
قليل من الناس من يعرف الوجه الاجتماعي الآخر من شخصية الفاضلة خولة مبارك الحساوي ، تلك المرأة الكويتية التي استطاعت بكفاءتها ووطنيتها أن ترسم صورة مشرقة لنساء ديرتها محليا وخارجيا ، ولا أدل على ذلك من دعوات التكريم والاحتفاء الموجهة إلى السيدة الخلوقة دائمة الابتسامة ( أم مبارك) حتى في أحلك الظروف وأشد النوائب .
خولة الحساوي تتلمذت على يدّي والدها جواد النفس وكريم اليدين الراحل مبارك الحساوي – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- حيث نهلت من ذلك الرجل العصامي خبرات ومعارف نادرة ، صقلت شخصيتها وجعلتها تواجه الحياة وتحدياتها برباطة جأش واتزان في الأفعال والأقوال إلى حد أنها تُعرض عمن أساء إليها ، وتصفح عن أحبتها إذا هم أخطأوا في حقها بقصد أو بجهالة ، فهي مثال للتسامح والصفح وعنوان للسلام والفضيلة .
منذ بضع سنوات عرفت أخت الرجال خولة الحساوي ، هذه الإنسانة التي تعيش في ثلاث دوائر لا تنفك عنها ، بل هي ما تشكل لها حياتها الحقيقية التي تتنفس من خلالها وترى جمال الدنيا عبرها ؛ الأولي وهي مجتمعها الصغير وأعني به أسرتها المكونة من أربعة أبناء وهم : مبارك وضاري ومحمد وفواز ، وهذا الأخير الصغير يجتاح قلب أمه حبا ويملأ وجودها بهجة وسعادة ، ويلقى من إخوته كل مشاعر الحنان والود واللطف والحميمية حتى صار يُطلق عليه بين أمه وإخوته ومن هو محيط بهم : ( فواز الحب).
أما الدائرة الثانية ، فهي تتعلق بالعمل الخاص للسيدة خولة الحساوي ، إذ في هذا المكان تتحول الأم الحنونة في منزلها وبين أبنائها إلى إمرأة أخرى جادة وحازمة وذات طابع رسمي ، تتعاطى مع موظفيها وسائر شؤونها وفق قواعد مهنية واعتبارات قائمة على مكافأة المنجزين والمبدعين وإعطاء كل ذي حق حقة ، فعادة ما يسود النهج المؤسسي في عمل ( أم مبارك) الخاص سواء ما يتعلق باقتناص الفرص العقارية والاستثمارية أو دراسة ما يُقدم إليها من عروض ومبادرات ومشاركات .
وتأتي الدائرة الثالثة والأخيرة للأستاذة خولة الحساوي لتتمم الدائرتين السابقتين ، وهي مزيج من حب الناس لها وحبها لهم ، حيث يتجسد ذلك في مظاهر متعددة من أبرزها:
١- تفاعلها مع الفعاليات والأنشطة الاجتماعية ورعايتها المادية والمعنوية الهادفة سواء أكان ذلك متصلا بالمبادرات الشبابية أو العلمية أو العامة.
٢- قيامها بأعمال البر والخير والأنشطة الإنسانية ، وتحرص ( أم مبارك ) في هذا الشأن أن تصل هذه المساعدات لمستحقيها من دون ضوضاء أو بهرجة أو استعراض ، فعسى الله أن يثيبها خيرا وافرا على نهر عطائها المتدفق بالإحسان
.٣- حبها لرياضة كرة القدم ، وعشقها لنادي النصر السعودي الذي أسفر عن تكريمها بمنحها عضو شرف لهذا الكيان المتميز ، نظير عطاءاتها ورعاياتها ومشاركاتها هي وأبنائها لهذا الصرح الكروي العملاق الذي أصبح جمهوره محبا لأم مبارك ، متواصلا معها ، ومتتبعا لأنشطتها وإنجازاتها وأخبارها .
خولة مبارك الحساوي نجحت كعنصر وطني نسوي في طبع بصمات واضحة لها ومآثر خالدة تنسب لشخصها في سجل العطاءات الكويتية التي تستحق الإشادة والتقدير والتكريم ، ولعل موقعها الأخير كعضو مجلس إدارة في بيت الزكاة الكويتي ، أثبت بما لا يدع مجالا للشك قدرة المرأة الكويتية على تولي المناصب القيادية وإحداث نقلات نوعية ، كما أضافت ( أم مبارك) في تلك المؤسسة الخيرية من قيم ومبادرات ومشاركات فعالة ومهمة على صعيد تعظيم العوائد الربحية لاستثمارات بيت الزكاة وزيادة أعداد المتبرعين وحجم التبرعات، فضلا عن تحسين أساليب الترويج الإعلامي والإعلاني لهذه المنظومة الخيرية، علاوة على الأخذ بيد الكفاءات فيها ومنحهم الحوافز والامتيازات وفقا لتميز جهودهم وفقا للوائح والأنظمة المعمول بها .
إن هذا الوطن الغالي ( كويت العز) يزخر بوجود قامات معطاءة بلا حدود ، كأمثال الفاضلة خولة الحساوي التي ضريت مثالا رائعا في الوطنية والإنجاز النوعي وتمثيل بلدها خير تمثيل في المحافل الدولية والمناسبات الاحتفالية المختلفة.