سياسة دولية
كيري: تسريع بيع الأسلحة ومزيد من التعاون والتدريب مع «الخليجي»
- وزير الخارجية الأميركية لدول الخليج: التطبيق الكامل للاتفاق النووي يرسّخ أمن المنطقة
- العطية: الاتفاق مع إيران كان أفضل خيار بين خيارات أخرى
شهدت العاصمة القطرية الدوحة أمس حراكا سياسيا لافتا هو الأوسع منذ توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى.
فقد استعرض امير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي آفاق العمل الخليجي المشترك تجاه عدد من القضايا الاقليمية والدولية، حسب ما اعلنت وكالة الانباء القطرية «قنا».
واستقبل الشيخ تميم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد خلال لقائه وزراء خارجية مجلس التعاون صباح أمس في الديوان الأميري بالدوحة وذلك قبل عقد الاجتماع الوزاري الخليجي – الأميركي مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري.
ثم عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الموسع الأول مع نظيرهم الأميركي جون كيري منذ الإعلان عن توقيع الاتفاق النووي، وهو كان بالطبع العنوان الرئيسي على طاولة المفاوضات التي عقدت في الدوحة أمس.
وقد اعتبر وزير الخارجية القطري خالد العطية أن هذا هو «أفضل المتوافر».
وقال في مؤتمر صحافي مع كيري عقب الاجتماع ان الاتفاق مع ايران «كان افضل خيار بين خيارات اخرى للتوصل الى حل لقضية البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار».
وخاطب الوزير الأميركي المخاوف الخليجية، واعلن ان واشنطن وافقت على تسريع بيع الأسلحة الى دول المجلس، معلنا عن مزيد من التعاون يشمل تبادل المعلومات المخابراتية وتدريب قوات خاصة.
وأكد انه اتفق مع نظرائه الخليجيين على أن التطبيق الكامل للاتفاق سيسهم في أمن المنطقة، وأضاف: ناقشنا أنظمة الدفاع الصاروخي ونقل السلاح.
وعقب الاجتماع الموسع، شهدت الدوحة أمس ايضا اجتماعا ثلاثيا ضم الى جانب كيري كلا من وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والروسي سيرغي لافروف وسط توقعات بأن يكون الاجتماع استثنائيا لجهة النتائج المتعلقة بأزمات المنطقة لاسيما الأزمة السورية.
وكان وزير خارجية قطر خالد العطية، قال ان التحديات غير المسبوقة التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط تستدعي من دول الخليج والولايات المتحدة بذل المزيد من الجهود لمواجهتها من اجل احلال السلم والامن والاستقرار العالمي.
واضاف العطية في كلمة القاها خلال افتتاح اعمال الاجتماع أمس انه يهدف الى تنفيذ الاهداف والغايات التي تحقق المصالح المشتركة التي رسمها قادة دول مجلس التعاون مع أميركا.
واوضح انه «انطلاقا من الاهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج فإن تحقيق الاستقرار فيها امر من الاهمية لدول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره»، مؤكدا موقف دول مجلس التعاون الثابت بتجنيب منطقة الخليج اي خطر او تهديد السلاح النووي مع الاقرار بحق دول المنطقة بإستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية في اطار القواعد الدولية في هذا الشأن.
واعرب عن تطلع دول المجلس الى ان يؤدي الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة (5 + 1) الى حفظ الامن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا اهمية التعاون مع ايران على اساس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية.
وقال العطية ان منطقة الشرق الاوسط تعاني آثار وانعكاسات اخفاق وتجميد عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والتي مضى عليها اكثر من ستة عقود، لم تفلح خلالها مختلف الجهود والمبادرات الاقليمية والدولية لانهاء الاحتلال،
ودعا الولايات المتحدة الى بذل جهد مضاعف للعودة بعملية السلام الى مسارها الشامل وانهاء الاحتلال وفق القرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية ووفق مبدأ حل الدولتين.
وعن اليمن اكد العطية حرص دول مجلس التعاون على وحدة اليمن وسلامة اراضيه واحترام سيادته ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسية وفق المبادئ الخليجية وآليتها التنفيذية.
وفيما يتعلق بالازمة السورية طالب وزير الخارجية القطري الاطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بتكثيف الجهود المشتركة لوقف العنف وحقن الدماء وتحقيق ارادة الشعب السوري في الوحدة والامن والاستقرار وفق قرارات مؤتمر جنيف 1.
وفي الشأن العراقي أكد العطية ان استقرار العراق يتطلب توافقا وطنيا عاما بمنأى عن اي تدخل خارجي او تفريق طائفي.
واوضح ان « العالم لايزال يواجهة تنامي ظاهرة الارهاب التي طالت مؤخرا بعض دولنا الخليجية الشقيقة والتي تهدف الى قتل الارواح البريئة وترويع الآمنيين وبث الفتنة»، مبينا ان «المستهدف هو امن العالم واستقراره، الامر الذي يتطلب منا المزيد من الجهود لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لوأد هذه الظاهرة والقضاء على اسبابها الحقيقية بوصفها خطرا يهدد الامن والاستقرار العالمي.
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون قد عقدوا امس الاول اجتماعا تنسيقيا تمهيدا لاجتماعهم المشترك مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري.
وسبق الاجتماع الموسع استقبال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الوزير الأميركي.
وقالت «قنا» ان كيري أطلع أمير قطر على تفاصيل الاتفاق النووي.
واعرب الشيخ تميم عن أمله بأن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى تجنب سباق التسلح فيها.
وفي ذات السياق، استقبل أمير قطر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وبحث معه سبل توحيد جهود المجتمع الدولي لايجاد الحلول للأزمات السورية والعراقية واليمنية والليبية.
وجرى التباحث بشأن التصدي لخطر الارهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.