إن أي جهد وطني يبذل فى اي عمل او موقف يصب بالنهاية لمصلحة الوطن، والكويت بلد الخير والانسانية، دائما سباقة وتزهو فى سنابل الخير فى كافة اصقاع الارض.. والشعور بالامتنان يحس به اي شخص يرى صورة او مشهدا لهذا العمل سواء كان وطنيا او انسانيا، بمختلف اشكاله أو ألوانه؛ وفى كثير من الاحيان نادرا ماتسجل بعض المواقف التي يمكن ان توصف بالمواقف التاريخية العظيمة كموقف التاجر الوطني الراحل خالد يوسف المرزوق ابان غزو العراق للكويت؛ وسيبقى هذا الموقف فى ذاكرة الوطن وحاضرا فى الأذهان الى ابعد مدى.. وهذا المقال ياتي كشاهد على مرحلة مرت فيها الكويت سواء الاحتلال او وباء كوفيد ١٩، والشواهد على ذلك حاضرة والكل يتذكر اول مبادرة وطنية اطلقها السيد فواز خالد المرزوق “الكويت تستاهل” فى بداية ظهور الجائحة من خلال تبرعه فى عشرة ملايين دولار، وسجلت هذه المبادرة موقفا عظيما واضاءة جميلة وراسخه فى تاريخ الكويت، وكان والده الراحل خالد يوسف المرزوق قد سبقه فى تبرعه بمائة مليون دولار للحكومة الكويتيه بالمهجر ابان الغزو العراقي عام ١٩٩٠ والسؤال هنا اين مواقف الاخرين من هذه المبادارت الوطنية؟! بالرغم من اعلان بعض الشركات التجارية المملوكة لبعض التجار على استحياء! وبعض المصارف بالتبرع لدعم اجراءات الحكومة فى مواجهة الجائحة، وان كانت هناك تبرعات مالية لم يعلن عن اصحابها واين ذهبت؟! لذلك الحكومة حتى هذه اللحظة لازالت تستنزف الاموال للحد من هذه الجائحة.. والمثير للدهشة ان بعض اصحاب رؤوس الاموال يتسابقون بل يتباهون فى دعم بعض اقتصاديات الدول حين تصيبها الكوارث، ولكن عندما تحتاجهم الكويت يتظاهرون بالهوان والتجاهل وقلة المال وتعرضهم للخسائر!!
ان الكويت تمر بظروف غير مسبوقة منذ انتشار الجائحة، وبنشاط اقتصادي تسببت الجائحة بتدني ارقامه ومستوياته، لذلك على بعض رجال الاعمال والتجار ان يمارسوا دورهم تجاه وطنهم ومجتمعهم فى التنمية المستدامة والإسهام فى دفع الاقتصاد، وان يحذوا حذو فواز خالد المرزوق فى خدمة بلده ودينه وشعبه، والوقوف الى جانبها فى اصعب المحن، وان يتعلموا شيئا من الإيثار والتضحية والوفاء والمرجلة.. واخيرا لانملك الا الدعاء بأن يحفظ الله الكويت اميرا وشعبا، وان يكتب العمر المديد والعيش الرغيد لأبي خالد واسرته ووالدته اطال الله فى عمرها، وان يبارك لها بأبنائها وبناتها واحفادها وان يغفر للعم خالد المرزوق، وان يكتب له منزلا مباركا مع الصديقين والشهداء والصالحين، وكما يقول الشاعر: يعطي العطا من كان ضاري بالعطا،، ويبقون الكبار … كبار.