شؤون دولية

في ظل تنافس عربي.. “الكواري” مرشح قطر لـ”يونسكو” في جولات مكوكية

يقوم مرشح قطر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(يونسكو)، حمد الكواري، بجولات مكوكية تعريفية في أرجاء العالم لدعم فرص فوزه بالمنصب الدولي الذي يشهد تنافسا عربيا.

رسميا، أعلنت قطر، في ديسمبر/ كانون أول 2015، ترشيح الكواري (69 عاما)، وزير الثقافة والإعلام السابق، لهذا المنصب، كما أقيم حفل في مارس/ آذار الماضي، بمقر “يونسكو”، في العاصمة الفرنسية باريس، للتأكيد على هذا الترشيح القطري لولاية من أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وسيصبح منصب المدير العام للمنظمة الدولية شاغرا في نوفمبر/ تشرين ثان المقبل، حيث تنتهي الولاية الثانية والأخيرة للمديرة العامة الحالية، البلغارية إيرينا بوكوفا، بينما يتم انتخاب خليفتها في أكتوبر/ تشرين أول المقبل.

والكواري هو المستشار الثقافي في الديوان الأميري القطري حاليا، وسبق له أن شغل مناصب دبلوماسية ودولية، أهمها منصب الممثل الدائم لقطر في “يونسكو”، والمندوب الدائم لقطر لدى منظمة الأمم المتحدة، فضلا عن منصب سفير مقيم في دول، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وسفير غير مقيم في اليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا والمكسيك وفنزويلا والبرازيل وكندا.

** دعم إقليمي ودولي

حول هذا الترشيح القطري قال الكاتب القطري المتخصص في المجال الثقافي، صالح غريب، إن “تقدم قطر للمنصب لاقى قبولا كبيرا لدى الساحة الثقافية والفنية في قطر ودول الخليج العربي، لما يتمتع به الكواري من مكانة ثقافية ودبلوماسية”.

غريب، وفي حديث للأناضول، رجح “أن تكون فرصة الكواري كبيرة، وهذا يمثل انعكاسا لمواقف قطر على المستويات السياسية والثقافية والرياضية، فضلا عما يمتلكه المرشح من خبرة كبيرة عبر تاريخه الدبلوماسي وتواجده على رأس وزارة الثقافة، وامتلاكه رؤية واضحة لتطوير يونسكو”.

وأعلن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في وقت سابق، دعمه للمرشح القطري، وأبلغ جامعة الدول العربية بأن الكواري هو مرشح دول المجلس، وهي: قطر، والسعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان.

كما يحظى المرشح القطري بدعم منظمة التعاون الإسلامي ودول عربية وإفريقية وأوربية، إضافة إلى دول في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية.

** تنافس عربي – عربي

وبشأن أبرز التحديات التي تواجه الكواري للفوز بهذا المنصب، أجاب الكاتب القطري: “وجود تنافس عربي – عربي، هذا يقلل من فرص الفوز لدى كل المرشحين العرب، وليس المرشح القطري فقط، فالتنافس يصبح عربيا – عربيا، وليس تنافسا عربيا مع آخر”.

ومضى غريب قائلا: “علينا كعرب أن نتفق ونقدم الأصلح أيا كانت دولته لينافس الآخر، وهنا تكون فرصة العرب أكبر في مثل هذه المناصب.. إن لم يحصل هذا سيكون هناك قلق من حصول عربي على منصب مدير عام يونسكو”.

وبخلاف المرشح القطري، رشحت مصر وزيرة الدولة السابقة للأسرة والسكان، مشيرة خطاب، ورشح لبنان فيرا خوري، المستشارة في السفارة اللبنانية بـ”سانتا لوتشيا”.

وأعلن وزير الثقافة اللبناني السابق، أستاذ العلوم السياسية، غسّان سلامة، ترشحه، لكن ليس باسم لبنان، ويحتاج ترشيحه إلى دولة عضوة في المنظمة تتبناه.

وسبق أن فاز بهذا المنصب مرشحون لم تدعمهم دولهم، منهم الإسباني فريديريكو مايور، الذي رشحته الأرجنتين.

فيما سحب مندوب اليمن الدائم لدى “يونسكو”، أحمد الصياد، وهو فرنسي من أصل يمني، ترشيحه، معلنا دعمه للمرشح القطري. ولم يعلن أي مرشح غير عربي عن نفسه حتى الآن.

وبدأت محاولات العرب لنيل منصب مدير عام “يونسكو” عام 1999، عندما ترشح مدير مكتبة الإسكندرية، المصري إسماعيل سراج الدين، والأديب والدبلوماسي السعودي، غازي القصيبي، فخسرا أمام الياباني كوشيرو ماتسورا.

وبعدها بعشر سنوات، ترشح وزير الثقافة المصري الأسبق، فاروق حسني، والدبلوماسي الجزائري، محمد بيجاوي، ففازت البلغارية إيرينا بوكوفا، لتصبح أول سيدة تقود هذه المنظمة.

** تحركات مكثفة

وفي ظل هذا التنافس، ولا سيما على المستوى العربي، يقوم المرشح القطري بجولات مكوكية حول العالم في دول عربية وإفريقية وأوروبية ولاتينية وآسيوية.

وزار الكواري السعودية وسلطنة عُمان وتونس وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا وأوكرانيا وألبانيا والنرويج وروسيا وباكستان وبنجلاديش ونيبال والصين والمكسيك والدومينيكان وأنتيغوا وبربودا ونيكاراجوا؛ وسانت كيتس ونيفيس.

واستقبل مسؤولون الكواري في العديد من الدول بينها: غانا وجنوب إفريقيا والمغرب وأوغندا وساحل العاج وتشاد والكاميرون.

ويحاول الكواري استثمار الدور الكبير الذي تلعبه قطر في دعم مجالات التربية والثقافة والعلوم، فهي من أبرز الدول الداعمة لأنشطة “يونسكو” حول العالم، حيث أطلقت برنامج “علم طفلا”، الذي وصل إلى 10 ملايين طفل في أكثر الأماكن احتياجا للتعليم.

وإضافة إلى مبادراتها العديدة لتوفير التعليم للفئات المحتاجة في العراق، قدمت الدوحة دعما مباشرا لـ”يونسكو” بقيمة 10 ملايين دولار لدعم التراث العالمي، وسبق وأن دعمت المنظمة في ثمانينيات القرن الماضي، حين تعرضت لأزمة مالية.

** 10% من الأصوات

ووفق الكاتب القطري، صالح غريب، فإن منصب مدير عام “يونسكو”، التي تأسست عام 1946، مهم للمنطقة، حيث شدد على أن “وجود عربي ومسلم في هذا المنصب سيكون في صالح الدول العربية والإسلامية؛ فالمنظمات الدولية بطبيعة الحال مقصرة تجاه العرب، بل هناك عدم اهتمام”.

ويحق لــ58 دولة، هي أعضاء المجلس التنفيذي لـ”يونسكو”، التصويت لاختيار المدير العام المقبل للمنظمة، بينها سبع دول عربية، هي: الجزائر والمغرب ولبنان وعمان والسودان وقطر ومصر.

وكان ممثل دولة الكويت استقال من موقعه في المجلس التنفيذي لـ”يونسكو” لصالح قطر، العام الماضي، بعد إعلان الدوحة رسميا ترشيح الكواري، لتحل قطر محل الكويت في عضوية المجلس.

وعادة ما يكون دور المجلس التنفيذي لـ”يونسكو” هو الاختيار بين المرشحين، بينما يترك لمؤتمر المنظمة قرار التعيين، إلا أنه لا يرفض ما يوصي به المجلس.

وإجمالا، لا تتجاوز الدول العربية 10% من إجمالي أعضاء المجلس التنفيذي لـ”يونسكو”، ومن ثم، ووفق أصوات عديدة لاسيما وسط المثقفين، يتعين على الدول العربية الاتفاق على مرشح واحد، ليزيد احتمال وصول أول عربي إلى هذا المنصب الدولي، وحتى لا يتكرر مع حدث في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عام 2016، حيث ساهم بقاء الترشيح البحريني والأردني حتى اللحظة الأخيرة في فوز السويسري، جياني إنفانتينو، بالمنصب.

المصدر: وكالة الأناضول


إغلاق
إغلاق