منوعات
كيف أصبح الإعصار هارفي بهذه القوة؟
بدأ الإعصار هارفي يجتاح سواحل تكساس حاملا معه رياحا تصل سرعتها إلى 215 كيلومترا في الساعة، ولذلك يصنف ضمن الفئة الرابعة على مقياس من خمس درجات مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إعلان حالة الطوارئ الطبيعية في الولاية، فكيف وصل الإعصار هارفي إلى هذه القوة؟
يقول الخبراء إن الإعصار استفاد من رقعة ذات مياه دافئة على غير المتوقع في خليج المكسيك، وذلك أن المياه الدافئة تغذي الأعاصير التي تتشكل عندما يمتص اضطراب بالجو، مثل عاصفة صغيرة، الهواء الرطب الدافئ فوق سطح المحيط نحو الغلاف الجوي السفلي، وعندما يصل هذا الهواء المحمل بالرطوبة إلى درجات حرارة أكثر برودة مع ارتفاعه في الغلاف الجوي فإن الماء يتكثف ليشكل السحب التي تبدأ بالدوران والنمو، ويغذيها مزيد من مياه المحيط الدافئة المتبخرة.
فمياه المحيط الدافئة تزيد قوة الأعاصير لأنها تزودها بمزيد من الحرارة وبالتالي بمزيد من الطاقة. وخليج المكسيك كان على غير المعتاد دافئا هذا العام، وفقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي جعل الإعصار هارفي بتلك القوة، وذلك أن ظاهرة أخرى بالمحيط تدعى الدوامة المركزية الدافئة (warm core eddy)، مسؤولة أيضا عن زيادة قوة هارفي، وفقا لأستاذ الأرصاد الجوية وعلم المحيطات في جامعة ميامي، نيك شاي.
إن تركيبة من درجات حرارة البحر الدافئة بنحو درجتين فهرنهايتين فوق المعدل والدوامة الدافئة كانت مسؤولة عن تصعيد قوة هارفي، وفقا لما ذكره مدير الأرصاد الجوية في شركة “ذي ويذر أندرغراوند” في رسالة بريد إلكتروني لموقع ذي فيرج المعني بشؤون التقنية.
وقد ساعد في ذلك أيضا أن سرعة واتجاه الرياح التي تدفع الإعصار لم تتغير كثيرا حين واصل الإعصار تسلقه الغلاف الجوي جاعلا دوامة الإعصار تحافظ على استقامتها وقوتها.
ويوضح شاي أن الدوامات الدافئة تتشكل عندما تلقي حافة تيار دافئ من المحيط تجري بين كوبا والمكسيك حلقة من مياه عميقة دافئة نحو خليج المكسيك، فتتحرك هذه الحلقات الدافئة من المياه ببطء من الشرق إلى الغرب، وعندما يتواجد إحداها في الخليج خلال موسم الأعاصير “تحدث المشاكل”، وذلك أن الدوامات المركزية الدافئة يمكن أن تكون بعمق 300 إلى 400 قدم، مما يوفر دفئا أكثر من كاف لتغذية الإعصار.
المصدر : مواقع إلكترونية