مقالات وكتاب

إضاءة المصابيح على إنجازات هند الصبيح

بقلم: عبدالرحمن المسفر

حصول الفاضلة هند الصبيح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية على وسام جوقة الشرف برتبة فارس من رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا أولاند لعطاءاتها النوعية هو بمثابة تكريم للكويت بأسرها ؛ حيث إن الوسام الممنوح للصبيح يؤكد على وجود كفاءات نسوية وطنية قادرة على تحقيق معادلة الجدارة والمهنية العاليتين في العمل القيادي.

كل من عمل أو اختلط بالسيدة هند الصبيح من المنصفين خلال محطات مشوارها في الأجهزة الحكومية لابد أن يخرج بانطباع راسخ تجاه أدائها مفاده : أن هذه المرأة تعمل بجد واجتهاد في ممارسة مسؤولياتها ، وأنها تتمتع بمناعة حديدية في مواجهة المحسوبيات واختراق القوانين والأنظمة أو الرضوخ لمختلف أشكال الابتزاز أو المساومات أو الترضيات على حساب المصلحة الوطنية والصالح العام ، ولذا فهي تدفع ثمن هذه الثوابت والقيم الأخلاقية والمهنية والوطنية ، وتحاول أن تقف متماسكة أمام طوفان المؤزمين وذوي الأجندات الخاصة وأصحاب الفوضى والصراخ من الذين أوجعتهم توجهات وقرارات الصبيح الإصلاحية وكذلك ملاحقتها للعابثين بالمال العام والفاسدين أينما وجدوا من دون هوادة أو تراجع .
بعض النواب الذين أزعجهم نهج الوزيرة هند الصبيح ثارت ثائرتهم حين تم تقليدها الوسام الفرنسي ، فمنهم من استبدل لغة النقد الموضوعي بالتهكم والاستهزاء ، ومنهم من طالب رئيس الحكومة بإقالتها…وعلى الرغم من عواصف التهديدات والتوعدات الموجهة للصبيح غير أن نائبا واحدا من هؤلاء لم يستطع إثبات تخاذلها عن القيام بمسؤولياتها خلافا للقوانين والأنظمة .
لو لم يكن من إنجازات الوزيرة هند الصبيح إلا تطبيق القانون على الجميع وإنصاف المظلوم أو مسلوب الحق بغض النظر عن توجهه وانتمائه ، فإن هذا يكفينا اعتزازا بوجود أمثالها في الجسم الحكومي .. أما إذا أردنا أن نُعدد أهم بصماتها ، فنجد أنها واجهت تجار الإقامات ، ووضعت حلولا للعمالة السائبة ، وأوقفت حنفية اللعب بالمساعدات الاجتماعية ، وأحكمت الرقابة على جمع وتوجيه التبرعات الخيرية ، فضلا عن محاربتها كافة أوجه الفساد في الجمعيات التعاونية ، إضافة إلى منع استغلال صالات المناسبات العامة لأغراض شخصية أو تكسبات سياسية وانتخابية ، وفِي الجهة المقابلة نرى عجلة التطوير لم تتوقف في عهدها ، فعلى سبيل المثال عملت الوزيرة هند الصبيح على فك التشابك في الاختصاصات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، واستحدثت هيئات مستقلة مثل القوى العاملة ،وأولت الميكنة اهتماما مضاعفا، وأشرفت على العديد من التشريعات الهادفة، ومن أبرزها القانون الخاص بتنظيم العمل الخيري إلى غير ذلك من التحديثات التي تستحق الإشادة والتقدير.
من المؤسف أن تكون معظم منطلقات حملة استهداف الوزيرة هند الصبيح سياسيا وإعلاميا ذات بواعث شخصانية ، لا تستند في غالبها إلى أدلة أو براهين أو مستندات ، وإنما كل ما يحدث هو محاولة إخضاع الصبيح إلى منطق الابتزاز والرضوخ وإبرام الصفقات وتمرير المعاملات المشبوهة.
أخيرا: يا أم أحمد … واجهي صراخهم بصمودك على الحق .

الوسوم
إغلاق
إغلاق