أخبارشؤون دولية
رئيس الأركان: سنردع كل ما يهدد أمن الكويت
- اميركا أقوى حليف لنا على مدار 32 عاماً وننسق لمواجهة التنظيمات المتطرفة
- تقليل عدد الملحقين العسكريين بالخارج قرار مرن يتفق مع رؤيتنا المستقبلية
- قواتنا جزء من القيادة العسكرية الموحّدة لمجلس التعاون في الحفاظ على أمن دوله
- مستعدون لحماية منظومة قواتنا المسلحة من الخطط السيبرانية للتنظيمات الإرهابية
أكد رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن خالد صالح الحمد الصباح أن القوات المسلحة ستردع بكل بسالة ما يهدد أمن واستقرار الكويت، مشددا على أن الكويت دولة داعمة للسلام وتحترم أعراف المجتمع الدولي وتسعى جاهدة إلى النهوض بالقانون والنظام الدوليين.
وقال رئيس الأركان، في حديث لمجلة «يونيباث» التابعة للقيادة المركزية الأميركية، إن تسليح الجيش يعد أولوية دائمة والاستثمار في التسليح ليس إلا ركنا واحدا من أركان المعادلة يدعمه صقل مهارات منتسبي الجيش وبناء قدراتهم في كافة الحالات.
وأوضح أن الجيش هو رأس الحربة في محاور الدفاع والأمن الكويتية إلى جانب وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الإطفاء، مبينا أن أميركا أقوى حليف لنا على مدار 32 عاما الماضية، حيث إن القيادة المركزية الأميركية تعد شريكنا المباشر في المنطقة ونتعاون في عدة تمارين عسكرية وفي التنسيق للقضاء على التنظيمات المتطرفة وهو هدف استراتيجي يتبناه الجانبان.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
حدثنا عن انطباعاتك حول المهمة الأساسية لمنصبك كرئيس للأركان.
٭ أقسمت منذ توليتي ضابطا في الجيش الكويتي على أن أكون وفيا لدولة الكويت وأن أحمي علمها وأحفظ استقلالها وسلامة أراضيها، فبفضل الله ورعايته والقيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الأمير القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ نواف الأحمد، وسيدي سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، سنردع ببسالة كل ما يهدد أمن بلادنا واستقرارها، فالكويت دولة داعمة للسلام تحترم أعراف المجتمع الدولي، وتسعى جاهدة للنهوض بالقانون والنظام الدوليين للحفاظ على السلام والرخاء في شتى بقاع الأرض، ومساهمتنا مستمرة، إيمانا منا بمبادئ المجتمع الدولي، وإدراكا منا أن العالم مآله إلى الفوضى من دون نظام دولي يحكمه.
ما الأهداف التي حرصت على تحقيقها خلال عامك الأول في منصب رئيس الأركان العامة للجيش؟
٭ كان العام الأول في هذا المنصب مليئاً بالتحديات إثر تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، إذ غيرت نمط حياتنا وطريقة تسيير الأمور التي اعتدنا عليها، فالجيش الكويتي هو السيف الرادع ضد التهديدات الداخلية والخارجية، لذلك علينا الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية القتالية، ونحن في الجيش الكويتي نحافظ على مستوى عال جدا من الجاهزية القتالية للوصول إلى أهدافنا وعلاوة على ذلك، يعتبر تسليح الجيش الكويتي أولوية دائمة، علما بأن الاستثمار في التسليح ليس إلا ركنا واحدا من أركان المعادلة، حيث إن صقل مهارات منتسبي الجيش الكويتي وبناء قدراتهم في كل المجالات هي على القدر نفسه من الأهمية، ولهذا السبب أعتقد أن التدريب والتمارين من أهم الركائز الأساسية والحيوية بالنسبة لنا للحفاظ على جاهزية الجيش الكويتي على الدوام.
وأخيراً، كانت توجيهات مجلس الوزراء الكويتي الموقر المتعلقة بترشيد الإنفاق مليئة بالتحديات، إذ كان علينا العمل بناء على تلك التوجيهات دون التأثير على تطوير جاهزية الجيش الكويتي واستمرارها، ودأبنا على تفادي العقبات والعمل على تحقيق أهدافنا العسكرية، ومن الإجراءات التي طبقها الجيش الكويتي تقليل عدد الملحقين العسكريين في الخارج من خمسة ضباط إلى ضابطين في بعض الحالات، وهذه المرونة تتوافق مع رؤيتنا المستقبلية.
كيف يتعاون الجيش الكويتي مع الأجهزة الأمنية الكويتية الأخرى؟
٭ الجيش الكويتي الباسل هو رأس الحربة في محاور منظومة الدفاع والأمن الكويتية إلى جانب وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الإطفاء العام، ولا غنى لأي فريق عن التعاون المشترك والاجتهاد والتفاني في العمل لتحقيق أهدافه المشتركة، ولهذا السبب نعمل معا بروح الفريق الواحد برفقة زملائنا في مختلف القطاعات الحكومية لردع أي تهديد يحاول زعزعة أمننا واستقرارنا، فضلا عن العمل كفريق واحد لتحديد التحديات الأمنية التي نواجهها والتصدي لها معا.
ما مدى أهمية الشراكات الدولية، لاسيما مع الجيش الأميركي؟
٭ تعتبر الولايات المتحدة الأميركية أقوى حليف لنا على مدار الـ 32 عاما الماضية، وقد بذلت جهودا كبيرة للمساهمة في أمن الكويت، وأتوجه لهم بخالص الشكر على ما قدموه، ولاسيما القيادة المركزية الأميركية التي تعد شريكنا المباشر في المنطقة.
ونشارك في عدة تمارين عسكرية على مختلف المستويات مع القيادة، ومثال على ذلك تمرين «حسم العقبان» الذي استضافه الجيش الكويتي في عامي 5102 و7102، بالإضافة إلى تمرين «حسم العقبان» 2202 الذي استضافته الولايات المتحدة الأميركية بمساهمات كبيرة من الجيش الكويتي، بالإضافة إلى التعاون مع القيادة المركزية الأميركية في برامج تبادل الخبراء المتخصصين، لما لها من فوائد جمة على كلا الجيشين وتعود على كلا الجانبين بالعلم والمعرفة في عدة مجالات، لضمان استخدامنا مفردات وصورة معركة موحدة في مجال العمليات، كما أن الجيش الكويتي والقيادة المركزية الأميركية عازمان من خلال التنسيق فيما بينهما على القضاء على التنظيمات المتطرفة في المنطقة وهو هدف راسخ يتبناه الجانبان.
كيف يسهم الجيش الكويتي في قوات الأمن الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي؟
٭ يسهم الجيش الكويتي مساهمة مباشرة في جميع القوات العسكرية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ نتشارك في التدريبات والتمارين المشتركة والقوات الموحدة لتنفيذ العمليات، وهي جزء لا يتجزأ من القيادة العسكرية الموحدة، التي تعتبر مؤخرا الذراع العسكرية للمجلس، حيث يتم التعاون مع حلفائنا في دول المجلس للحفاظ على أمن المنطقة، كما تشارك القوات المسلحة في الجيش الكويتي متمثلة بالقوة البرية والقوة الجوية والقوة البحرية وسلاح الدفاع الجوي باستمرار في التمارين المتبادلة مع جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى وجود مراكز عمليات خليجية مشتركة تعمل على مدار الساعة.
ما منهج الكويت لمنع التنظيمات المتطرفة العنيفة ودحرها؟
٭ تتعاون عدة وزارات في الحكومة لمحاربة الأفكار المتطرفة والقضاء عليها، إذ ترعى وزارة التربية برامج في المدارس لمحاربة هذه الأفكار، وترعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوات لإظهار المعنى الحقيقي لدين الإسلام الحنيف، وتقدم أيضا مراكز متخصصة بشأن ندوات تثقيفية وإعادة تأهيلهم لتسهيل عودتهم إلى المجتمع.
وفيما يتعلق بالجيش الكويتي، فنحن جاهزون على الدوام عند استدعائنا من خلال تبادل المعلومات الحيوية مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة والعمل بروح الفريق الواحد من أجل مكافحة هذه الآفة التي تفتك في المجتمعات، ألا وهو دحر هذه الأفكار المتطرفة سريعة الانتشار في أرجاء العالم، كما نطلق برامج تثقيفية تجريها فرق متنقلة من الضباط وضباط الصف والأفراد عبر زيارة الوحدات لمنع نشر التطرف والتجنيد على أيدي التنظيمات المتطرفة، وعلاوة على ذلك يعمل الجيش الكويتي باعتباره جزءا من التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على الحفاظ على الأخلاقيات التي يحث عليها ديننا الحنيف من خلال دعم قادة التحالف لدحر الإرهاب.
كيف يتكيف الجيش الكويتي مع التغيرات التي طرأت على طريقة خوض الحروب على مدار القرن المنصرم؟
٭ لقد شهدت الحروب تطورات متسارعة وتغيرات، بداية من نظام المعارك التقليدية النظامية (جيش نظامي مقابل جيش نظامي)، مرورا بالحروب غير النظامية التي تقاتل فيها الجيوش ضد الجماعات المسلحة والعصابات والميليشيات عن طريق المواجهات المسلحة المباشرة، وصولا إلى الحروب السيبرانية في الوقت الراهن، حيث بات بالإمكان قيام الحروب وخوضها دون إطلاق رصاصة واحدة، حتى أصبحت الحرب السيبرانية قضية حاسمة للجيش اليوم، والجيش الكويتي مسلح بأحدث التقنيات في هذا المجال، ونحرص على العمل بالتعاون مع مختلف القطاعات داخل حكومة الكويت مع مؤسسات الدولة وبمساندة حلفائنا في المنطقة للنهوض بقدراتنا وردع أي تهديد، كما أننا أنشأنا مديرية الحرب السيبرانية، وهذا سيجعلنا على أهبة الاستعداد لحماية المنظومة الخاصة بالجيش الكويتي من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تهرب من المواجهة المباشرة مع القوات المسلحة وتلجأ إلى العمليات والهجمات السيبرانية الإرهابية المدبرة ضد الحكومات والدول.
ما الدور الذي لعبه الجيش الكويتي خلال جائحة «كورونا» وكيف عدّل تدريباته وتمارينه؟
٭ لعب الجيش الكويتي دورا محوريا في مكافحة انتشار فيروس كورونا في دولة الكويت، فقد كان من القطاعات الحكومية التي قدمت الدعم المباشر لوزارة الصحة وزارة الداخلية والوزارات المعنية الأخرى، حيث سخر الجيش الكويتي كامل قدرته في العديد من المجالات، ومن أبرزها استخدام طائرات الشحن التابعة للقوة الجوية الكويتية لإجلاء المواطنين العالقين في أجزاء مختلفة من العالم وإعادتهم إلى الكويت، ونقل كميات كبيرة من اللوازم الطبية والوقاية واللقاحات، وقد قام الجيش الكويتي بإنشاء وحدات مجهزة للحجر الصحي الطبي ومستشفيات ميدانية، بالإضافة إلى الدعم الأمني في عزل بعض المناطق الموبوءة في ذلك الوقت للتصدي لانتشار الفيروس، وفتح مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة أبوابه لاستقبال المصابين لتقليل الضغط على المراكز الصحية.
وخلال انتشار الجائحة لم يتم إيقاف دورات الجيش الكويتي المنعقدة بل تم استئنافها عن طريق البيئة الافتراضية لاستكمالها عن طريق التعليم عن بُعد، وهذا ما شجعنا على عقد دورات تدريبية جديدة من دون توقف، والتي أثبتنا خلالها أننا قادرون على الحفاظ على الجاهزية القصوى في ظل التكيف مع الجائحة.
كيف سيسهم الجيش الكويتي في «رؤية الكويت 2035»؟
٭ للقوات المسلحة الكويتية دور حيوي لتنفيذ توجيهات صاحب السمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، بتحويل الكويت إلى مركز إقليمي مالي وتجاري وثقافي بحلول عام 2035، ويتمثل الدور الأساسي للجيش الكويتي في حماية الكويت وسيادتها وشعبها من التهديدات والتحديات، وهذه مهمة منوطة بكل من يعيش على أرض الكويت، ولا نألو جهدا في صون الوطن والحفاظ على استقراره والتعاون مع شركائنا حتى يتسنى لهم العمل في بيئة آمنة ومزدهرة تماشيا مع «رؤية الكويت 2035» التي آمن بها الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد.
المصدر : الانباء