مقالات وكتاب

وعي العباد بمصارع الاستبداد‬

‫”أي مجتمع يضحي بالحرية ليحقق الأمن يخسر كليهما الأمن والحرية” ‬
‫|بنيامين فرانكلين‬|

‫ لا تعي شعوب البلدان ذات الأنظمة الاستبدادية أن لها حقًا في التعبير عن الرأي وكرامة العيش ، فكلنا يعيش .. لكن تختلف حياتنا .. فهناك من يحيا بأمان لكن لا يشبعه قوت يومه ، وهناك من يأكل ويلعب مرفهًا لكنه لا يحق له أن يبدي رأيًا فيما يجري في بلاده ، وهناك من يحيا بلا كرامة وقد يكون وضعه أفضل بلا شك ممن يحيا بلا أمان .. ولكن لماذا لا يحياهما الإنسان جميعًا ؟!‬

‫ فكلما زاد وعي الشعوب بحقوقها ووواجباتها تجاه بلدانها .. كلما احتاجت أنظمتها السياسية إلى التطوير لتواكب هذا الوعي وتساير تقدم البلدان المتطورة ، فمن حق الشعوب أن تكون لها الكلمة في إدارة بلدانها والرقابه عليها والمساهمه في تطويرها ، فهو حق أصيل لايشك فيه إلا من تربى في مراعي الاستبداد وشرب من آسانه !‬

‫ فطريقة إدارة البلدان حق أصيل للشعوب .. وكذلك اختيار من يديرها .. وتفاصيل إدارتها .. واختيار من يراقبها .. في ظل قانون عادل يضمن عدم تجاوز أي فرد في هذه المنظومه على حقوق غيره أو تجاوز غيره على حقوقه .‬

‫ للشعوب الواعية حق الحياة في أكناف العدالة الإجتماعية الكاملة والسعادة والعزة والرفاهية دون المساس بثرواتها ومواردها وكراماتها ، فأركان الحياة الكريمة كثيرة وأهمها هي أن تحيا في ظل العدالة الكاملة الإجتماعية والمالية والقانونية وكلها جاء بها الدين ولا تخالفه ، بل إن بعضها من ضرورياته.‬

‫ إن الدول المتقدمة في أنظمتها السياسية تكون فيها حرية التعبير مكفولة فعليًا .. تحت نظام الفصل الكامل بين السلطات ، وكلما ارتقى النظام السياسي في بلد .. كلما ارتقت فيه وسائل التعبير عن الرأي وتنوعت .. فلا نخاف من الآراء ولا نقمعها بل نحاورها ، أما من ترعرع في ظل أنظمة قمعية فيرى في كل وسيلة تعبير مساسًا في النظام السياسي وفي كل مقال خروجًا وفي كل مظاهرة سلمية ثورة مدمرة !‬
‫علينا أن نقرر أمرًا هنا .. وهو أن كل أشكال الاستبداد مرفوضه .. سواء كان الاستبداد سياسيًا أم ماليًا أم دينيًا أم عرقيًا .. فالاستبداد أصل كل فساد والعدل أساس كل صلاح .. وسبب لاستمرار الدول ، ولكي يكون النظام السياسي ناجحًا فوجب أن يكون ذو تعددية سياسية ، ففن الحكم كما قيل يقتضي ألا تدع الرجال يهرمون في مواقعهم ، وأن يكون هناك تنافس فعلي حول تداول السلطة للوصول لأفضل فريق لإدارة البلدان وهو استفتاء ممتاز على آلياته شرط استتباب الشفافية. ‬

 

‫ ونختم بهذه المقوله:‬

‫في زمن الظلم والاستبداد ‬
‫الوصول للمجد والتميز هو مقاومة المستبد .. وفي زمن العدل الوصول للمجد والنجاح سهل متاح ( الكواكبي ).

إغلاق
إغلاق