أخبار
غزة في قلب «الأمة»
وافق مجلس الأمة في جلسته الخاصة، التي عقدها أمس، على 13 توصية لوقف الانتهاكات الصهيونية في غزة، ودعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
وأكدت التوصيات وحدة الصف الكويتي الرسمي والشعبي، ووحدة الجهود في دعم هذه القضية المركزية العادلة، مطالبة بملاحقة رئيس حكومة الكيان الصهيوني وقادة الكيان العسكريين والسياسيين كمجرمي حرب في المحافل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وبرلمانات العالم.
وأعلن رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون عن تكليف اللجان البرلمانية المتخصصة، مناقشة استعدادات الحكومة التي طرحها عدد من الوزراء خلال الجلسة السرية التي طلبتها الحكومة.
وقال السعدون عقب عودة الجلسة الخاصة بشأن الانتهاكات الصهيونية على غزة، إلى علنية: «إنه بعد أن تليت التوصيات بالجلسة العلنية تمت الموافقة عليها بالإجماع، مجلساً وحكومة».
وأضاف أن الحكومة طلبت بعد ذلك أن تبين مدى استعداداتها حول الموضوعات الحالية، وقد تحدث من الحكومة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الخارجية، وتحدث مجموعة من الأعضاء بعد ان استمعوا إلى استعدادات الحكومة.
وذكر السعدون «قرر المجلس في هذه الحالة متابعة استمرار هذا الأمر، بتكليف مختلف اللجان المتخصصة في المجلس والوزراء المتخصصين أن تستمر مناقشة ما طرح من قبل الحكومة عن استعداداتها في اللجان ثم تقدم هذه اللجان تقاريرها إلى مجلس الأمة».
حكوميا، قال وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، إن المشهد السائد في قطاع غزة يبعث على الكثير من الألم والغضب في قلوبنا جميعاً، مؤكداً أن دولة الكويت ستواصل إدانة الجرائم والممارسات الصهيونية في حق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي تعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وستواصل الثبات على موقفها التاريخي المبدئي الداعم للقضية والرافض للتطبيع.
وفيما يلي التفاصيل كاملة:
افتتح رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، أمس (الأربعاء)، الجلسة الخاصة لمناقشة الانتهاكات الصهيونية في غزة. وتلا وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله بياناً حكومياً.
وقال النائب مبارك الحجرف، خلال جلسة «الانتهاكات الصهيونية»: «نقدم تحية إجلال وعز ونصرة من الكويت الى أرض فلسطين المباركة على هذا الصمود، في ظل تفاوت الإمكانيات مع الكيان الصهيوني، الذي ينفذ مشروع إبادة جماعية». وقال النائب متعب عايد العنزي: «إن «موقف الكويت الرسمي والشعبي من أفضل المواقف تجاه ما يحدث في غزة، ونتساءل عن دور الدول الإسلامية والمنظمات العالمية تجاه المشاهد المؤلمة من قصف وعزل وتجويع لأهلنا في الأراضي المحتلة».
وقال النائب عبدالله الأنبعي خلال الجلسة: «نثمن صمود المقاومة الفلسطينية، ونستذكر أبطال المقاومة الكويتية خلال فترة الغزو الغاشم.. وندعو الحكومة الى المبادرة بنقل الجرحى الفلسطينيين الى الكويت لتلقي العلاج اللازم».
وقال النائب فهد بن جامع: «علينا كدول عربية وإسلامية دعم الشعب الفلسطيني باستخدام السلاح الاقتصادي من خلال المقاطعة الشعبية، وصولاً إلى قطع الإمدادات النفطية عن الدول الداعمة للكيان الصهيوني».
من جانبه، قال النائب د. عادل الدمخي، خلال الجلسة، إننا «نحن أمام إبادة جماعية ومجازر ضد الشعب الفلسطيني.. ودور وزارة الخارجية يعبّر عن الموقف الوطني الكويتي تجاه هذه القضية». وقال النائب حمد العليان إننا «مدينون لصمود أطفال ونساء ورجال غزة، ونشيد بالموقف الحكومي تجاه القضية، لكننا نملك أيضاً التلويح بإعادة النظر في استثماراتنا وإمدادات النفط للدول المتحالفة مع الكيان الصهيوني».
أما النائب د. عبدالكريم الكندري، فقال: «العالم أعيد رسمه من أجل التآمر على فلسطين، لكن غزة انتصرت لنفسها، والمنظمات الدولية والضمير الإنساني هما من انهزم في هذه المعركة».
وقال النائب أسامة الزيد خلال الجلسة: «نشاهد إبادة جماعية وسط صمت دولي مريب، وموقف الكويت تجاه هذه الأحداث مبعث فخر على كل المستويات».
وقال النائب شعيب شعبان: «لن يغفر التاريخ للمتصهينين الذين يلبسون لباس الخزي والعار، وهذه الحرب لا تستهدف شعباً أو أرضاً، بل تستهدف أمة وديناً وعقيدة».
أما النائب د. حسن جوهر فقال خلال الجلسة: «عبارات الاستهجان العربي تجاه القضية مستمرة منذ 60 عاماً، ولم تسفر عن شيء، وهناك ثروات عربية في الدول الغربية تتجاوز 5 تريليونات دولار يستخدمونها في إبادة الشعب الأعزل». وقال النائب ماجد المطيري إن «تخصيص جلسة للدفاع عن غزة أمر في غاية الأهمية، وأرجو من الحكومة استمرار دورها الفعّال للضغط دولياً، كما ادعو إلى فتح باب التبرعات لإغاثة الشعب الفلسطيني».
وقال النائب د. حمد المطر: «نجدد رفضنا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وندعو إلى وضع خطة استراتيجية لمواجهة هذا التوجه». وقال النائب فهد المسعود خلال الجلسة: «للكويت موقف مشرف تجاه القضية الفلسطينية منذ احتلالها، وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني ونصرة أهلنا في الأراضي المحتلة مطلب شرعي من منطلق أن المؤمنين إخوة».
وقال النائب أحمد لاري إن «الموازين انقلبت، وعلى العالم استيعاب ما أحدثه الأبطال في غزة، فأمام هذا التطور والآلة العسكرية الضخمة يقومون بهذا الهجوم المباغت الذي أذهل العالم».
وفيما يلي أبرز توصيات جلسة «الانتهاكات الصهيونية»:
• ملاحقة قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب بالمحافل الدولية
• تأسيس «مدينة الكويت الإنسانية» في غزة
• قيام الحكومة بلم شمل المعلمات والمعلمين الفلسطينيين بالكويت مع أهاليهم
• دعوة الحكومات والبرلمانات العربية والمسلمة لاتخاذ خطوات في كسر الحصار ورفض التطبيع
• إغلاق الأجواء الكويتية وأراضيها أمام أي استخدام في أية عملية ضد الفلسطينيين
• مطالبة الحكومة والقطاع الخاص وصناديق التنمية بإنشاء صندوق إعادة إعمار غزة
• دعوة الحكومات وغرف التجارة ورجال الأعمال لتفعيل المقاطعة للكيان الصهيوني
• ملاحقة أي حالات نشاز من التواصل مع الاحتلال تطبيقاً لمرسوم إعلان الحرب مع العصابات الصهيونية
• دعوة وزارة الصحة لترتيب استقبال المصابين خاصة من الأطفال والنساء في الكويت
• رفض كافة أشكال التطبيع وعدم التوقيع على أي بيانات مشتركة مع أي دولة صديقة تتضمن أياً من صور التطبيع
الجلسة سرية
أخلى رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون قاعة عبدالله السالم من الحضور بناء على طلب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عيسى الكندري تحويل الجلسة إلى سرية.
وزير الخارجية: الكويت متمسكة برفض التطبيع
أكد وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، أن الكويت متمسكة برفض التطبيع، مشيراً إلى أن «ما تقوم به قوات الاحتلال يمثل جريمة حرب».
وأضاف وزير الخارجية في كلمة له خلال جلسة مجلس الأمة الخاصة العلنية المخصصة لمناقشة الانتهاكات الصهيونية في غزة: «هناك ازدواجية معايير في التعامل مع القضية الفلسطينية، والكويت ستواصل رفض التطبيع وإدانة الجرائم في حق الشعب الفلسطيني».
الحجرف: هولوكوست جديد
من جانبه، قال النائب مبارك الحجرف: «نحيي أهل غزة العزة من الكويت، وما يقوم به اليهود هو إبادة جماعية وهولوكوست جديد، وما يحدث في القطاع جرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي».
نفاق الدول الغربية
وأكد النائب د. حسن جوهر أن هذا الشعب الفلسطيني حرك الحس الانساني لدى كل شعوب العالم، فبعد 60 سنة فإنه لا يزال هناك نفاقاً سياسياً من الدول الغربية.
وقال جوهر: «يجب أن نتكلم بمنطق القوة فنحن نعيش حالة من الضعف والذل ونحن لدينا ترسانة عسكرية عربية تتجاوز 5 ترليون دولار ولم تنطلق منها رصاصة واحدة».
وأضاف: «لو العالم العربي والاسلامي لو يعلنون وقف تصدير النفط للعالم الغربي لوجدتهم يركعون أمامك لحل هذه القضية».
غزة انتصرت لنفسها
بدوره، قال النائب عبدالكريم الكندري: «نحن لا ننتصر لـ غزة اليوم.. فغزة انتصرت لنفسها.. والذي انهزم في هذه المعركة هو القانون الذي كنت أدرسه في يوم من الأيام والمنظمات الدولية التي نتشدق بها والضمير الإنساني».
وأضاف: «العالم بالكامل أعيد رسمه من أجل التآمر على الفلسطينيين وجميعنا خذلناهم.. جميعنا تخفينا كلمة أضعف الإيمان ونحن من استغل ضعف الإيمان للهروب من مناصرة الحق».
تحية عزة واعتزاز
من جانبه، قال النائب مرزوق الغانم خلال جلسة «الانتهاكات الصهيونية»: تحية عزة واعتزاز وإكبار وإجلال للصمود البطولي في غزة».
وأضاف الغانم: «نشعر بالخجل لتقصيرنا تجاههم فنحن نستطيع ان نفعل الكثير».
وتابع قائلا: «من يسوق أن ما حدث بسبب 7 أكتوبر غير منصف.. لا يجوز لنا أن نقيم فعل على الفاعل وأن نصنف المقاومة بحسب هويتها».
وفيما أشاد بالموقف الكويت الرسمي والشعبي والنيابي، قال الغانم: «الشيخ صباح رحمة الله عليه عندما مورست عليه ضغوط لكي تطبع الكويت.. قال لي «بلغت من العمر عتيا ولا أريد أن اقابل ربي وأنا مطبع مع الكيان الصهيوني».
وأجمع نواب مجلس الأمة على إدانة وشجب ممارسات العدوان الصهيوني المحتل على قطاع غزة منذ أسابيع والذي ارتقى على إثره آلاف الشهداء والمصابين أغلبهم من الأطفال والنساء المدنيين.
وجدد النواب في مداخلات متفرقة خلال جلسة مجلس الأمة الخاصة لمناقشة انتهاكات الاحتلال على قطاع غزة اليوم الأربعاء رفضهم لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني واستمرار دعم الأشقاء الفلسطينيين لنصرتهم على الاحتلال الغاصب.
وأشادوا بموقف الكويت الرسمي الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية والذي يعبر عن الموقف الشعبي تجاه ما يمارسه الاحتلال من إبادة جماعية ومجازر ضد الشعب الفلسطيني مطالبين الجهات الحكومية بمواصلة الدعم الإنساني لغزة.
إلى ذلك، استنكر النواب الصمت الأممي الذي كشف تناقضات الدول الغربية وانقلابها على مبادئ حقوق الإنسان وسقوط اتفاقيات الأمم المتحدة التي ادعت تطبيق العدالة ونصرة المظلوم.
وأكد النواب أهمية المبادرة والتنسيق لإطلاق حملات دولية لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف اطلاق النار والسماح بدخول الإغاثات الإنسانية لقطاع الغزة.
وثمنوا صمود أطفال ونساء ورجال غزة رغم تفاوت الامكانيات مع الكيان الصهيوني الذي ينفذ أبشع أشكال المجازر ضد الأشقاء في فلسطين.
وقال رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون إن الحكومة طلبت أن تبين مدى استعداداتها حول الأوضاع الحالية وتحدث من الحكومة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع و كذلك وزير الخارجية وتحدث مجموعة من الأعضاء بعد أن استمعوا إلى استعدادات الحكومة قرر المجلس باستمرار متابعة هذا الوضع، بتكليف مختلف اللجان المتخصصة في المجلس والوزراء المختصين بأن تستمر مناقشة ما طرح من قبل الحكومة عن استعداداتها في اللجان
وأضاف السعدون أن هذه اللجان ستقدم تقاريرها إلى مجلس الأمة متى ما رأت ضرورة في ذلك.