مقالات وكتاب
طرق خالية من الألغام
بقلم: م. مهدي الدخيل
لا يكاد يخلو طريق او جادة من أقصى البلاد الى اقصاها الا وقد زرعت بالمطبات.. ويكاد يخيل لمن يغفل عنها انها تتكاثر تلقائيا.. فتباغتك بسوادها كاللغم قاذفة بمركبتك عاليا لتهبط وقد اصابك من الم الظهر او الرقبة ما اصابك وانت تبحث عن عقالك لتعيد بعض الهندام الذي بهذلته المفاجأة.. بل حتى مضامير المشي حول المناطق السكنية لم تنجو من تلك المعوقات.. ان المواطن هو من جلب على نفسه التعامل مع تلك التلال الاسفلتية جيئة وذهابا على مدار الساعة كعقوبة لعدم التزامه باصول القيادة وقواعد وقوانين المرور، تلك حجة الحكومة.. والواقع هو ان الحكومة هي وحدها المسئولة والملامة اولا وأخيرا.. فهي من قصر جل التقصير في توعية وإرشاد مستخدمي الطريق، واستسهلت فرض القانون بفرش الطرق بالكتل الاسفلتية بدلا من تسخير ما أوتيت من إمكانات وموارد لتثقيف العامة وغرس أهمية الالتزام بقوانين المرور وعواقب مخالفتها..
من النوادر ان تشاهد المطبات في الدول المحترمة، وقد لا يكون لها اسم متداول لعدم وجودها أصلا في طرقهم.
على الحكومة ان تأخذ بزمام المبادرة وتبدأ بخطوات جادة تنحو بالمجتمع منحى المحترمين ولتعمل على محورين متوازيين التثقيف وازالة المطبات تدريجيا حتى تكون المطبات ذكرى للتندر لا نراها مستقبلا الا في متاحف المرور.