مقالات وكتاب
خلهم يعيدون مع عيالهم

بقلم: د. عصام عبداللطيف الفليج
يتعرض الكثير من الناس لدخول السجن لأسباب مالية، ولكن دون وجود نية النصب والاحتيال والسرقة والاختلاس.. وغير ذلك، فهم إما مدينون لآخرين لأسباب معيشية «ضعف الدخل»، وإما مغرر بهم لكفالة مالية، أو تعرضهم للنصب والاحتيال، وجميعها لا يعفي القانون صاحبها من تحمل المسؤولية.
ولو وضع كل شخص نفسه مكان هؤلاء، لبكى كمدا من القهر، لأنه سجن فيما ليس له نية سوء، أو قصد خداع. وقد تعوذ نبينا محمد ﷺ من قهر الرجال.
وكان الناس في السابق يتفازعون لإغاثة الملهوف ومساعدة المدين ودفع الديات بطرق عدة، إما من خلال شيوخ القبائل وكبار العوائل، أو من خلال فزعات الأقارب والأصدقاء والديوانيات، أو من خلال ما يسمى جمعيات الموظفين، وهي مبلغ يدفعه كل موظف شهريا، ويتم توزيعه بالقرعة على الموظفين شهريا.
واليوم تطور الحال، فأصبحت هناك جمعيات ومؤسسات خيرية تقوم بهذا الدور نيابة عن المتبرعين بشكل احترافي، فتقوم بدراسة حالات المدينين «غير المتلاعبين» بالتنسيق مع إدارة تنفيذ الأحكام وإدارة السجون، فمن لا يمكن خروجه لمبالغ طائلة، تتم كفالة أسرة المسجون ممن لا ترعاهم الدولة، أما من يمكن خروجه بمبالغ معقولة، أو عليهم ضبط وإحضار، فتبدأ المفاوضات مع الدائن لتخفيض الدين، مقابل سداد جزء منه، والسداد عنهم، وقد نجحت محاولات عديدة في هذا الشأن.
ويقوم بيت الزكاة وجمعية التكافل لرعاية المسجونين بدور طيب في هذا المجال، من رعاية وكفالة أسر المسجونين، والسعي للإفراج عن المعسرين والمغرر بهم، ومن عليهم ضبط وإحضار، من خلال أهل الخير.
وتحت عنوان «خلوهم يعيدون معانا»، قامت «جمعية التكافل لرعاية السجناء» بحملة ترويجية منذ بداية شهر شعبان حتى نهاية شهر رمضان الماضي، نتج عنها مساعدة 278 حالة من الرجال والنساء السجناء، ومن عليهم ضبط وإحضار، بمبلغ 232 ألف دينار. فجزى الله خيرا كل من ساهم من المتبرعين الكرام أصحاب الأيادي البيضاء.
وفي هذه الأيام المباركة من العشر الأول من ذي الحجة، فرصة كبيرة للمشاركة في حملة جديدة لهذه الفئة المغلوب على أمرها، حتى يعيدون مع أهلهم أيضا، من خلال «جمعية التكافل لرعاية السجناء».
> > >
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ، قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه».