تاريخ
26 عاما على عودة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى أرض الوطن إثر التحرير
(كونا) — في يوم الخميس 14 مارس عام 1991 كان الكويتيون على موعد مع يوم تاريخي مازال محفورا في ذاكرتهم ووجدانهم بعودة رمز الشرعية أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله إلى أرض الوطن بعد غياب استمر أكثر من سبعة أشهر إثر تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
وشهد الكويتيون والعالم أجمع في ذلك اليوم قبل 26 عاما لحظات تاريخية حينما خرج الأمير الراحل من باب الطائرة التابعة للخطوط الجوية الكويتية فور توقفها على أرض مطار الكويت الدولي رافعا يديه بالدعاء والشكر ثم ساجدا لله عز وجل بعد أن وطأت قدماه أرض الوطن على عودة البلاد حرة مستقلة.
وحينها كان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (الأمير الوالد) الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله في مقدمة مستقبلي الأمير الراحل وغصت شوارع الكويت رغم جراحها بآلاف المواطنين والمقيمين وسط احتفالات شعبية وهم يرفعون أعلام الكويت وصور الأمير الراحل وولي عهده طيب الله ثراهما ابتهاجا بعودة الشرعية للبلاد.
وعن تلك الرحلة التاريخية أفاد قائد الطائرة التي أقلت الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله إلى أرض الوطن الكابتن فلاح الشمري بأنه علم بتكليفه بقيادة هذه الرحلة المهمة قبل يومين من إقلاعها “وقد صاحب سعادتي فخر كبير بأن أكون جزءا من رحلة تعد تتويجا للتحرير”.
وقال الشمري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إنه كان من المخطط أن تقلع الطائرة (بوبيان) من مطار مدينة الطائف لكن بسبب ارتباط الأمير الراحل بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراهما تم تغيير مطار الإقلاع إلى مطار قاعدة الملك خالد الجوية في منطقة حفر الباطن.
وأضاف أنه “بدخول الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد للطائرة (بوبيان) قمنا في بداية الرحلة بالترحيب به رحمه الله وباركنا له تحرير دولة الكويت وعودة الشرعية وتم إعطاؤه موجزا عن خط سير الرحلة وحالة الطقس”.
ولفت إلى أن الرحلة كانت قصيرة بحكم قرب منطقة حفر الباطن من مطار دولة الكويت اذ لم تستغرق اكثر من 25 دقيقة وكان الطقس جيدا لكن الأجواء في الكويت كانت سيئة بسبب الدخان الكثيف جراء قيام الجيش العراقي بحرق الآبار النفطية مما تسبب في بعض الخلل بالطائرة خلال الرحلة لكن بحمد من الله تم التعامل معها بشكل سريع.
وأوضح أنه على الرغم من قصر مدة الرحلة “لكننا واجهنا عددا من الصعوبات الحقيقية منها الدخان الكثيف إضافة إلى أن مطار الكويت كان يعاني تدميرا كبيرا في منشآته بسبب العدوان العراقي إلا أن التحدي في نجاح هذه الرحلة كان كبيرا”.
وذكر أنه “بهذه المناسبة لا نملك إلا أن نحمد الله تعالى على نعمة التحرير ونسأله سبحانه أن يتغمد شهداء الكويت في جنات النعيم” موجها نصيحة لمن لم يعاصر الغزو والاحتلال من الشباب بأن الوطن ليس له بديل والوحدة بين أبناء الشعب الكويتي أيام الاحتلال هي مثل يجب الاحتذاء به.