مقالات وكتاب
صحة وعافية..
بقلم: م. مهدي الدخيل
تحول المتقاعدين بين ليلة وضحاها الى سلعة يتنافس على استقطابها العيادات والمستشفيات الخاصة، فقد اصبح حملة كرت عافية فرصة ثمينة لتحقيق الربح السهل (Easy Money) فقلّما يخرج زبون عافية من العيادة الخاصة دون المرور خلال احد أجهزة الأشعة المكلفة، او الخضوع لفحوصات لا علاقة لبعضها بشكواه، أو سحب عدة عينات لعمل تشكيلة منوعة من التحاليل اللازمة وغير اللازمة، وتحميله عند المغادرة بكيس من الحجم الكبير مليء بأنواع الأدوية والمكملات الغذائية والمقويات، والاهم بالطبع التوصية بضرورة المراجعة لمتابعة “الحالة”.
ان تطبيق هذا النوع من التأمين يستدعي منظومة محكمة من الرقابة والمتابعة الحكومية من قبل خبراء في الطب والصيدلة والمحاسبة لضمان عدم التلاعب وكبح الاندفاع لتحقيق الربح السريع على حساب صحة المؤمن عليهم فالمبالغة في التعرض للأشعة او الإفراط في تناول الأدوية والمكملات والمقويات قد يكون لها مردود عكسي لا تحمد عقباه.. فأين وزارة الصحة مما يجري؟
أتمنى ان يكون الهدف من “عافية” هو تنشيط القطاع الصحي الخاص “رغم تواضع إمكاناته” وليس تنفيعه على ظهر من سبقونا بالتقاعد.