مقالات وكتاب

ترقص وتعشق.. والنتيجة..

بقلم: د. عصام اللفليج

 

– ترتبط مع عشيق آخر، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣن ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻏﺼﺒﺎً عليها.. مظلومة.
– ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻷﻥ ﺃﻣﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ.. مسكينة.
– ترقص بسبب الفقر.. وعليّة.
– ﺗﺨﻮﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻣﻨﻬﺎ.. خنت حيلي.
– ﺗﻌﺼﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﻭﺗﻬﺮﺏ ﻣﻊ ﻋﺸﻴﻘﻬﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.. معشوقة.
– ﺗﺨﺘﻠﻲ ﺑﺤﺒﻴﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺗﺴﻠﻤﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺜﻖ به.. ما تعرف الدنيا.
– عق أباه ﻷنه أهمله ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ.. هذا ما جنته يداه.
– يعلقون بإعجاب على علاقة ابنتهم مع خطيبها الذين يخرجون كل يوم، ويفعلون كل شيء دون رادع.
– يمارس النصب والاحتيال.. لأن المال السايب يعلم ولاد الحلال السرقة.
– يتعاطى المخدرات بسبب حياته الكئيبة.. كله من المجتمع.
– تتعرض أمام الرجال بكل زينتها، لعل أحداً يتزوجها.. طموحة.
– يقتل من ظلمه عندما كان صغيراً.. ما ينلام.
ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ والمواقف والأحداث وغيرها ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ الأفلام وﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ العالمية والعربية والخليجية، فيتعاطف المشاهد مع المواقف المؤلمة، ويجد المبرﺭﺍﺕ لها، وﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ.
وما روبن هود والفرسان الثلاثة وفرسان المعبد عنا ببعيد، وفيروز الصغيرة، وأنور وجدي.. إلا نماذج واقعية.
وكل ذلك يتم بهدف معلن؛ وهو توعية المجتمع بمخاطر تلك السلبيات، لكنها في الحقيقة تعمل (أو تعمد) إلى أن يألف المشاهد ذلك كله، فيختلط الحلاﻝ باﻟﺤﺮﺍﻡ، حتى لا يتم إنكار الخطأ مهما كان، لأن المجتمع هو السبب، والواقع مختلف، والنَّاس تتغير وتتطور، ويوصم الناصح بالرجعية، والمُنْكِر بالمتخلف.
حتى إذا وقع الفأس بالرأس، جاؤوك يشتكون.. أين المفر؟! من المنقذ؟!!
ولعلنا نعرف العديد من المتنطعين بالحرية المفتوحة باسم الثقة، ومهاجمي الناصحين، والساخرين منهم؛ وقد ابتلوا بأبنائهم وبناتهم بما لا يسر، فيبلعون لسانهم، تملؤهم الحسرة والندم، حيث لا ينفع ندم.
لذا.. ﻓﻼ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺗﻀﻴﻊ ﺍﻷﺧﻼﻕ؛ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ الأفلام والمسلسلات تبث ﺴﻤﻮمها ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻟﻴﺘﻌﺎﻃﺎﻫﺎ النساء والفتيات والشباب، ﻓﺘﺼﻴﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ، فسيفشل المجتمع وينهار.
ولعلنا نستذكر هنا “الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا”، إذاً هناك من يريد أن تشيع الفاحشة في المجتمع الآمن، وقال تعالى: “ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥ ﻳَﺘُﻮﺏَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ، ﻭَﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﺸَّﻬَﻮَﺍﺕِ ﺃَﻥ ﺗَﻤِﻴﻠُﻮﺍ ميلاً ﻋَﻈِﻴﻤاً”، فهل نختار التوبة إلى الله، أم الميل واتباع الشهوات؟!!
انها مسؤولية الأسرة والمجتمع بالدرجة الأولى، ومسؤولية الدولة بالدرجة الثانية، في مؤسسات التربية والإعلام والأوقاف، “ألا فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته”.

الوسوم

تعليق واحد

  1. صح الله لسانك ونفع بك عزيزي الدكتور عصام
    ابا عبدالله حفظكم الله
    كلام في صميم الواقع العربي

إغلاق
إغلاق