مقالات وكتاب
الأرقام لغة القرن
بقلم: محمد عبدالله الغانم
في الماضي البعيد كان الأمّي هو من لا يعرف القراءة والكتابة، وكانت الدول تتفاخر بعدد المدارس والجامعات والمتعلمين وانخفاض نسبة الأمّية .
وفي الحاضر القريب اصبحت الأمّية في الجهل باستخدام الحاسب الآلي والتكنولوجيا، واصبحت الدول تقيس عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية كدليل على تطور شعوبها.
أما الأمّية القادمة في المستقبل القريب فستكون في الجهل بعلوم الإحصاء وتحليل البيانات وتوظيفها في التخطيط، وهذه البيانات أصبحت تجمع في كل وقت ولكل شيء .
ولك ان تتخيل انه ومن خلال بياناتك العادية من على الشبكة العنكبوتية مثل مشترياتك، والمواقع الألكترونية التي تتردد عليها، وحتى الكلمات التي تستخدمها في محركات البحث عبر الأنترنت، فان اي محلل للبيانات يستطيع ان يستخرج من هذه البيانات معلومات خاصة حول عاداتك وانماطك السلوكية قد لا تتخيلها، وان هذه المعلومات قد تصبح ذات قيمة عاليه جدا لمن يعرف كيف يستفيد من تحليلها، لكي يستخرج انماطاً متكررة وحتى التنبأ بسلوكيات الافراد الخاصة وذلك لإتخاذ قرارات من شأنها تحديد الخطط المستقبلية.
والآن هل نحن كدولة مدركون هذا المبدأ ؟
وهل نقوم بتحليل ما لدينا من بيانات ؟
وهل نقوم بالربط بين البيانات لرسم خطط مستقبلية ؟
بل هل نعلم عن ماذا نبحث وماذا نحتاج ؟!
وهل نملك اي بيانات اصلا ؟!!
فنحن لدينا الإدارة المركزية للإحصاء والتي وحسب موقعها الرسمي تقول بان رسالتها هي:
“توفير البيانات والمعلومات الإحصائية الدقيقة في وقتها المناسب لجميع المستفيدين بهدف دعم التنمية والتخطيط ومتخذي القرار، بالشراكة مع جمع الأطراف ذات الصلة ، وذلك من خلال استخدام نظم عالمية متطورة وبناء قوة عمل محترفة”.
فهل فعلا الحكومة تستخدم بيانات وتحليلات الإدارة المركزية للإحصاء والتي إنشئت بقانون عام 1963 في التخطيط ؟!!
وكما قال افلاطون “مصيبة أن تدرس بلا تفكير , ومصيبة أكبر أن تفكر بلا دراسة”!!!