سياسة دوليةشؤون دولية
أحمد الناصر: سنواصل العمل على تنقية الأجواء العربية خلال رئاستنا مجلس الجامعة العربية

قال وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، رئيس الدورة الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية، إن الكويت سوف تواصل خلال رئاستها للمجلس، الدفع بالعمل العربي المشترك، وجهود تنقية الأجواء العربية، وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب، والتأكيد على عمق الروابط الأخوية بين الدول العربية.
وأعرب، في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بعد تسلمه رئاسة المجلس من وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي ـ عن تضامن الكويت مع مصر والسودان في حل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة، مشددا على الرفض لأي مساس بحقوق البلدين المائية، باعتبار الأمن المائي لمصر والسودان جزءا من الأمن القومي العربي، ودعا إلى حل للأزمة بما يراعي مصالح جميع الأطراف، ووفقا للقانون الدولي وإعلان المبادئ الذي وقعته مصر والسودان عام 2015.
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، قال الشيخ د.أحمد ناصر المحمد «نقف اليوم لنجدد دعمنا وتأييدنا لقضية فلسطين العادلة التي تعتبر الركيزة الأساسية للسلام في الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الزخم الذي اكتسبته القضية جراء ردود الفعل على العدوان على القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة والتأكيد الدولي على أهمية إيجاد حل لهذا الصراع، وتحقيق السلام.
كما جدد على موقف الكويت الداعم والثابت للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ودعوته لتحقيق السلام على أسس الشرعية الدولية، وحث الرباعية الدولية لإطلاق مفاوضات للحل النهائي والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية وحل مشكلة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وطالب وزير الخارجية بإعطاء الأولوية للتنسيق العربي، خاصة في القضايا الملحة للوصول إلى حلول لأزمات المنطقة والتفكير في سبل تعزيز العمل العربي المشترك وإعطاء الدعم للجامعة العربية وتزويدها بالأدوات الفعالة لعملها والسير قدما في عملية تطويرها وجعل العمل العربي المشترك أكثر قابلية للتكيف مع التطورات.
هذا، وعبر الشيخ د.أحمد ناصر المحمد عن القلق من التصعيد العسكري الذي تشهده المدن اليمنية مؤخرا، وأدان الهجمات التي تتعرض لها المدن السعودية من قبل الميليشيات الحوثية.
وأكد الوقوف الى جانب السعودية في الإجراءات التي تتخذها لمواجهة ما يفعله الحوثيون باعتبار أن أمن المملكة جزء من الأمن القومي العربي.
وأشاد بمؤتمر بغداد، الذي صدرت عنه نتائج تصب في صالح استقرار العراق، معربا عن الدعم لاستقرار العراق الذي يمر بمرحلة مهمة في مسيرته السياسية تتمثل في الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر 2021، لتمكين الحكومة العراقية من ترسيخ استقرار العراق ووحدة أراضيه ومنع التدخلات.
وشدد على أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية، ولا حل إلا بتنفيذ القرارات الدولية وعمل اللجنة الدستورية والاستجابة لتطلعات الشعب السوري، مؤكدا أنه يجب الإشارة دوما إلى أن الجولان السوري المحتل هو أرض عربية محتلة من قبل إسرائيل.
وشدد على أهمية التوافق حول الاستحقاقات في ليبيا التي تقود لإجراء الانتخابات في موعدها قبل نهاية ديسمبر واستكمال عمل اللجنة العسكرية، ووضع حد للتدخلات العسكرية الخارجية، التي تضر الأمن القومي العربي.
وأشار إلى أنه في ضوء التطورات الأخيرة في أفغانستان، هناك حاجة إلى تعزيز التعاون العربي، ونوه بأسلوب العمل الجديد في مجلس الجامعة بعقد اجتماعات وزارية تشاورية لتكون فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر في إطار يتصف بالصراحة والشفافية، مشيدا بجهود دولة قطر في عقد الاجتماع التشاوري الأول في الدوحة في يونيو الماضي، مشيرا إلى أن الاجتماع التشاوري الثاني سيكون في الكويت.
كما دعا وزير الخارجية إلى تعاون عربي في مواجهة أزمة كورونا، وقال إن هناك حاجة إلى تضافر الجهود الدولية والعربية في مواجهة الجائحة.
وشدد على الحاجة إلى تعاون أكثر بين الدول العربية في تعزيز المنظومة الصحية، والتعامل مع آثار الأزمة في الأمن الغذائي والتعليم وقطاع المعلومات.
من جهته، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي أهمية تعزيز العمل العربي المشترك خاصة في مواجهة الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وأشار في كلمته خلال الجلسة، إلى أن فترة رئاسة قطر لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري شهدت العديد التحديات مثل جائحة كورونا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
وأكد أن السلام خيار استراتيجي عربي يقوم على حل عادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية، مشددا على أن قطر سوف تواصل جهودها مع كل الأطراف الفاعلة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى تخصيص بلاده 500 مليون دولار لإعمار قطاع غزة.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري التــزام مصر بالوقوف إلى جوار كل دولة شقيقة، لتخطي هذه الفترة الاستثنائية في تعدد جبهاتها وتنوع مصادر تهديدها للعالم العربي، والتي فرضت بذل جهود استثنائية لمواجهتها، والعمل على خلق أفكار غير تقليدية لتعزيز التعاون والتكامل العربي للتصدي لها وتخطي آثارها.
وشدد شكري، في كلمته بالجلسة، على أن مصر مستمرة في العمل – دون كلل – لمواجهة هذه التحديات بكل صرامة وحزم، وبتصميم كامل ـ كذلك ـ على مساندة جهد كل دولة عربية شقيقة تعمل على الصمود والتماسك والحفاظ على وحدتها واستقلالها وحقها المشروع في الازدهار والنمو.
وأكـــد أن التدخـــلات السافرة في المحيط العربي أفضت إلى استنزاف وإرهاق للمقدرات العربية، ودفعت إلى استقطابات وخصومات بين الأشقاء، آن لها أن تنتهي.
وشدد على أن مصر لا تدخر جهدا في تقديم كل سبل الدعم للتوصل لتسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضيـــة الفلسطينيـــة (القضية المركزية)، وستظل كذلك لكل العرب، وسنستمر في العمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي على إعادة الحقوق المشروعة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام.
وفيما يتعلق بسد النهضة، أكد شكري ـ مجددا على ثوابت الموقف التفاوضي لمصر والسودان بشأن سد النهضة، مشددا على أن الحل يكمن في اتفاق ملزم وعادل يصون حق اثيوبيا في التنمية الذي نحترمه ونقدره، لكن لا يأتي بأي شكل من الأشكال خصما من حقوق مصر والسودان المائية في نهر النيل، فاعتماد قواعد ملء وتشغيل السد عبر اتفاق الأطراف المعنية اتفاقا قانونيا ملزما سيجنب انزلاق المنطقة إلى مشهد أكثر تعقيدا لا تحمد عقباه ولا نرغب في الذهاب إليه.
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن العالم العربي مازال يعيش حال الأزمة على مستويات مختلفة، سواء الأزمة الصحية لجائحة كورونا، وتبعاتها المختلفة على معدلات النمو وحركة التجارة والنشاط الاقتصادي، أو غير ذلك من الأزمات السياسية والأمنية المستمرة منذ عقد تقريبا في عدد من الدول العربية، من دون إرادة للحل وبكلفة مروعة على كل الأصعدة.
وأضاف أبوالغيط أن الشهور الماضية قد شهدت تطورات تنطوي على بعض العناصر الإيجابية التي ينبغي البناء عليها، مشيرا إلى أن الوقفة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الاحتلال الإسرائيلي في مايو الماضي أظهرت أن القضية الفلسطينية مازالت حية نابضة، وأنها قادرة على حشد التأييد الدولي، وتحظى بإجماع عربي شامل على ثوابتها الرئيسية.
المصدر: الأنباء الكويتية