مقالات وكتاب
وقفة الخميس مع الوقف : ( 11 / 4 / 2019 )

لا نزال نعرض في أيام الخميس الأربعة من شهر أبريل التعريف ببعض أعلام الوقف في مملكة البحرين :
الشيخ عبد الرحمن بن راشد آل فاضل آل خليفة :
(1166 – 1261هـ = 1752 – 1845م)
( واقف في مجال العمل الخيري )
هو: عبد الرحمن بن راشد بن خليفة بن فاضل بن خليفة الكبير التغلبي الوائلي، الملقب “بمحرر البحرين”، والمولود عام 1166هـ الموافق لعام 1752م في “تل بهيته” بالكويت. أرسله والده إلى الكُتّاب، فتعلم مبادىء القراءة والكتابة وبعض الحساب، وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم، ولما اشتد عوده بدأ والده في تعليمه أصول التجارة وأصول البيع والشراء، فأتقن كل ذلك في وقت قصير، ثم بدأ يعلمه حرفة اللؤلؤ وتدريبه على أنواعه وأشكاله وأحجامه وأوزانه، فأتقن كل شيء فيها، ومن هنا أدخله معه في السوق وأخذ يتابعه في التجارة.
عمل عبد الرحمن بن راشد إلى جانب والده في تجارة اللؤلؤ، والمواد الغذائية كالأرز والقهوة وما إلى ذلك، كما كان يقوم بنقل البضائع بين موانىء الخليج، فقد كان كثير السفر إلى العاصمة الهندية بومبي، والبصرة جنوب العراق، والكويت، ومدينة عدن اليمنية، و العاصمة العُمانية مسقط، وشرق أفريقيا، كما كان عارفاً بطرق ومسالك البحار، مُلمَّا بعلم النجوم والفلك، خبيراً بها. وقد اشتهر بامتلاكه العديد من المزارع والبساتين والنخيل التي كان يبيع رطبها وتمرها وثمارها وما إلى ذلك، وكانت ممتدة في عدة مناطق في البحرين، فبعضها في قرية “وقابة”، وبعضها في قرية “الزنج”، وآخر في “الحجر”، ومثلها في “بوقوة” وغيرها.
إسهاماته في مجال الوقف والعمل الخيري:
للشيخ عبد الرحمن أعمال كثيرة في مجال الخير والإحسان، ومن بين ذلك: تجديد بناء مسجد في المحرق، وبناء مدرسة سبق أن تعلّم فيها بالأحساء وشراء مجموعة من العقارات أوقفها عليها، وأوقاف على الذرية، وصدقات على الفقراء والمساكين والأرامل والمُعدمين وغيرها، وهذه بعضها للفائدة:
تجديد بناء مسجد الشيخ خليفة بن مبارك آل فاضل، والمسمى اليوم “مسجد الشيخ عبد الرحمن بن راشد آل فاضل” الكائن في المحرق، كما أوقف على المسجد من ثلثه 40 روبية في “الخور” و”العبيدي”، وهما نخلان أحدهما في “الزنج” والآخر في “مقابا”، الثلثان منهما للإمام والثلث للمؤذن، وذلك بموجب ورقة بيد المتولي راشد بن إبراهيم الفاضل.
وهناك وقفية ثانية للمسجد المذكور، حيث تشير وثيقة الوقف إلى أن الشيخ عبد الرحمن قد قام بوقف النخل المسمى “العبيدي”، على أن تباع مخارج ثمار هذين النخلين، ويعطى منها مسجد الجامع في المحرق، للإمام 100 قران، ويعطى لمسجده 100 قران ما بين المؤذن والإمام؛ ثلثان للإمام، وثلث للمؤذن.
أوصى بإقامة درس في شهر رمضان المبارك، ويعطى للمدرس الذي يتولى قراءة الدرس 100 قران، وتقدم له أضحية بثلاثين قران، ومائة قران توزع على الأرحام، ويعطى من الرطب للفقراء والمساكين، ويوزع سعف النخيل عليهم أيضاً.
أنشأ مدرسة تحمل اسمه في الأحساء، وعندما أحس الشيخ عبد الرحمن باقتراب الأجل، أوصى من ماله بمبلغ كبير جعله لبناء تلك المدرسة، لأن الأحساء آنذاك كانت عاصمة العلوم في الخليج العربي، يأتي إليها طلاب العلم من البحرين، وعُمان، وبر فارس، والكويت وغيرها، واشترط أن تُدرس فيها العلوم الشرعية: كالفقه والحديث والقرآن الكريم والتفسير وعلوم اللغة العربية، بشرط أن يكون المدرسون مالكيي المذهب، واشترى مجموعة من العقارات أوقفها عليها، حتى يُغطي ريع هذه العقارات رواتب المدرسين.
الوفاة:
توفي الشيخ عبد الرحمن بن راشد آل فاضل آل خليفة عام 1261هـ الموافق لعام 1845م في مدينة المحرق بالبحرين، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصادر
بشار يوسف الحادي، آل فاضل العتوب ودورهم السياسي والاجتماعي خلال ثلاثة قرون، ط1، المنامة، 2010، ص171-172، 207-225.
المرجع :
معجم تراجم أعلام الوقف ج1
إصدار الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت
جمع و إعداد :
د عبدالمحسن الجارالله الخرافي الامين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت